الأزمة اليمنية على طريق الأشواك.. هل تفضل مليشيا الحوثي الحل العسكري؟

الأزمة اليمنية... السعودية تمد يد السلام والحوثي يرفع شعار الحرب

الأزمة اليمنية على طريق الأشواك.. هل تفضل مليشيا الحوثي الحل العسكري؟
الأمير فيصل بن فرحان

السياق

«يمر اليمن بأسوأ كارثة إنسانية في العالم، الفاعل فيها مليشيا الحوثي»، تصريحات للخارجية الأمريكية سلَّطت الضوء على الأزمة اليمنية، التي ترفض المليشيا الانقلابية كل طريق يتم تعبيده، لتضع الحرب أوزارها، عبر الجنوح للسلم.

وهو ما أكده وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، قائلاً، إن مليشيات الحوثي تفضِّل الحل العسكري في اليمن، محاولة تحقيق التفوق العسكري.

وأوضح الوزير السعودي، في تصريحات له خلال مشاركته بجلسة افتراضية لمنتدى «أسبن» الأمني، أن رسالة السعودية لمليشيا الحوثي، بأنه يجب أن يوافقوا على الحوار وأن يكونوا جزءًا من مستقبل اليمن.

 

عرض السلام

وأشار إلى أن بلاده طرحت مبادرة حل الأزمة في اليمن، وعرضت تسوية لوقف إطلاق النار، إلا أن مليشيا الحوثي لم تقبل العرض، وواصلت استهداف المدنيين في السعودية واليمن، رغم عرض السلام.

العرض السعودي، الذي أشار إليه الوزير فيصل، قال عنه المتحدِّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، خلال الإيجاز الصحفي، إن المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ‏ليندركينغ، دعا عند زيارته الأسبوع الماضي للمنطقة، الحوثيين إلى وقف إطلاق النار في مأرب وجميع ‏أنحاء البلاد، إلا أن الميليشيا رفضت.

 

دعم الدبلوماسية

وأكد المسؤول الأمريكي، أن بلاده ستواصل دعم الدبلوماسية، ‏لمعالجة الظروف الإنسانية والتوصل إلى اتفاق بين الأطراف، يمكن أن يخفِّف معاناة الشعب اليمني، ‏الذي يمر بأسوأ كارثة إنسانية في العالم، الفاعل فيها مليشيا الحوثي.

وشدَّد المتحدِّث باسم الخارجية الأمريكية، على أن القتال زاد معاناة الشعب اليمني، لافتاً إلى استمرار رفض الحوثيين الانخراط في اجتماع لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات.

 

أرقام رسمية

تصريحات المسؤول الأمريكي، برفض الحوثيين وقف إطلاق النار، التي تناغمت مع تصريحات الوزير السعودي، التي أشار فيها إلى استهداف المدنيين في المملكة، أكدتها الأرقام على الأرض.

فالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أعلن قبل أسبوع في إحصائية شملت انتهاكات الحوثي، تضمَّنت ارتكاب المليشيا 30 ألفًا و527 انتهاكًا لوقف إطلاق النار في الحديدة، مشيرًا إلى أنها أطلقت 383 صاروخًا بالستيًّا، و690 طائرة مسيَّـرة و79 زورقًا مفخَّخًا.

وأكد تحالف دعم الشرعية، أن الألغام البحرية التي استخدمتها ميليشيا الحوثي، بلغت 205 ألغام، بينما بلغت المقذوفات 96 ألفًا و912 شخصًا، إلا أنه منذ صدور تلك الإحصائية، لم ينفك الحوثيون عن استهداف المملكة العربية السعودية، التي تعلن يومًا تلو الآخر إحباط استهدافات للانقلابيين على إحدى مدنها، خاصة الحد الجنوبي.

وأشار التحالف، إلى أن الميليشيات الحوثية تهدِّد باستمرار وبدعم إيراني، خطوط الملاحة البحرية العالمية، إلا أنه قال إن جهوده أسهمت في تأمين حرية الملاحة وسلامة السفن العابرة لمضيق باب المندب.

 

وفد حوثي لإيران

زار وفد من مليشيا الحوثي، أمس الأربعاء، طهران للقاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

الزيارة المعلن عنها، كانت في ظاهرها حضور مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس المنتخب، بحسب قناة المسيرة، الناطقة باسم مليشيا الحوثي، إلا أنها كانت تحمل في طياتها الكثير.

وبحسب مراقبين، فإن مليشيا الحوثي، «هرعت إلى سيدها الجديد للحصول منه على تعليمات إدارة الأزمة اليمنية»، وهو ما أشارت إليه تصريحات قناة المسيرة بقولها، إن الوفد بحث مع الرئيس الإيراني تطورات المنطقة.

لكن ما الوضع على الأرض؟ وما خيارات الحوثيين حال التمسك بخيار الحرب؟

قائد المنطقة العسكرية السابعة في الجيش اليمني، اللواء الركن أحمد جبران، قال -في تصريحات لـ«سبتمبر.نت»- إن محاولات مليشيا الحوثي التقدُّم في مختلف جبهات القتال، باءت بالفشل تحت ضربات الجيش.

وأوضح اللواء جبران -خلال تفقده الجيش في الخطوط الأمامية والمواقع القتالية بجبهات القتال في المنطقة- أن المليشيا الحوثية دفعت وما زالت تدفع بآلاف من المغرَّر بهم إلى محارق الموت، من دون أي اعتبار، إلا أنه أكد أن تلك الأعداد، التي دفع بها انكسرت، بفضل ثبات الجيش وتضحياته.

وفي محافظة الجوف شمال شرقي صنعاء، قُتل عدد من مليشيا الحوثي، إثر استهدافهم من قبل الجيش اليمني والمقاومة الشعبية.

 

كمين محكم

من جانبه، قال قائد اللواء 161مشاة العميد الركن مطيع الدميني، إن المليشيا الحوثية التي حاولت التسلل، وجدت نفسها في كمين محكم، ما أدى إلى مقتل وإصابة والقبض على العشرات.

وأشاد العميد الدميني بالغارات الجوية المركزة، التي نفَّذتها مقاتلات تحالف دعم الشرعية، باستهدافها تعزيزات المليشيا الحوثية، القادمة إلى الجبهة.

وأمام تقدُّم الجيش اليمني عسكريًا، شنَّت مليشيا الحوثي هجمات مضادة، لجأت فيها إلى استخدام تكتيكها القديم، في تفجير منازل المعارضين لسياستها.

تلك الهجمات، قال عنها المتحدِّث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن بشير عمر -في مقابلة مع «المونيتور»- إن منظمته لا تملك عددًا محددًا من المنازل التي نسفتها مليشيا الحوثي، على الأقل في الوقت الحالي.

 

خيارات محدودة

وأوضح متحدِّث اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنه إذا كانت هناك انتهاكات للقانون الدولي الإنساني من أي نوع، فإننا عادة نتعامل مع هذه الانتهاكات مع أطراف النزاع، لضمان حماية المدنيين وممتلكاتهم.

وبحسب مراقبين، فإن الخيارات أمام مليشيا الحوثي محدودة، تتمثَّل في مواصلة نهجها باستخدام العنف هنا أو هناك، أو شن هجمات خاطفة على المناطق التي يسيطر عليها الجيش اليمني أولا، وثانيًا استهداف المملكة العربية السعودية بالطائرات المسيَّـرة التي تستوردها من إيران.

 

نهج عدائي

النهج العدائي والتعنُّت الذي اتبعته مليشيا الحوثي في الأزمة اليمنية، جعل أكثر من نِصف اليمنيين يعيشون ظروفًا بائسة، إذ يقول برنامج الأغذية العالمي إن أكثر من 16.2 مليون يمني، يعانون انعدام الأمن الغذائي، وإن 20.1 مليون شخص يواجهون الجوع في غياب المساعدات الإنسانية.

وبحسب البرنامج الأممي، فإن 1.2 مليون امرأة حامل أو مرضع، و2.3 مليون طفل دون الخامسة، يحتاجون إلى علاج بسبب سوء التغذية، مشيرًا إلى أن المجاعة التي يعيشها اليمن، توصف بأنها الأسوأ في التاريخ الحديث.

وأكدت الأمم المتحدة، أن أعداد ضحايا الجوع، تفوق أعداد ضحايا كورونا، متوقِّعة أن تزيد التبعات الاقتصادية للجائحة، تردي الأوضاع في اليمن.