هل يجب على بايدن الترشح للرئاسة عام 2024؟
تراجع التأييد لبايدن، جعل الديمقراطيين يفكرون مليًا في المرحلة المقبلة، مع اتجاه الأنظار إلى إعادة تجربة ترشيح امرأة، ورغم أن التجربة الأولى لهيلاري كلينتون فشلت، فإنهم يعتقدون أن من الممكن أن تحقق كاميلا هاريس نائبة الرئيس الحالي شيئًا أفضل

ترجمات - السياق
منتصف الموسم التحضيري لسنة 2022، عبّر العديد من المشرعين الديمقراطيين ومسؤولي الحزب، عن إحباطهم من تخبط الرئيس بايدن للدفع بجدول أعماله، مُشكّكين بالوقت نفسه في قدرته على إنقاذ الحزب من هزيمة متوقعة بانتخابات الكونغرس النصفية، وينظرون إليه -بشكل متزايد- على أنه مجرّد مذيع أخبار يجب منعه عام 2024، بحسب "نيويورك تايمز".
وذكرت الصحيفة أنه بينما تتصاعد التحديات التي تواجه البلاد، ويظهر ناخبو القاعدة المرهقون حماسًا منخفضًا، فإن الديمقراطيين في اجتماعات النقابات، والغرف الخلفية والتجمعات الحزبية من الساحل إلى الساحل، قلقون بشأن قيادة بايدن، وسنه وقدرته على مواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب للمرة الثانية.
وخلال مقابلات مع ما يقارب 50 مسؤولاً ديمقراطيًا من قادة المقاطعات إلى أعضاء بالكونغرس، وكذلك مع الناخبين "المحبطين" الذين دعموا بايدن عام 2020، كشفت الصحيفة عن قلق بشأن القوة المتزايدة للجمهوريين، وتشاؤم غير عادي للمسار الذي يحتاجه حزبهم، للمضي قدمًا في المنافسة على السلطة.
إبعاد بايدن
ونقلت "نيويورك تايمز" عن ستيف سيمونيديس، عضو اللجنة الوطنية الديمقراطية من ميامي قوله: إن القول بأن بلدنا يسير على الطريق الصحيح أمر بعيد بشكل صارخ عن الواقع، مضيفًا: "يجب على بايدن أن يعلن نيته بعدم السعي لإعادة انتخابه عام 2024، بعد انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر المقبل".
وبينت الصحيفة، أن مخاوف الديمقراطيين تأتي في الوقت الذي أوضحت فيه جلسة الاستماع الافتتاحية للجنة مجلس النواب، التي تحقق في هجوم 6 يناير على مبنى الكونغرس مخاطر الانتخابات الرئاسية لعام 2024 التي قد يسعى فيها ترامب -الذي أثارت أكاذيبه أعمال شغب عرقلت الانتقال السلمي للسلطة- للعودة إلى البيت الأبيض.
وأشارت إلى أنه بالنسبة إلى بايدن وحزبه، ربما يمثل التذكير الحي لجلسات الاستماع بعنف العصابات المستوحى من ترامب، الفرصة الأخيرة والأفضل قبل الانتخابات النصفية، لجذب الناخبين المتأرجحين، الذين يمكن إقناعهم والذين كانوا أكثر تركيزًا على التضخم وأسعار الوقود، لافتة إلى أنه إذا لم يستطع الحزب ذلك، فقد يفوت فرصته الأخيرة لمحاسبة ترامب، بينما يواجه بايدن عامين حافلين بالاضطرابات مع عرقلة مجلس النواب الذي يقوده الجمهوريون لخططه.
وذكرت أنه رغم أن أغلبية كبار الديمقراطيين المنتخبين، كانوا مترددين في التحدث بشكل رسمي عن مستقبل بايدن، فإن الإخفاقات المتكررة لإدارته في تمرير تشريعات بشأن قضايا الديمقراطيين، فضلاً عن جهوده المتوقفة لاستخدام منبر البيت الأبيض لتحريك الرأي العام، تركت الرئيس بحالة تراجع في معدلات التأييد.
وأوضحت أن تراجع معدلات التأييد لبايدن، دفع القادة الديمقراطيين للتدخل، كمحاولة لتفسير سلسلة من المصائب التي تواجه الحزب، التي تبدو جميعها خارج سيطرة بايدن، منها (معدلات التضخم غير المرئية منذ أربعة عقود، وارتفاع أسعار الغاز، واستمرار الوباء، وسلسلة عمليات إطلاق النار الجماعية، واستعداد المحكمة العليا لإنهاء الحق الفيدرالي في الإجهاض، ورفض الديمقراطيين في الكونغرس العمل من خلال أجندة الرئيس، لإعادة البناء بشكل أفضل أو توسيع حقوق التصويت".
سِن الرئيس
وترى "نيويورك تايمز" أن أبرز ما يقلق الديمقراطيين، هو سِن الرئيس -79 عامًا الآن، و82 بحلول الوقت الذي سيجرى فيه تنصيب الفائز في انتخابات 2024- وهو مصدر قلق عميق بشأن قدرته السياسية.
وأشار هؤلاء الديمقراطيون، إلى الزلات التي يرتكبها بايدن بين الحين والآخر، لافتين إلى أنه أزعج الدبلوماسية العالمية -مرارًا وتكرارًا-بملاحظات غير متوقعة، ما اضطر موظفي البيت الأبيض إلى التراجع عنها.
ونقلت الصحيفة عن ديفيد أكسلرود، كبير المحللين الاستراتيجيين للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، قوله: الرئاسة وظيفة مرهقة للغاية، والواقع الصارخ أن الرئيس سيكون أقرب إلى 90 من 80 نهاية فترة ولاية ثانية، وستكون هذه قضية رئيسة.
وأضاف أكسلرود: "بايدن لا يحصل على الفضل الذي يستحقه لقيادة البلاد خلال أسوأ حالات الوباء، وإقرار تشريعات تاريخية، وتوحيد حلف الناتو ضد العدوان الروسي، واستعادة اللياقة إلى البيت الأبيض، لكن من الأسباب التي تظهره كأنه لا يعمل أنه ينظر إلى سِنه ولم يكن رشيقًا أمام الكاميرا كما كان، وهو ما غذى سردًا عن كفاءته غير متجذر في الواقع".
كامالا هاريس
وذكرت "نيويورك تايمز" أن تراجع التأييد لبايدن، جعل الديمقراطيين يفكرون مليًا في المرحلة المقبلة، مع اتجاه الأنظار إلى إعادة تجربة ترشيح امرأة، ورغم أن التجربة الأولى لهيلاري كلينتون فشلت، فإنهم يعتقدون أن من الممكن أن تحقق كاميلا هاريس نائبة الرئيس الحالي شيئًا أفضل، خصوصًا أنها تأتي في المرتبة الثانية بعد بايدن، من خلال الاستطلاعات في مناطق الديمقراطيين.
ورغم الحديث عن هاريس -حسب الصحيفة- فإن الديمقراطيين يحضرون أسماء بديلة قد تحظى بقبول جماهيري، منهم: بيت بوتيجيج الذي نافس بايدن في السباق التمهيدي لاختيار مرشح الديمقراطيين عام 2020، وآمي كلوبتشار التي كانت أيضًا في السباق التمهيدي، ولا تُستبعد أيضًا عودة بيرني ساندرز لخوض السباق التمهيدي للمرة الثالثة، بعد خوضه أمام كلينتون 2016 وأمام بايدن 2020.
ونقلت الصحيفة عن أنيتا دن، كبيرة مستشاري الرئيس -مستشهدة بأرقام الوظائف القوية والجهود المبذولة لمكافحة الوباء- قولها: "شخص واحد فقط قاد عملية انتقالية بعد أكاذيب ترامب وتحديات المحكمة والتمرد لتولي منصبه في 20 يناير... هو جو بايدن".
وحسب الصحيفة، يرفض حلفاء آخرون لبايدن الاقتراحات بأن أي ديمقراطي آخر سيكون أفضل منه في انتخابات الرئاسة عام 2024، وقال بن لابولت، الذي عمل في حملات أوباما: "هذا هو التوتر نفسه الذي سمعناه عن باراك أوباما عامي 2010 و2011".
بينما قال كريستوبال أليكس، الذي كان كبير مستشاري حملة بايدن ونائب سكرتير مجلس الوزراء في البيت الأبيض حتى الشهر الماضي: "بايدن الديمقراطي الوحيد الذي يمكنه الفوز في الانتخابات الوطنية".
في المقابل، قالت نيكي فرايد ، مفوضة الزراعة في فلوريدا، التي ترشح نفسها لمنصب الحاكم، إنها سترحب ببايدن للمشاركة في حملتها بفلوريدا، لكنها لم تصل إلى حد تأييده لولاية ثانية، مضيفة: "هناك الكثير من الوقت من الآن حتى عام 2024".
استطلاعات الرأي
وبينت "نيويورك تايمز" أن استطلاعات الرأي تظهر أن بايدن وصل إلى نقطة متدنية في شعبيته بين الناخبين الديمقراطيين، إذ أظهر استطلاع أجرته وكالة أسوشيتيد برس -الشهر الماضي- أن موافقة بايدن بين أعضاء الحزب بلغت 73 في المئة، وهي أدنى نقطة في رئاسته، وتسع نقاط أقل من أي وقت آخر عام 2021.
وأشارت إلى أن بايدن يسعى إلى الترشح لولاية ثانية، لكن في يناير الماضي، أراد 48 في المئة فقط من الديمقراطيين أن يترشح مرة أخرى، وفقًا لاستطلاع الرأي الذي أجرته وكالة إيه.بي.
وذكرت الصحيفة، أنه طالما دعا هوارد دين -حاكم ولاية فيرمونت السابق، رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية البالغ من العمر 73 عامًا، الذي ترشح للرئاسة عام 2004- منذ فترة طويلة إلى ارتقاء جيل أصغر من القادة في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر في الحزب، وقال إنه صوَّت لصالح بيت بوتيجيج (40 عامًا) في الانتخابات التمهيدية لعام 2020 بعد محاولته إقناع السناتور كريس مورفي (48 عامًا) من ولاية كونيتيكت بالترشح.
وأوضحت أن هناك أسئلة عن عجز بايدن عن إقناع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الوسطيين بدعم أجندته، مع احتمال ظهور أغلبية جمهورية في غرفة واحدة على الأقل من الكونغرس العام المقبل، مشددة على أن الديمقراطيين -الذين كانوا في وضع مماثل للسيطرة العابرة على الحكومة- يشعرون بالقلق من تكرار أخطاء الماضي.
بينما يمتد القلق بشأن شعبية بايدن إلى جوهر قاعدته السياسية، إذ قالت أدريان شروبشاير، المديرة التنفيذية لـ (بلاكباك)، وهي منظمة سياسية لدعم الأمريكيين من أصل أفريقي، إن مصدر قلقها أن الناخبين السود -بعد أن شاهدوا بايدن والديمقراطيين يفشلون في الوفاء بوعودهم الأساسية- لن يعودوا للتصويت في نوفمبر.
وحيال ذلك، قالت آن هارت، الرئيسة المشاركة للحزب الديمقراطي في مقاطعة ألاماكي بولاية أيوا، إنها لا تستطيع أن تتخيل كيف يدير بايدن الرئاسة في سن 79 عامًا.
وهو ما أيدته شيليا هوجينز، المحامية من دورهام، نورث كارولاينا، عضو اللجنة الوطنية الديمقراطية، بقولها: "الديمقراطيون بحاجة إلى قيادة جديدة وجريئة للسباق الرئاسي عام 2024، ولا يمكن أن يكون بايدن".