إيلون ماسك يعمل على إنشاء أداة للذكاء الاصطناعي.. هل تقضي على البشرية؟

قال ماسك في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية: سأطلق أداة تروث جي بي تي للذكاء الاصطناعي، التي تسعى إلى إبراز أكبر قدر من الحقيقة ومحاولة فهم طبيعة الكون، مستبعدًا أن تمثل خطرًا على البشرية

إيلون ماسك يعمل على إنشاء أداة للذكاء الاصطناعي.. هل تقضي على البشرية؟

ترجمات - السياق

رغم تحذيره المتكرر من مخاطر الذكاء الاصطناعي، ومخاوفه من أن يؤثر هذا سلبا على مستقبل البشرية أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك أنه يعمل على إنشاء أداته الخاصة للذكاء الاصطناعي "تروث جي بي تي" التي ستسعى -على حد قوله- إلى "إظهار أكبر قدر من الحقيقة وكبح تجاوزات الأنواع الجديدة من روبوتات الدردشة"، والتنافس مع البرامج الأخرى التي تفتقد الضوابط اللازمة.

تروث جي بي تي

وحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قال ماسك في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية: "سأطلق أداة تروث جي بي تي للذكاء الاصطناعي، التي تسعى إلى إبراز أكبر قدر من الحقيقة ومحاولة فهم طبيعة الكون"، مستبعدًا أن تمثل خطرًا على البشرية.

فهم الكون

ويرى ماسك أن هذه المنصة "أفضل طريقة" لضمان سلامة البشر، لأن "أداةً للذكاء الاصطناعي تهدف إلى فهم الكون، ينبغي ألا تهزم البشر، لأننا جزء مهم من الكون".

كانت وسائل إعلام متخصصة قد ذكرت -قبل أسابيع- أن ماسك يستثمر في مجال الذكاء الاصطناعي، تحديدًا من خلال تأسيسه في مارس الماضي، شركة جديدة متخصصة في هذا المجال باسم «إكس إيه آي» تتخذ من نيفادا مقرًا لها.

تنافس الشركات

وبيّنت أن الشركة الجديدة تهدف إلى منافسة شركة "أوبن إيه آي" الناشئة، التي صممت روبوت المحادثة "شات جي بي تي" القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتفاعل مع البشر ويستطيع إنتاج كل أنواع النصوص عند الطلب.

وأدى النجاح الذي حققه هذا البرنامج، منذ إطلاقه نهاية نوفمبر الماضي، إلى تسابق شركات على توفير هذه التكنولوجيا ذات القدرات المتقدمة، بينما شارك ماسك في تأسيس "أوبن إيه آي" عام 2015، قبل أن يترك الشركة عام 2018.

وكشف ماسك، في مقابلة مع شبكة بي بي سي البريطانية، الأسبوع الماضي، أن "تويتر" يكدس معدات كمبيوتر متطورة ، لمتابعة الذكاء الاصطناعي التوليدي.

منافسة قوية

ورأت "واشنطن بوست" أن ماسك بهذا الإعلان، يقتحم مجالًا مزدحمًا بشكل متزايد، وسباقًا سريعًا للذكاء الاصطناعي، حيث أحرزت شركة أوبن أيه آي لأبحاث الذكاء الاصطناعي، تقدمًا مبكرًا، من خلال إطلاق نسخة تجريبية من "شات جي بي تي" أواخر العام الماضي، يليها استثمار من "مايكروسوفت" في يناير والتكامل مع محرك بحث بينغ الخاص بها في فبراير.

والشهر الماضي، أتاحت "غوغل" برنامج الدردشة "بارد" الخاص بها، وهو أمر من المتوقع إقرانه -في النهاية- بمحرك بحث الشركة.

وفي مقابلة مع شبكة سي بي إس، ضمن برنامج 60 دقيقة، الأحد الماضي، أعرب سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة ألفبائية (الأبجدية) و"غوغل"، عن قلقه بشأن الوتيرة السريعة لتطور الذكاء الاصطناعي، لكنه أشار إلى بعض الأمل.

العواقب

وذكر بيتشاي، أن "كل منتج في كل شركة سيتأثر بالتطور السريع للذكاء الاصطناعي"، محذرًا من أن "المجتمع بحاجة إلى الاستعداد لتقنيات مثل تلك التي أطلِقت بالفعل".

وحذر بيتشاي من عواقب الذكاء الاصطناعي، قائلًا إن حجم مشكلة المعلومات المضللة والأخبار والصور المزيفة، سيكون "أكبر بكثير"، مضيفًا أن ذلك "يمكن أن يسبب ضررًا كبيرًا".

وقال إنه قلق من "الحاجة المُلحة إلى العمل وتطبيقه بطريقة مفيدة، لكن في الوقت نفسه الخوف من أن يكون هذا العمل ضارًا جداً، حال استخدامه بشكل خاطئ".

وأضاف بيتشاي أن حجم مشكلة المعلومات المضللة والأخبار والصور المزيفة ستكون "أكبر بكثير".

الصندوق الأسود

يشار إلى أن "غوغل" كانت قد أطلقت برنامج الدردشة الآلي "بارد" الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي كمنتج تجريبي للجمهور، الشهر الماضي.

ووصف بيتشاي روبوتات المحادثة بأنها كـ"الصندوق الأسود"، إذ "لا تفهم تمامًا" لماذا أو كيف تأتي بردود معينة.

وعندما استغرب مقدم البرنامج سكوت بيلي وصفه، أجاب بيتشاي: "اسمحوا لي أن أصفها بهذه الطريقة، فلا أعتقد أيضًا أننا نفهم تمامًا كيف يعمل العقل البشري".

روبوتات الدردشة

وبينت "واشنطن بوست" أن روبوتات الدردشة، المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تعتمد على كم هائل من المعلومات والمعرفة بأنماط الكلام، لتوليد إجابات محادثة عن الأسئلة، وتعمل كنوع من مساعد شخصي يعرف كل شيء، رغم أن الخبراء حذروا من عدم موثوقيتهم في هذه الإجابات، وأنها قد تكون في بعض الأحيان "غير منطقية".

يأتي ذلك وسط تحذيرات من أن المستخدمين يجب أن يتعاملوا مع برنامج شات جي بي تي بحذر، لأنه يميل إلى "الهلوسة" -بعبارة أخرى اختلاق الأشياء- لدرجة أنه قد يقدم معلومات طبية "خاطئة" عن السرطان مثلًا، ما قد تكون له توابع كارثية.

كان ماسك وقَّع مع مئات الأكاديميين ورؤساء الشركات والشخصيات -نهاية مارس الماضي- عريضة دعوا فيها إلى التوقف 6 أشهر عن إجراء أبحاث ترمي للتوصل إلى تقنيات ذكاء اصطناعي أقوى من "شات جي بي تي".

الأخطار

وفي رسالة مفتوحة، بعنوان (إيقاف تجارب الذكاء الاصطناعي العملاقة مؤقتًا... خطاب مفتوح)، حثَّ ماسك -مالك منصة تويتر - ومجموعة من رواد الذكاء الاصطناعي، المختبرات على "الوقف المؤقت" لعمليات تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الجديدة ذات القوة، بسبب ما عدوها "الأخطار المحتملة على المجتمع".

وقالت رسالة معهد فيوتشر أوف لايف "منظمة أمريكية غير ربحية يُعد ماسك أحد مستشاريها": "يجب تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي القوية فقط عندما نكون واثقين بأن آثارها ستكون إيجابية، وأن مخاطرها تحت السيطرة".

وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية، قال ماسك، رئيس شركات تسلا وسبيس إكس وتويتر ونورالينك: "الذكاء الاصطناعي أكثر خطورة، على سبيل المثال، من سوء تصميم الطائرات أو الإنتاج السيئ للسيارات أو ضعف الصيانة الإنتاجية، بمعنى أنه لديه الإمكانية لتدمير الحضارة، مهما كانت هذه الإمكانية ضئيلة".

وقال ماسك إنه يدعم التنظيم الحكومي في مجال الذكاء الاصطناعي، رغم أنه "ليس من الممتع تنظيمه"، وتابع: "بمجرد أن تزداد قوة وسيطرة الذكاء الاصطناعي، قد يكون قد فات الأوان لوضع اللوائح لتنظيمه والسيطرة عليه".

ضرر جماعي

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه "إذا تابع ماسك عرضه الخاص بالذكاء الاصطناعي، من المحتمل أن يضيف إلى مهامه المثقلة، كرئيس تنفيذي لشركات تويتر وتسلا و سبيس إكس، إضافة لشركتين صغيرتين، ما قد يضر بها جميعًا".

واعترف ماسك -الأسبوع الماضي- بأن قيادة "تويتر" صعبة، ومع ذلك رفض تسليم زمام الأمور لغيره، رغم تعهده بالتنحي كرئيس تنفيذي، وتسليم المنصب لكلبه فلوكي.

وفي الوقت نفسه، فقدت شركة تسلا مئات المليارات من الدولارات، منذ أن بدأ ماسك متابعة منصة تويتر، التي قال إنها تساوي أقل من نصف الـ 44 مليار دولار التي أنفقها للحصول عليها.

كانت شركة سبيس إكس، التي يمتلكها الملياردير إيلون ماسك، أعلنت تأجيل رحلة تجريبية لصاروخها ستارشيب، الذي يُعد الأكبر والأقوى في العالم، بسبب مشكلة فنية طرأت في الدقائق الأخيرة من عملية الإطلاق.

و"ستارشيب"، صاروخ قابل لإعادة الاستخدام يبلغ ارتفاعه 400 قدم تقريبًا.

ماسك، الذي تسعى شركته للسيارات الكهربائية تسلا، إلى بناء روبوت بشري "ودود"، كانت له نبرة مألوفة وهو يناقش الغرض من سعيه الأخير، إذ حذر مرارًا من المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي غير المنضبط على البشرية على نطاق أوسع، مشيرًا إلى أنه أحد أكبر المخاطر على الحضارة الإنسانية.

وقال: "أعتقد أن ذلك قد يكون أفضل طريق للأمان، بمعنى أن الذكاء الاصطناعي، الذي يهتم بفهم الكون، من غير المرجح أن يقضي على البشر لأننا جزء مثير للاهتمام من الكون".