انتخابات الرئاسة الفرنسية... ماكرون أم لوبان؟

كشف آخر استطلاع للرأي أن ماكرون سيفوز في الدورة الثانية التي تشكل نسخة من تلك التي جرت عام 2017، بفارق أقل مما سجل قبل خمس سنوات عندما حصل على 66 في المئة من الأصوات مقابل 33.9 لمنافسته، ليصبح أصغر رئيس للجمهورية في الـ 39 من عمره.

انتخابات الرئاسة الفرنسية... ماكرون أم لوبان؟

السياق

بدأ الفرنسيون الإدلاء بأصواتهم –الأحد- في الجولة الثانية والحاسمة من انتخابات الرئاسة، التي ستقرر ما إذا كان الرئيس إيمانويل ماكرون سيحتفظ بمنصبه لدورة ثانية، أم تطيحه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، ما قد يكون زلزالًا سياسيًا.

فتحت مراكز الاقتراع الساعة 6.00 بتوقيت غرينتش على أن تغلق الساعة 17.00 و18.00 ت.غ في المدن الرئيسة. ويفترض أن تقدّم وزارة الداخلية ظهر الأحد الأرقام الأولية لنسبة المشاركة.

وأمام الفرنسيين خيار تاريخي: إما التجديد للرئيس المنتهية ولايته، وهو ما لم يحدث، باستثناء فترة تعايش مع حكومة من جانب سياسي آخر منذ بدء اختيار رئيس الدولة بالاقتراع العام المباشر عام 1962.

وإما انتخاب أول أمرأة وأول زعيمة لليمين المتطرف تتربع في الإليزيه، ما سيحدث صدى خارج الحدود الفرنسية على غرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة عام 2016.

تمثل إعادة انتخاب ماكرون (44 عامًا) الاستمرارية، وإن تعهد الرئيس بجعل البيئة في صميم عمله.

أما وصول لوبان (53 عامًا) على رأس قوة نووية مع مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، فسيكون زلزالًا، خصوصًا في سياق حرب على أبواب أوروبا.

 

فوز ماكرون

كشف آخر استطلاع للرأي أن ماكرون سيفوز في الدورة الثانية التي تشكل نسخة من تلك التي جرت عام 2017، بفارق أقل مما سجل قبل خمس سنوات عندما حصل على 66 في المئة من الأصوات مقابل 33.9 لمنافسته، ليصبح أصغر رئيس للجمهورية في الـ 39 من عمره.

ويخشى كل من المعسكرين امتناع ناخبيه عن التصويت، لاسيما في هذه الفترة من العطلات المدرسية الربيعية.

وطغت على الحملة -إلى حد كبير- الأزمة الصحية ثم الحرب في أوكرانيا، التي أثرت في القدرة الشرائية، الشغل الشاغل للفرنسيين، نظرًا إلى تداعيات النزاع على أسعار الطاقة والغذاء.

وستعطي نسبة المشاركة ظهرًا أول مؤشر على تعبئة الناخبين البالغ عددهم 48.7 مليون.

إلى ذلك، قالت وكالة رويترز، إن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية تصل حتى الآن إلى 26%

جبهة مقابل أخرى

وتودد المتنافسان لناخبي المرشح اليساري المتطرف جان لوك ميلانشون، الذي جاء في المركز الثالث في الدورة الأولى، التي جرت في العاشر من أبريل، بعد لوبان، وحصل على نحو 22 في المئة من الأصوات.

ولجذب ناخبي ميلانشون، وعدت مارين لوبان بحماية الفئات الأضعف، بينما انعطف إيمانويل ماكرون إلى اليسار متعهدًا بجعل البيئة في صميم عمله.

وكشفت المناظرة التلفزيونية -مساء الأربعاء بين المرشحين المؤهلين للدورة الثانية- الاختلاف العميق في مواقفهما بشأن أوروبا والاقتصاد والقوة الشرائية والعلاقات مع روسيا، والمعاشات التقاعدية أو الهجرة.

وأيًا يكن الفائز، قد تصبح الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في يونيو أشبه بـ"دورة ثالثة" إذ من الصعب على كل من لوبان وماكرون الحصول على أغلبية برلمانية.

وعبَّر ميلانشون أيًضا عن طموحه في أن يصبح رئيسًا للوزراء وفرض تعايش، آملًا بتصويت كبير لنواب حزبه "فرنسا المتمردة" الذي بدأ مفاوضات مع التشكيلات اليسارية الأخرى.

من جهة أخرى، يمكن أن تجري دورة ثالثة في الشارع، على غرار الاحتجاج الشعبي لـ"السترات الصفراء" 2018-2019 خصوصًا بشأن مشروع إيمانويل ماكرون لإصلاح أنظمة التقاعد، الذي يثير غضب جزء من الرأي العام.

أما إذا فازت مارين لوبان، فقد تبدأ الهزات من مساء الأحد وتدخل البلاد في المجهول في اليوم التالي.