تعنت الحوثي يرجئ انطلاق أولى الرحلات من مطار صنعاء... ما قصة الـ60 راكبًا؟

المليشيات، التي ديدنها التلاعب بالوقت للحصول على أكبر مكاسب ممكنة، مارست -وما زالت- نهجها المعتاد في انتظار الفرص للانقضاض على الاتفاقات المبرمة.

تعنت الحوثي يرجئ انطلاق أولى الرحلات من مطار صنعاء... ما قصة الـ60 راكبًا؟

السياق

إرث يرتكز على نقض العهود و«الخداع»، سارت فيه مليشيا الحوثي على درب الآباء والأجداد، مُحاولة التلاعب بأحلام اليمنيين والعزف على وتر أوجاعهم مقابل الحصول على أكبر مكاسب ممكنة.

المليشيات، التي ديدنها التلاعب بالوقت للحصول على أكبر مكاسب ممكنة، مارست -وما زالت- نهجها المعتاد في انتظار الفرص للانقضاض على الاتفاقات المبرمة.

ذلك النهج، بدا واضحًا في تراجعها عن التزاماتها وما جرى الاتفاق عليه، عبر الهدنة التي أبرمتها مع الحكومة اليمنية، التي كان من بين محاورها تسيير رحلات من مطار صنعاء.

 

تعثر الرحلات

إلا أن ذلك الأمل، تبدد سريعًا، بعد تأجيل أول رحلة تجارية منذ ست سنوات من العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران، بسبب محاولة المليشيات تهريب قوات إيرانية ومن حزب الله اللبناني.

وبينما كان مقررًا أن يستقبل مطار العاصمة، الأحد، أول طائرة تجارية له منذ عام 2016، لنقل ركاب فوق سن الأربعين يحتاجون إلى علاج طبي، في العاصمة الأردنية عمان، ضمن الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ أوائل أبريل، تراجعت مليشيات الحوثي عن التزاماتها، في تعنُّت واضح واستخفاف بأحوال المرضى.

 

اتفاق الهدنة

من جانبها، قالت الحكومة اليمنية إنها اتخذت كل الإجراءات الداخلية لتشغيل رحلات من وإلى مطار صنعاء بموجب اتفاق الهدنة، الذي قاده المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن.

وأكدت -في بيان- الاتفاق على تشغيل الرحلات طبقًا للإجراءات المعمول بها في مطاري سيئون وعدن، بما في ذلك اعتماد جوازات السفر الصادرة من الحكومة فقط، باعتبار جوازات السفر وثائق وطنية سيادية من حق الحكومة اليمنية حصرًا.

وأشارت إلى أنها بذلت جهودًا للتنسيق مع الدول المستقبلة، وحصلت على موافقة المملكة الأردنية لتسيير رحلة أسبوعيًا على خط صنعاء - عمان- صنعاء، وبموجب ذلك صدرت التعليمات للخطوط الجوية اليمنية للبدء بإجراءات التشغيل وإطلاق أول رحلة 24 أبريل.

 

ممارسات الحوثي

إلا أن المليشيات الحوثية، عبر مكتب اليمنية في صنعاء، أغلقت منافذ بيع التذاكر، وحصرت الإصدار على مكتب اليمنية في صنعاء، بحسب الحكومة اليمنية، التي قالت إن الانقلابيين أصدروا تذاكر لمسافرين يحملون جوازات سفر صادرة من المليشيات.

وفي محاولة من الحكومة لإبراء ذمتها أمام المجتمع الدولي والدول المستقبلة، طلبت -عبر مكتب المبعوث الخاص- ضرورة التزام الحوثيين بما جرى الاتفاق عليه وتعديل قائمة المسافرين وإنزال أسماء الركاب الذين لا يحملون جوازات معترفًا بها.

إلا أن طلبها الذي وصف بـ«العادل»، قوبل برفض وعرقلة من المليشيات الحوثية، ما أدى إلى تأجيل الرحلة حتى العودة لالتزام المليشيات بما جرى الاتفاق عليه.

وجددت الحكومة التذكير بأنها أعلنت -منذ مارس 2017- بطلان أي وثائق سفر صادرة من الحوثيين، وسهلت للمواطنين -في مناطق سيطرة الحوثيين- الحصول على الجوازات من مراكز الإصدار في المناطق المحررة، كما أعلنت -بموجب مذكرة رسمية إلى مكتب المبعوث الدولي- فتح كباين إصدار في مركز مصلحة الهجرة بعدن للمواطنين القادمين من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وقالت شركة الخطوط اليمنية، إنها «تأسف لتأجيل وصول تصاريح تشغيل رحلتها من مطار صنعاء الدولي».

وأعربت الشركة عن «أسفها الشديد» للمسافرين عن عدم السماح لها بتشغيل الرحلة، آملة بـ «تجاوز كل الإشكاليات في القريب العاجل والسماح للشركة بمعاودة انطلاق رحلاتها من صنعاء».

وقال أحد الركاب إنه تلقى اتصالاً من مسؤول في شركة طيران يطلب منه عدم الذهاب إلى المطار.

 

محطة الـ60 راكبًا

من جهته، حمَّل وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، مليشيا الحوثي مسؤولية تأجيل الرحلة، قائلًا: «الرحلة تعثرت جراء عدم التزام مليشيا الحوثي الإرهابية بالاتفاق الذي ينص على اعتماد جوازات السفر الصادرة من الحكومة الشرعية».

وأضاف الإرياني أن الحكومة وافقت على سفر 104 ركاب، في أول رحلة من مطار صنعاء الدولي إلى العاصمة الأردنية عمان، إلا أن مليشيا الحوثي الارهابية رفضت وأصرت وما زالت على إضافة 60 راكباً بجوازات سفر غير موثوقة.

وأضاف الإرياني أن المليشيا الحوثية تحاول فرض 60 راكبًا إلى الرحلة بجوازات سفر غير موثوقة صادرة منها، في ظل معلومات تؤكد تخطيطها لاستغلال الرحلات خلال شهري الهدنة لتهريب عشرات من قياداتها وقيادات وخبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بأسماء وهمية ووثائق مزورة.

وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي، بالضغط على مليشيا الحوثي الإرهابية لوقف التلاعب بهذا الملف الإنساني.

 

قلق أممي

بدوره، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، عن قلقه من تأجيل الرحلة التجارية الأولى من مطار صنعاء، التي كانت مقررة اليوم.

وقال جروندبرج، عبر «تويتر»، إن الهدف من الهدنة خدمة المدنيين بالحد من العنف، وتوفير الوقود، وتعزيز حريتهم في التنقل من وإلى بلادهم.

وأشار المبعوث الأممي إلى أنه يعمل على دعم الأطراف في تنفيذ وتعزيز وتجديد الهدنة، داعيًا إلى العمل بشكل بنّاء معه ومع مكتبه، لإيجاد حل يسمح باستئناف الرحلات الجوية كما هو مخطط له.