اليمن.. ميليشيا الحوثي تستقبل المبعوث الأممي بمجزرة وتغتال فرص السلام
بالتزامن مع تحركات المبعوث الأممي وزيارته إلى السعودية وعدن، ارتكبت مليشيات الحوثي مجزرة جديدة في مأرب، أسفرت عن مقتل 4 مدنيين بينهم طفلان وإصابة أكثر من 31.

السياق
تطورات جديدة في الملف اليمني، تتجاوز الجهود الدولية لتسوية الأزمة التي خلفت ملايين النازحين، إلى مظاهرات في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي ضد السُّلطة الانقلابية، واستمرار الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين.
فعلي صعيد التحرك الدولي، ختم المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، أول زيارة له منذ تعيينه، للعاصمة المؤقتة عدن، أجرى خلالها مباحثات مع رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، عن رؤيته لإحلال السلام في اليمن.
ودعا مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن، هانز جروندبرج، إلى «إنهاء النزاع والتوصل لحل سياسي»، في البلد الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية بالعالم.
وقال جروندبرج، الذي تولى منصبه الشهر الماضي: «لابد أن يكون الهدف الرئيس والعاجل لجميع الفاعلين المعنيين، هو إنهاء النزاع والتوصل لحل سياسي، يشمل الجميع ويلبي تطلعات اليمنيين، وهي مسؤولية مشتركة تتطلب من الجميع التزاماً بجهود إحلال السلام».
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن المبعوث الأممي أطلع رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، على رؤيته لإحلال السلام والتزامه بالعمل بشكل وثيق مع كل الأطراف، سعياً إلى تسوية سياسية شاملة.
طريق السلام
بدوره، قال رئيس الحكومة اليمنية: مليشيات الحوثي غير جادة في السلام، ومستمرة في التصعيد العسكري، واستهداف المدنيين والنازحين وارتكاب المجازر، وآخرها استهداف أحد الأحياء السكنية في مأرب بثلاثة صواريخ بالستية، نجم عنها مقتل وإصابة عشرات المدنيين، أغلبيتهم من النساء والأطفال، لافتاً إلى أن طريق السلام في اليمن واضح، من خلال تطبيق مرجعيات الحل السياسي الثلاث المتوافق عليها، التي من شأنها ضمان حل عادل وشامل لا يؤسس، أو يمهد لصراعات جديدة.
كان المبعوث الأممي إلى اليمن، أجرى زيارة إلى العاصمة السعودية الرياض، استمرت 3 أيام التقى خلالها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وسفير المملكة باليمن محمد آل جابر.
وبحث جروندبرج في الرياض أيضاً، سبل إحلال السلام في اليمن مع الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، ووزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية ميجيل بيرجر، ودبلوماسيين من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وأشار بيان مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، إلى أنه يسعى والفاعلين المعنيين بإنهاء الصراع في اليمن، إلى التوصل لحل سياسي يشمل جميع الأطراق.
مجزرة جديدة
بالتزامن مع تحركات المبعوث الأممي وزيارته إلى السعودية وعدن، ارتكبت مليشيات الحوثي مجزرة جديدة في مأرب، أسفرت عن مقتل 4 مدنيين بينهم طفلان وإصابة أكثر من 31.
هذه الحصيلة، أعلنتها منظمة "أطباء بلا حدود"، خلال متابعتها للمجزرة التي ارتكبتها المليشيات بـ 3 صواريخ بالستية.
وأشارت حصيلة رسمية، إلى أن طفلين قُتلا وأصيب 33 مدنياً، تفاوتت إصابتهم بين الخطيرة والمتوسطة.
اغتيال فرص السلام
زكريا الكمالي، الكاتب والمحلل السياسي اليمني قال لـ"السياق": التصعيد الحوثي الواسع في مأرب، الذي تزامن مع تعيين المبعوث الأممي الجديد هانس جروندبرغ "لا تفسير له سوى اغتيال فرص السلام".
واعتبر الكمالي، أن المجزرة الحوثية الجديدة ما هي إلا "هروب للأمام كما اعتادت المليشيا أن تواجه التحركات الدولية منذ بدء الحرب".
وتابع الكاتب، المحلل السياسي اليمني "أن المليشيات الحوثية تهدف إلى رفع سقف مطالبها، بدليل أنها بعد تحقيق مكاسب في مناطق ثانوية جنوبي مأرب، أدرجت شرطًا جديدًا لوقف الحرب، بضرورة دفع التعويضات من التحالف العربي".
وقال إن المليشيات الانقلابية أيضاً وضعت شرطًا عائمًا عن تعويضات الحرب، التي يفترض أن تكون هي نفسها ملزمة به أولًا ومن خلفها إيران"، مشددًا على أن جماعة الحوثي لا هدف لها سوى تعجيز المجتمع الدولي، من خلال طرح مطالب غير منطقية.
ونوه الكمالي إلى أن "المليشيات دخلت في مرحلة هستيرية، لا تتورع فيها عن شن هجمات عمياء، تحصد أرواح الأبرياء من الأطفال والنساء في مدينة مأرب".
وأكد أنه "أمام جماعة فاشية تعتاش على العنف، سيكون من المستحيل التخلي عن خيار الحرب ببساطة، فالسلام سيغتال وجودها ويجعلها تفقد مليارات الدولارات، التي تنهبها من إيرادات وقوت اليمنيين، تحت مزاعم محاربة إسرائيل وأمريكا".
حراك شعبي ضد الحوثي
على صعيد آخر، شهدت مناطق تحت سيطرة الحوثي، حراكاً شعبياً عدَّه مراقبون بداية لتحطيم القبضة الأمنية للمليشيات.
وبدأ الحراك الشعبي تنظيم وقفات احتجاجية بمناطق في صنعاء، بسبب الاختطاف والاختفاء القسري، والاغتيالات، والسرقة.
كما شهدت محافظتا ذمار وإب إشعال بعض الشباب لمواقد شعلة الثورة اليمنية في 26 سبتمبر الماضي، ورددوا النشيد الوطني، رغم إرسال الشمليشيات فرقًا عسكرية لقمعهم.