تضامن عالمي مع الإمارات.. ومطالب بإعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية
ثقل الإمارات في محيطهيا الخليجي والعربي، كان واضحًا من حجم الإدانات التي سطرت بأحرفها مدى تأثير البلد الخليجي بين جيرانه، لتعلن أغلبية الدول العربية، وقوفها جنبًا إلى جنب، مع أبوظبي، في ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها واستقرارها.

السياق
إدانات عربية وغربية للهجوم الحوثي الذي استهدف الأراضي الإماراتية، الاثنين، ومطالب بإعادة تصنيف المليشيا الانقلابية على قائمة الإرهاب، لدورها الخبيث في زعزعة أمن المنطقة واستقرارها.
فالاستهدافات الحوثية، التي أدت إلى وفاة ثلاثة وإصابة بإصابات طفيفة إلى متوسطة لستة من العاملين بشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، كشفت مدى التأييد العربي والغربي لدولة الإمارات، لدورها المهم في استقرار المنطقة.
إلا أن الهجوم «الآثم» على البلد الخليجي لن يمر من دون عقاب، بحسب وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد آل نهيان، الذي أدان استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية لمناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، أن الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا «التصعيد الإجرامي الآثم»، واصفة تلك الهجمات بأنها «جريمة نكراء» أقدمت عليها ميليشيا الحوثي خارج القوانين الدولية والإنسانية.
وقالت الخارجية الإماراتية: «هذه الميليشيا الإرهابية تواصل جرائمها من دون رادع، في مسعى منها لنشر الإرهاب والفوضى في المنطقة، في سبيل تحقيق غاياتها وأهدافها غير المشروعة»، داعية المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الأعمال الإرهابية، التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية ورفضها رفضا تامًا.
قيادة المملكة وخارجيتها تدينان
ثقل الإمارات في محيطهيا الخليجي والعربي، كان واضحًا من حجم الإدانات التي سطرت بأحرفها مدى تأثير البلد الخليجي بين جيرانه، لتعلن أغلبية الدول العربية، وقوفها جنبًا إلى جنب، مع أبوظبي، في ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها واستقرارها.
المملكة العربية السعودية، كانت حاضرة على كل المستويات في المشهد، فأعربت على لسان وزير خارجيتها، الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي لميليشيا الحوثي، مؤكدًا تضامن الرياض ووقوفها مع الإمارات، أمام كل ما يهدد أمنها واستقرارها، مشددًا على أن أمن الإمارات والسعودية كل لا يتجزأ.
لم تكتفِ الرياض بإدانة وزير الخارجية، بل إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، هاتف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مدينًا هجوم ميليشيات الحوثي الآثم على المنشآت والمناطق المدنية في الإمارات.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية «وام»، فإن الجانبين أكدا أن هذه الأعمال الإرهابية، التي استهدفت المملكة والإمارات، ستزيد عزم البلدين على الاستمرار في التصدي لتلك الأعمال العدوانية، مشيرين إلى ضرورة وقوف المجتمع الدولي، في وجه هذه الانتهاكات للقوانين والأعراف الدولية، وإدانة هذه الجرائم الإرهابية التي تهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي.
إدانات خليجية
وأعرب الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح وزير خارجية الكويت، عن إدانة بلاده واستنكارها بأشد وأقسى العبارات، الهجوم الإرهابي لميليشيا الحوثي على مناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية، مؤكدًا وقوف الكويت قيادة وحكومة وشعبًا مع دولة الإمارات.
بدورها، أدانت مملكة البحرين، على لسان وزير خارجيتها عبداللطيف بن راشد الزياني، الحادث «الإرهابي»، مؤكدًا تضامن بلاده ووقوفها مع الإمارات أمام كل ما يهدد أمنها واستقرارها وتأييدها للإجراءات التي تتخذها للتصدي لهذه الأعمال الإرهابية.
التحالف يتوعد
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي، أن الهجمات العدائية للميليشيا الحوثية، بتعمد استهداف المدنيين والأعيان المدنية، وكذلك المنشآت الاقتصادية في السعودية والإمارات، تمثل جرائم حرب يجب محاسبة مرتكبيها، كما أنها تدق ناقوس خطر لتهديد هذه المليشيا الإرهابية للأمن الإقليمي والدولي.
وقال العميد المالكي، إن الهجوم العدائي الآثم على الإمارات باستهداف منشأتين اقتصاديتين عمل عدائي جبان، يمثل انتهاكـًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد والسلوك العدائي من الميليشيا الحوثية، يؤكد تهديدها وتقويضها للأمن الإقليمي والدولي.
وشدد على أن هذه الاعتداءات، امتداد لتهديد حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر وتطور عملياتها العدائية لعمليات القرصنة البحرية، وتهديد سلامة المجال الجوي إقليميا.
وتعهد بأن تتخذ قيادة القوات المشتركة للتحالف الإجراءات العملياتية اللازمة والضرورية، لردع هذه السلوكيات العدائية للميليشيا الحوثية، ضد المدنيين والأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية بالمملكة والإمارات، استجابة للتهديد وتحقيقاً لمبدأ الضرورة العسكرية لحماية المدنيين والأعيان المدنية.
وفي سياق متصل، أعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم، مشيرة إلى أن استهداف المنشآت المدنية والمرافق الحيوية، عمل إرهابي ينافي الأعراف والقوانين الدولية.
سلطنة عمان أعربت بدورها عن تضامنها مع الإمارات، وتأييدها في ما تتخذه من إجراءات، للحفاظ على أمنها واستقرارها، مؤكدة موقفها الثابت في رفض العنف واستهداف المدنيين.
إدانات عربية
البرلمان العربي أدان بشدة قيام ميليشيا الحوثي باستهداف الإمارات، مؤكدًا أن ما حدث يمثل اعتداءً إرهابيًا جبانًا وانتهاكـًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني والقوانين الدولية، واعتداءً سافرًا على سيادة الإمارات، ويبرهن على إصرار هذه الميليشيات على مواصلة اعتداءاتها الإجرامية الجبانة.
كما أكد البرلمان العربي وقوفه إلى جانب الإمارات، وتأييده للإجراءات التي ستتخذها للتصدي لهذه الأعمال التخريبية الجبانة، داعيًا المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات حازمة ضد هذه الميلشيات، التي تؤكد أعمالها الإجرامية أنها منظمة إرهابية تشكل تهديدًا خطيرًا على أمن المنطقة واستقرارها.
بدورها، أدانت جامعة الدول العربية، على لسان الأمين العام أحمد أبوالغيط، استهداف الحوثيين للمنشآت المدنية الإماراتية، مؤكدًا ضرورة وقوف المجتمع الدولي صفاً واحداً في مواجهة هذا العمل الإرهابي الذي يُهدد السلم والاستقرار الإقليمي.
وأشار إلى أن الهجمات الإرهابية لميلشيا الحوثي، تعكس طبيعتها الإرهابية، وتكشف أهدافها بإثارة الخراب في المنطقة، تحقيقاً لأجندات من تعمل لحسابهم.
وأكد أبو الغيط ثقته بقدرة الإمارات على التعامل مع آثار هذا الحادث، وتعزيز أمنها وصيانة استقرارها بالصورة التي تراها مناسبة، مؤكدًا وقوف الجامعة العربية مع الإمارات، في مواجهة هذه الأعمال الإرهابية الجبانة، التي لن تنال من مكانتها كحصن للأمان، وعنوان للاستقرار والازدهار.
من جانبه، أدان الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل الأردن، خلال اتصال هاتفي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هجوم ميليشيا الحوثي على المنشآت والمناطق المدنية في الإمارات، مؤكدًا وقوف بلاده إلى جانب الإمارات، في مواجهة كل ما يهدد أمنها واستقرارها، مشددًا على أن أمن الإمارات من أمن الأردن.
مصر كانت حاضرة عبر وزير خارجيتها، الذي هاتف الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، مؤكدًا إدانة بلاده واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي لميليشيا الحوثي.
وشدد الوزير المصري، على موقف بلاده الراسخ في دعم أمن الإمارات واستقرارها، والارتباط الوثيق بين الأمن القومي المصري وأمن دولة الإمارات، مؤكدًا دعم القاهرة لكل ما تتخذه أبوظبي من إجراءات، للتعامل مع أي عمل إرهابي يستهدفها.
وأدانت المملكة المغربية، ملكـًا وحكومة وشعبًا، بشدة، الهجوم «الآثم» الذي نفذته ميليشيا الحوثي، معبرة عن استنكارها البالغ لاستهداف مدنيين وتضامنها المطلق مع الإمارات، في الدفاع عن سلامة أراضيها وأمن مواطنيها.
تصعيد غير مسبوق
رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، أدان الهجوم خلال اتصال هاتفي مع صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، مؤكدًا تضامن ووقوف العراق إلى جانب الإمارات، معربًا عن أصدق التعازي والمواساة لذوي الضحايا، والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.
وأدان أحمد عوض بن مبارك وزير الخارجية اليمن، الهجوم الإرهابي، مشيرًا إلى أنه يمثل تصعيدًا غير مسبوق، واعتداءات إرهابية ممنهجة على المنشآت المدنية والمدنيين. كما أكد موقف اليمن الثابت والداعم للإمارات، في ما تتخذه من إجراءات لمواجهة هذه الأعمال الإرهابية.
بدورها أدانت جمهورية السودان العدوان الإرهابي، الذي تعرَّضت له المنشآت والمناطق المدنية في دولة الإمارات، مستنكرة هذا العمل الإرهابي، الذي يتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية والقيم الإنسانية، والذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين.
وأكد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو، أن هذا الاعتداء الآثم يتنافى مع الشرائع والقيم الإنسانية، مؤكداً وقوف جمهورية السودان مع الإمارات، وتأييدها كل ما تتخذه من إجراءات لمواجهة الإرهاب وحفظ أمنها.
إدانات غربية
أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الهجوم الذي نفذته ميلشيا الحوثي، مؤكدًا أنه انتهاك للقانون الإنساني الدولي الذي يحظر الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية.
من جانبه، أكد وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن، إدانة واستنكار بلاده للهجوم الإرهابي، معربًا عن تعازيه للإمارات في ضحايا هذا العمل الإرهابي، وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.
وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، دانت الاستهدافات الحوثية على الإمارات، قائلة عبر بـ«تويتر»: أدين بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي تبناها الحوثيون ضد الإمارات.
وأدانت فرنسا بأشد العبارات استهدافات الحوثي، مؤكدة على لسان وزير خارجيتها جان إيف لودريان، أن هذه الهجمات تهدد أمن الإمارات واستقرار المنطقة، مشيرًا إلى دعم فرنسا لدولة الإمارات في مواجهة هذه الهجمات.
نيكوس ديندياس وزير خارجية جمهورية اليونان، أدان الهجوم الإرهابي لميليشيا الحوثي للمنشآت المدنية بالإمارات، مؤكدًا تضامن بلاده مع دولة الإمارات عقب تعرُّضها لهذا الهجوم الإرهابي الجبان.
كما عبر عن خالص تعازيه في ضحايا هذا العمل الإرهابي وتمنياته بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
وقُتل 3 أشخاص في هجوم نفذته طائرات مسيرة، بعد انفجار 3 صهاريج وقود في مستودع بمنطقة المصفح، إضافة إلى استهداف منطقة في مطار أبوظبي الجديد قيد الإنشاء.
وقالت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، إنه في الساعة 10 من صباح الاثنين، اندلع حريق في محطة تحميل المنتجات المكررة في منطقة مصفح بأبوظبي، مشيرة إلى أنه فور وقوع الحادث سارعت فرق الاستجابة والطوارئ والدفاع المدني والإسعاف، إضافة إلى فريق الاستجابة للطوارئ في أدنوك، إلى مكان الحادث وتمكنت من السيطرة على الحريق وإخماده.
وأعربت أدنوك عن أسفها لوفاة ثلاثة من العاملين جراء الحادث، وإصابة ستة آخرين بإصابات طفيفة إلى متوسطة تلقوا العلاج اللازم، مؤكدة أن فرقًا مختصة تقدم الدعم اللازم لأسر المتوفين والمصابين جراء الحادث.
من جانبها، قالت شرطة أبوظبي، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إنه بحسب التحقيقات الأولية، جرى رصد أجسام طائرة صغيرة يحتمل أن تكون لطائرات من دون طيار «درون»، وقعت في المنطقتين، مشيرة إلى أنها قد تكون تسببت في الانفجار والحريق.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية، إن السلطات المختصة باشرت تحقيقاً موسعاً في سبب الحريق والظروف المحيطة به، مؤكدة أنه لا توجد أضرار تذكر نتجت عن الحادثين.