هل بات حل الصراع اليمني قريبًا؟

لماذا أثارت دعوة الشيخ المغامسي الجدل؟ وما أهم ما جاء في تسريبات البنتاغون؟.. محطات في دقيقتين مع حسينة أوشان.

هَلْ بِتْنا -أقربَ مِن أيِ وقتٍ مضى- إلى تحقيقٍ سلامٍ دائمٍ في اليمن؟

اليمن قريبٌ مِن السلام... هذا ليسَ إفراطًا في التفاؤل، بلْ وصفٌ لتطوراتِ الواقعِ اليمني، الذي تأثرَ إيجابًا بالاتفاقِ السُعوديِ الإيرانيِ الأخير.

التفاؤلُ الحاصِل، ذكرهُ مبعوثُ الأممِ المُتحدة، هانس غروندبرغ، وهوَ يصفُ التحركاتِ السعوديةَ العُمانيةَ الأخيرةَ في صنعاء، حيثُ يترقبُ اليمنيونَ ومعَهم أطرافٌ دوليةٌ عِدة، الوصولَ إلى رسمِ خريطةٍ يمنية، تطوي الصراعَ برعايةٍ دولية.

مصادرُ يمنية، قالتْ إنَ الخريطةَ ستشمل:

تجديدَ الهدنة، وتثبيتَ وقفِ إطلاقِ النار، سِتةَ أشهر أو أكثَـر، بما يكفلُ رفعَ القيود، عن المطاراتِ والموانئ، وصرفَ الرواتب، إضافةَ إلى بحثِ المسائلِ الخِلافية، وهي كثيرةٌ ومُعقدة.

أحمد ناجي، وهو مُحللٌ متخصصٌ باليمن، في مركزِ أبحاثِ مجموعةِ الأزمات الدوليةِ في بروكسل، قالَ إنَ الاتفاقَ السُعوديَ الإيراني، قدْ يغيرَ الحساباتِ الإقليميةَ بشأنِ اليمن، لكنْ مِن غيرِ المُرجَح، أنْ يحلَ الصراعَ الداخلي سريعًا.. وحديثهُ صادِق، لأنَ هناك تكمنُ المُعضلة.

أما عن الاختلافات، التي تتحدثُ عنها وسائلُ إعلامية، فيمكنُ أنْ تحدثَ في هذا النوعِ مِن المُفاوضات، ولأسبابٍ عِدة... تمامًا مِثلَ المِلحِ الذي مِن دونِه، يختفي طعمُ الأشياء، أما الكثيرُ مِنهُ فيُفسِدُها...!

2

هلْ تمَ احتواءُ تسريباتِ "البنتاغون"؟

التسريباتُ -في الأغلب- جزءٌ مِن أدواتِ الصراع، وليست حدثًا جانبيًا وإن خدمتهُ الصدفة...

تسريباتُ "البنتاغون" الأخيرة، وردتْ فيها مسائلُ مختلفة، مِنها ما يتعلقُ بمِنطَقتِنا، بدايةً بقصةٍ يتداولُها الروس، عن شراكةٍ استخباراتيةٍ إماراتيةٍ روسية...

كذلك ذكرتْ "واشنطن بوست" أنَ القاهرةَ خططتْ لإرسالِ ذخيرةٍ إلى روسيا، بينَها قذائفُ وصواريخ.

القاهرةُ سارعتْ إلى نفي ما ذُكر، واصفةً إياهُ بالعبثِ المعلوماتي.

الفرنسيونَ واجهوا الموقفَ المِصريَ نفسَه، حيثُ ذكرتْ صحيفةُ بولتيكو أنَ قواتِهم تورطتْ في القتال، جنبًا إلى جنب، على الأرضِ معَ الأوكرانيين.

"بي بي سي" تقولُ إنها اطلعتْ على وثائق، تشيرُ إلى أنَ الولاياتِ المتحدة، تتجسسُ على حلفائها الكوريينَ الجنوبيين، منذُ عُقود.

على الخطِ نفسِه، أي التجسس على الحُلفاء، ذكرتْ صحيفةُ نيويورك تايمز أنَ "الموساد" شجعتْ أفرادَ الجهازِ والمواطنين، على الانضمامِ إلى الاحتجاجاتِ الأخيرة، ضِدَ حكومةِ نتنياهو.

أهم ما جاءَ في هذهِ التسريبات، كانَ عن أعدادِ القتلى، في الحربِ الأوكرانيةِ الروسية، وكيفَ اختلفتِ الأرقامُ بشكلٍ مُخيف، عن تلكَ المُعلنة.

كذلك يبدو أنَ الولاياتِ المُتحدة، ليستْ لديها ثقةٌ بالهجومِ الكبير، الذي تعتزمُ أوكرانيا شنَهُ على روسيا.

المؤكدُ في هذه التسريبات -حتى الآن- أنَ هناكَ مَن كذب... (نحنُ نتحدثُ عن أعلى المستوياتِ في الولاياتِ المُتحدة)... أقصد، كذب كثيرًا وطويلا...!

3

لماذا أثارتْ تصريحاتُ ماكرون، بعدَ زيارتهِ للصين ضجةً كبيرة؟

تصريحاتُ الرئيسِ الفرنسي ماكرون، بعدَ زيارتهِ للصين، اضطرتِ الإليزيه إلى التنظيفِ وراءه، وتوضيحِ ولاءاتِ فرنسا".

معَ ذلك، ثارتْ ردودُ الفِعلِ عبرَ العالَم، لتتنوعَ هذه الردود، كلٌ حسبَ الموقعِ الذي تلقى فيهِ ما أوجعهُ مِنَ التصريحات.

في الولاياتِ المُتحدة، صرحَ ترامب، بكلامٍ يتعذرُ ذِكرهُ هنا، رغمَ وصفهِ لماكرون بأنهُ صديقُه.

سبقَهُ سيناتور فلوريدا ماركو روبيو مُتسائلًا عما إذا كانَ ماكرون يتحدثُ نيابةً عن أوروبا، وإذا كانَ كذلك، فإنَ على الولاياتِ المُتحدة، تركَ الأوروبيينَ ليُديروا الأزمةَ الأوكرانية.

وزارةُ الخارجية، والبيتُ الأبيض، سعيا إلى التقليلِ مِنْ أثرِ التصريحات.

أستراليا، الشريكُ الأقربُ للسياسةِ الفرنسية، شجبتْ تغييرَ الرئيسِ الفرنسيِ لمسارِه، الذي أعلنهُ عامَ ألفينِ وثمانيةَ عشَر.

في براغ، وصفَ رئيسُ الشؤونِ الخارجيةِ في البرلمان، كلامَ الرئيسِ ماكرون بأنهُ "مُخجلٌ وخاطئ".

في ألمانيا، كانَ التعبيرُ عن الانزعاج، مِن أنَ الرئيسَ الفرنسيَ تحدثَ بالنيابةِ عن أوروبا، مِن دونِ أنْ يطلبَ مِنهُ أحَد.

زعيمُ أهمِ حِزبٍ ألماني "حزبُ الاتحادِ الديمقراطيِ المسيحي" حذرَ مِن مأزقٍ جيوسياسي، تؤدي إليهِ التصريحات.

معَ كلِ هذا الضجيج، يبدو واضحًا أنَ الرئيسَ ماكرون، يُتقنُ استفزازَ شعبهِ وحلفائه.

4

لماذا أثارتْ دعوةُ الشيخِ المغامسي الجدَل؟

أثارَ رجلُ الدينِ السُعودي البارز صالح المغامسي الجدلَ على مواقعِ التواصُل الاجتماعي، بعدَ حديثهِ عنْ وجوبِ إنشاءِ مذهبٍ إسلاميٍ فقهيٍ جديد، مُشيرًا إلى أنَ كلامَهُ سيُثيرُ كثيرًا مِن الانتقادات... دعونا نتابع

مقطع المغامسي

الردُ جاءَ سريعًا، مِن الأمانةِ العامةِ لهيئةِ كِبارِ العُلماءِ في المملكة، حيثُ قالَ بيانُها، إنَ الدعوةَ إلى إنشاءِ مذهبٍ فقهيٍ إسلاميٍ جديد «تفتقدُ الموضوعيةَ والواقِعية».

وعلى صفحاتِ مواقعِ التواصُل، حدثَ ما توقعَهُ الشيخ المغامسي... انتقاداتٌ عارمة، خاضتْ في شخصهِ وعِلمِه، وتديُنهِ ووطنهِ ورموزِه.

بل هناكَ مَن ذهبَ إلى وصفِ رجائه، بالدعوةِ إلى التفريق، وأنهُ سيفتحُ بابًا لن يُغلَق، لمذاهبَ جديدة، ستُفرِّقُ بدلًا مِن أنْ تُجمِّع.

فهل رمى المغامسي حجرًا في ماءٍ راكِد، فارتدَ عليهِ بمئةِ حجَر؟!

عُمومًا بينَ الحِجارةِ كانتْ هناكَ ماسة، أو شهادةُ حقٍ ودعم، نادِرة في وطنِنا العربي، مِن أستاذهِ الذي درَّسهُ الماجستير، المُفكر عبدالله الغدامي، حيثُ قالَ إنَ فِكرةَ المذهبِ الفقهيِ الجديدِ قوية، ‏لكنَّ مؤهلاتِ المغامسي أيضًا متينة، ‏وعقليتَهُ المعرفيةَ عميقة.