شرعت في تسليحهم.. أوكرانيا تراهن على المليشيات في صراعها مع روسيا

في الكواليس، بدأت وزارة الدفاع الأوكرانية التخطيط المكثف لتنظيم المقاومة الشعبية، تجاه أي اجتياح روسي محتمل، إذ تشمل مخطط كييف جميع شرائح المجتمع الأوكراني

شرعت في تسليحهم.. أوكرانيا تراهن على المليشيات في صراعها مع روسيا

ترجمات - السياق

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إن "الاستفزازات الروسية" على الحدود الأوكرانية، ليست جديدة على المسؤولين، لاسيما أن كييف اعتادته منذ عام 2014.

وأضافت المجلة، في تقرير، أنه حتى في الوقت الذي حذرت فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وبعض حلفاء "الناتو" من احتمال غزو روسي لأوكرانيا في أي لحظة، تقبَّل المسؤولون في كييف هذا التحذير بهدوء شديد، إذ يصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على أن هذه الاستفزازات ليست أكثر مما حدث عام 2014.

كانت روسيا قد ضمت القرم من أوكرانيا عام 2014، في أعقاب إطاحة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش الموالي للكرملين، في خطوة عدَّتها الدول الغربية غير مشروعة.

 

تسليح الميليشيات

وذكرت "فورين بوليسي" أن أوكرانيا تتجهز للغزو الروسي لأراضيها بتسليح الميليشيات، مشيرة إلى أنه قبل أن تبدأ روسيا حشدها العسكري الحالي في مارس 2021، وافق البرلمان الأوكراني على قانون موسع، من شأنه أن يسمح للجيش بتسليح الميليشيات المحلية.

وفي الكواليس، بدأت وزارة الدفاع الأوكرانية التخطيط المكثف لتنظيم المقاومة الشعبية، تجاه أي اجتياح روسي محتمل، مبينة أن مشاريع كييف تشمل جميع شرائح المجتمع الأوكراني، وفقًا لخطة مشتركة مع الجيوش الغربية.

وكشفت "فورين بوليسي" أن عملية التخطيط تسارعت في الأيام الأخيرة، إذ استعان زيلينسكي بالجنرال يوري جالوشكين، المخضرم في معارك 2014 المكثفة، للدفاع عن مطار دونيتسك الدولي من الانفصاليين الموالين لروسيا، لقيادة الدفاعات الإقليمية.

ونقلت المجلة عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأوكرانية، قولهم: إنها محاولة لجعل الحياة صعبة قدر الإمكان على القوات الروسية، إذا منح الكرملين الضوء الأخضر لغزو متجدد.

وتأكيدًا لهذا الأمر، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، في بيان صحفي: "إن أفضل طريقة لحماية أوكرانيا من أي تصعيد عسكري روسي محتمل، تهيئة الظروف التي يتكبد فيها المعتدي خسائر غير مقبولة، وتجعله عاجزًا عن تحقيق هدفه"، مشيرًا إلى أن ما سماها "المقاومة الوطنية" هي الأمل في صد أي اعتداء.

وأضاف: "أوكرانيا تعتزم مقاومة روسيا بمفردها، وليست بحاجة إلى جنود أمريكيين أو كنديين للقتال في صفها، بل إلى أسلحة أمريكية متطورة".

وأكد أن "الموقف القوي للدول الداعمة لأوكرانيا -بأي شكل من الأشكال- وحده القادر على كبح جماح الاتحاد الروسي، وأن أوكرانيا قادرة على إعادة الجنود الروس في توابيت إلى بلادهم"، في إشارة إلى احتمالات "الغزو" القائمة.

 

تفاصيل الخطة

وعن تفاصيل الخطة التي ستواجه بها أوكرانيا، روسيا، في حال الغزو، قالت "فورين بوليسي": الجهود الجارية تهدف لبناء 25 لواءً في كل منطقة أوكرانية والعاصمة كييف، إضافة إلى مدن رئيسة أخرى، مثل خاركيف وأوديسا، كمحاولة لحماية أجنحة الجيش الأوكراني من الهجوم الروسي، أثناء تحركهم لمواجهة تقدم محتمل في الشرق.

ومن المقرر أن تقود قوات العمليات الخاصة الأوكرانية، التي زاد عددها بالفعل بـ 1000 جندي لدعم المهمة، الجهود لبناء وتدريب قوات المقاومة الوطنية.

 

المحاربين القدامى

ونقلت "فورين بوليسي" عن مسؤول عسكري غربي قوله: الصراع من المرجح أن يعيد المحاربين القدامى المتمرسين إلى الخدمة العسكرية، لكن ليس من الواضح مستوى الخبرة العسكرية التي ستتعامل معها القوات الأوكرانية، عندما تبدأ تدريب المدافعين الجدد عن أراضيها.

وأشارت المجلة إلى أنه بينما تعتمد أوكرانيا على 10 آلاف متعاقد عسكري للمساعدة في بناء قوتها، يتعين عليها اختيار وتدريب 130 ألف مجند جديد ووحدات متطوعة، على مستوى المجتمع المحلي، للدفاع عن مدنها وقراها.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية: ألوية الدفاع عن الأراضي تمتلك 70 في المئة من قدراتها، وسيتشكل هيكل قيادتها في غضون شهر.

بالنسبة لأوكرانيا -حسب المجلة- فإن الجهد يدور حول الرغبة في القتال، أكثر من استخدام التكنولوجيا أو الكفاءة في ساحة المعركة، مشيرة إلى أن الاستعدادات الأوكرانية لتمرد دموي، قد تضرب وترًا حساسًا لدى الكرملين، الذي تعرَّض لتجارب عدة بالنسبة لسقوط ضحايا بين صفوفه داخل المدن، خلال حروبه في السنوات الأخيرة.

وأشارت المجلة، إلى أن الحرب السوفيتية الأخيرة، خلال غزو أفغانستان، أدت إلى خسائر فادحة في الأرواح، وهي ذكرى لا تزال قائمة، مبينة أنه حينما وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السلطة، ورث الحرب الروسية الثانية في الشيشان، التي شهدت اشتراك القوات الروسية في أكثر المعارك دموية بالمدن، خلال العقدين الماضيين.

وذكرت أن تكرار وقوع صراع دموي جديد لروسيا في أوكرانيا، بعد أفغانستان والشيشان، قد يأتي في أشد أوقات بوتين ضعفًا، ففي العام الماضي، أدى سجن روسيا لزعيم المعارضة أليكسي نافالني -بعد أشهر فقط من مؤامرة قادتها الدولة لتسميمه بغاز الأعصاب- إلى خروج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع، في علامة على الإحباط المتزايد من الركود الاقتصادي وفساد الكرملين.

ونقلت "فورين بوليسي" عن مسؤول دفاعي أمريكي سابق، قوله: "إنها ستصبح لعبة أرقام، في ما يشعر به بوتين بأنه يريد أخذه... هل يمكنه تحمُّل ذلك، من دون تكبُّد خسائر، من شأنها أن تخل بالتوازن السياسي في روسيا، وتعرِّض نظامه للخطر؟".