انتصار سعودي في سوق النفط مع التعافي من أزمة كورونا
قالت إدارة جو بايدن، إنها ذكّرت أوبك بضرورة دعم التعافي، والتقى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأربعاء الماضي.وأشارت بلومبرج إلى أن السعودية لا ترغب في ارتفاع الأسعار نحو 100 دولار للبرميل، لأن تكاليف الوقود المفرطة ستقلِّص الطلب وتحفِّز انتعاش إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، وفقاً لمطلعين على وجهة نظر المملكة.

ترجمات - السياق
باجتماع تحالف "أوبك بلس" لمنتجي النفط اليوم، يمكن للمملكة العربية السعودية، قائدة المجموعة، أن تحتفل بقوة انتصارها في سوق النفط، بحسب شبكة بلومبرج.
وذكرت أنها بعد 18 شهراً من خفض إنتاج النفط الخام خلال تفشي الوباء، من المقرر أن تضخ الرياض 9.8 مليون برميل يومياً هذا الشهر، ما يقترب من مستويات ما قبل الوباء، بفضل الاقتصاد العالمي الذي يحتاج بشدة لإمدادات الطاقة.
وأشارت إلى أنه من خلال إعادة ضخ تلك الشحنات ببطء، وبما لا يؤدي إلا لتجنُّب حدوث فائض جديد، أعاد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أسعار النفط الخام إلى 80 دولاراً للبرميل.
وأدى ذلك إلى تضخم عائدات النفط لدى المملكة، إلى أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات، ما يضعها على المسار للحصول على تعويضات أكبر عام 2022.
عام جيد لأوبك بلس
ونقلت "بلومبرج" عن بن لوكوك، الرئيس المشارك لإدارة تداول النفط في "ترافيجورا غروب" لتجارة السلع قوله: لقد شهدت "أوبك بلس" عاماً جيداً... وتمكن أعضاء التحالف من إدارة الموقف الصعب باحترافية.
وذكرت "بلومبرج" أن ما حدث يختلف تماماً عن الاضطرابات التي حدثت في مارس الماضي، عندما دفع انخفاض الطلب على الوقود فترة وجيزة، منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركائها إلى خوض معركة شرسة لجذب العملاء.
مشيرة إلى أن تلك "الذكريات المريرة" تبدو بعيدة جداً، إذ يستعد التحالف المكون من 23 دولة -بقيادة السعودية وروسيا- للاجتماع الاثنين.
وأضافت: إذا كان هناك تهديد للتوازن الدقيق، الذي حققه تحالف "أوبك بلس"، فهو أن السوق قد تشهد نمواً مفرطاً، ما يرفع الأسعار بشكل كبير للغاية.
خريطة طريق
أعلن تحالف أوبك، أنه سيلتزم بجدوله الزمني لزيادة الإنتاج بشكل طفيف، من خلال الموافقة على زيادة أخرى قدرها 400 ألف برميل يومياً في نوفمبر، لكن السوق تغيرت منذ الاتفاق على خريطة الطريق في يوليو.
يشار إلى أن نقص المعروض من الغاز الطبيعي، الذي دفع الأسعار إلى ما يعادل 190 دولاراً للبرميل، حفَّز التحول إلى المنتجات النفطية للتدفئة والتصنيع، ما يعزِّز الطلب الإجمالي.
وذكرت "بلومبرج" أن إنتاج النفط الأمريكي لا يزال يتعافى من إعصار "إيدا"، الذي تسبَّب في توقف ضخ ما يقرب من 35 مليون برميل، بعد أن ضرب خليج المكسيك قبل شهر، أي ما يعادل شهرين كاملين تقريباً من زيادة المعروض من جانب مجموعة "أوبك بلس".
ويبدو واضحاً القلق الحالي بين الدول المستهلكة الرئيسة، خاصة إذا انتهى بها الأمر إلى مواجهة شتاء بارد.
وأصدرت الصين تعليمات لشركات الطاقة الكبرى، بتأمين الإمدادات بأي ثمن.
ضغوط على أوبك
وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنها ذكّرت "أوبك" بضرورة دعم التعافي، والتقى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأربعاء الماضي.
ونقلت "بلومبرج" عن هيليما كروفت، كبيرة استراتيجيي السلع في "آر بي سي كابيتال ماركتس "قولها: "ستتعرَّض أوبك بلس لضغوط متزايدة من واشنطن لزيادة الإنتاج، والحد من صعود الأسعار... الزيادة التي تتجاوز 400 ألف برميل يومياً، تعد خياراً متاحاً يوم الاثنين".
وأشارت "بلومبرج" إلى أن شركة "فيتول غروب" أكبر متداول مستقل في العالم، تؤيد وجهة النظر هذه، وقال كريس بيك، المدير بالشركة، إن الطلب على النفط لا يعزِّزه فقط نقص الغاز الطبيعي، بل إن آفاق العرض تتقلَّص مع تضاؤل احتمالات التوصل إلى اتفاق سريع لإنعاش الصادرات الإيرانية.
وانخرطت طهران وواشنطن في مفاوضات، لإعادة تفعيل الاتفاق النووي، ورفع العقوبات الأمريكية على شحنات النفط الإيرانية، لكن المحادثات لم تحرز تقدماً يذكر حتى الآن.
ولذلك، لا يزال غير متاح ما يقرب من 1.4 مليون برميل يومياً من الخام الإيراني، الذي اعتقد التجار أنه قد يدخل السوق أواخر عام 2021، وفقًا لـ "بلومبرج".
دفعة أكبر
إلى ذلك، يقول بعض مندوبي "أوبك بلس" بشكل خاص، إن الزيادة التي ستتم الموافقة عليها في اجتماع الاثنين، قد تكون أكبر من 400 ألف برميل يومياً، وقال أحد المسؤولين إنه تم بحث سيناريوهات زيادة الإنتاج بشكل أكبر.
وأشارت "بلومبرج" إلى أن السعودية لا ترغب في ارتفاع الأسعار نحو 100 دولار للبرميل، لأن تكاليف الوقود المفرطة ستقلِّص الطلب وتحفِّز انتعاش إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، وفقاً لمطلعين على وجهة نظر المملكة.
ويمكن أن يعزِّز ارتفاع أسعار النفط الخام، قبل أسابيع فقط من اجتماع زعماء العالم في غلاسكو باسكتلندا لعقد جولة جديدة من محادثات المناخ، التي تهدف إلى التحوّل بعيداً عن الوقود الأحفوري، دعم الانتقال إلى استخدام الطاقة المتجددة، بحسب "بلومبرج".
لكن المملكة العربية السعودية ليست مقتنعة بأن ارتفاع النفط الخام فوق 80 دولاراً في لندن مؤخرًا، يعكس نقصاً حقيقياً في الإمدادات، حسبما قال أحد الأشخاص.
ومن المرجَّح أن يترقَّب "أوبك بلس" ليرى ما إذا كان عجز الغاز الطبيعي يدعم الطلب على النفط "بشكل ملموس" قبل تسريع عودة الإنتاج، حسبما أفادت أمريتا سين، كبيرة محللي النفط والمؤسس المشارك لشركة إنرجي أسبكتس للاستشارات، التي قالت إنه يمكن اتخاذ هذه الخطوات "في المستقبل".