بعد هزيمتين ساحقتين... استقالة رئيس حزب المحافظين في بريطانيا

بوريس جونسون في ورطة جديدة بعد استقالة رئيس حزب المحافظين بسبب نتائج الانتخابات الفرعية في بريطانيا

بعد هزيمتين ساحقتين... استقالة رئيس حزب المحافظين في بريطانيا

السياق - وكالات

بعد سلسلة من "النتائج السيئة جدًا" في الانتخابات، بينها هزيمة مرشحي الحزب في اقتراعين فرعيين، أعلن رئيس حزب المحافظين في بريطانيا أوليفر دودن استقالته.

وقال دودن -في رسالة إلى رئيس الحكومة بوريس جونسون- إن هذه الهزائم "هي الأخيرة في سلسلة من النتائج السيئة جدًا للحزب" مضيفًا: "لا يمكننا الاستمرار وكأن شيئاً لم يكن ويجب على أحد ما تحمُّل مسؤولية ذلك".

ومُنِي جونسون وحزبه المحافظ بهزيمتين ساحقتين في الانتخابات الفرعية، خصوصًا في دائرة انتخابية جنوبي غرب إنجلترا.

إذ خسر المحافظون في هونيتن اند تيفرتن وهي دائرة انتخابية جنوبي غرب إنجلترا، وكذلك في ويكفيلد (شمال)، وهي نتائج ستزيد الضغط على جونسون.

 جونسون يرفض

بدوره، أكد  جونسون (58 عاماً) أنه يرفض الاستقالة، حتى في حال الفشل، قائلاً للصحفيين المرافقين له في رواندا، حيث يشارك في قمة الكومنولث: "هل أنتم مجانين؟".

كما أضاف حينها: "بشكل عام لا تفوز الأحزاب الحاكمة في الانتخابات الفرعية، لا سيما منتصف فترة حكمها"، مؤكدًا "أنه متفائل".

وقال رئيس الوزراء من رواندا، حيث يشارك في قمة الكومونولث: "لابد من الإقرار بأن علينا بذل المزيد وسنفعل ذلك وسنستمر، مع الاستجابة لهموم الناس".
ونُظم الاقتراعان -الخميس- بعد استقالة نائبين محافظين في الأشهر الأخيرة، فاقتراع ويكفيلد أتى نتيجة استقالة صادق خان، الذي حُكم عليه بالسجن 18 شهرًا بعد إدانته بتهمة ارتكاب اعتداء جنسي على مراهق.
أما في هونيتن اند تيفرتن فقد استقال النائب نيل باريس (65 عامًا) بعدما أقر بأنه شاهد فيلمًا إباحيًا على هاتفه داخل البرلمان.
وبعد أسبوعين من إفلاته من تصويت على حجب الثقة، إثر فضيحة السهرات خلال الحجر الصحي لمكافحة وباء كورونا (بارتي غيت) في مقر رئاسة الحكومة، قد تؤدي هذه النتائج إلى تراجع أكبر في الثقة داخل الأغلبية.
 
الحكم واضح
وأكد النائبان الفائزان أن البريطانيين فقدوا الثقة ببوريس جونسون، وطالباه بالاستقالة.
وقال زعيم المعارضة كير ستارمر، الذي يأمل بالحلول مكان جونسون، بعد انتخابات عامة مقررة عام 2024: "الحكم واضح في حق حزب المحافظين، الذي يفتقر إلى الطاقة والأفكار".
وقال زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين إيد دايفي: "سكان هونيتن اند تيفرتن تحدثوا باسم البلاد، لقد سئم الرأي العام الأكاذيب وانتهاكات القانون التي يرتكبها بوريس جونسون، وحان الوقت للنواب المحافظين أن يقوموا بما ينبغي وطرده".
يكافح رئيس الوزراء -منذ أشهر- من أجل استمراريته السياسية، بعد سلسلة من القضايا الجدلية، لاسيما "بارتي غيت" ما أثر سلبًا في شرعية بقائه زعيمًا للحزب.
وحتى قبل الجدل الذي أثير في ديسمبر الماضي، خسر جونسون مهندس البريكست مقعدين، كانا مضمونين لحزبه، خلال انتخابات فرعية العام الماضي، ومن ثم سجل نتائج متواضعة خلال انتخابات محلية في مايو الماضي.
وبعد أسابيع بادر عشرات من النواب المحافظين إلى طرح الثقة بجونسون داخل الحزب، وسحب أكثر من 40% منهم دعمهم لرئيس الوزراء، الذي تواجه حكومته ظروفًا غير مواتية، مع أعلى معدل تضخم يسجل في البلاد منذ 40 عامًا تجاوز 9%، ما دفع عمال السكك الحديدية إلى إضراب واسع، وفشل محاولة طرد مهاجرين إلى رواندا.

مستويات قياسية للتضخم

الوضع لايبدو مواتياً لحكومة بوريس، إذ بلغت التضخم أعلى مستوياته منذ أربعين عامًا -أكثر من 9 بالمئة- ما يثير مزيدًا من التحركات الاجتماعية، بينما فشلت محاولة مثيرة للجدل لترحيل مهاجرين إلى رواندا.

يأتي كل ذلك بعد أشهر من فضيحة الحفلات التي أضيفت إليها فضيحة أخرى سُميت "كاري غيت" تتعلق بمحاولات متكررة مفترضة من جانب جونسون، للحصول على وظائف مدفوعة الأجر لزوجته كاري.