فورين بوليسي: تحسُّن العلاقات بين الأردن وإسرائيل
بالنسبة للبلدين... تستمر المصالح الوطنية في التفوق على السياسات القائمة على العلاقات الشخصية

ترجمات-السياق
رأت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، أن العلاقات بين إسرائيل والأردن، قد تكون أفضل مما تبدو عليه، مشيرة إلى تغليب البلدين مصالحهما الوطنية، بصرف النظر عن هوية رئيس وزراء إسرائيل.
الملك عبد الله ونتنياهو
وأوضحت المجلة -في تقرير- أنه طالما اعتبر الأردنيون تصرُّفات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، استفزازية، كما كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، يرفض تلقي بعض مكالماته الهاتفية، إلا أنه حافظ على العلاقات الدبلوماسية والأمنية مع تل أبيب، طوال فترة توليه السلطات الدستورية منذ 22 عاماً، بغض النظر عن رئيس الوزراء في إسرائيل"، معتبرة أنه بذلك، منح الأولوية للمصالح الوطنية الأردنية.
وذكر التقرير، أن الملك عبد الله، يظل حساساً تجاه عدد الفلسطينيين الكبير في الأردن، وهو العامل الذي يمنع المملكة من إقامة سلام دافئ مع إسرائيل.
وأضاف التقرير: "لذا فإنه سمح -بدلاً من ذلك- على سلام بارد، للحفاظ على علاقات عمّان بتل أبيب، في مسار مستمر نسبياً".
صفحة جديدة
ورصدت المجلة، مجموعة من المؤشرات، التي قالت إنها تؤكد تحسُّن العلاقات بين إسرائيل والأردن، منذ إطاحة نتنياهو، موضحة أنه في واحدة من أولى مبادراته كرئيس وزراء جديد لإسرائيل، وافق نفتالي بينيت، على مضاعفة إمدادات المياه للمملكة الهاشمية، إحدى أكثر دول العالم جفافاً، حسب المجلة.
كما أفادت التقارير، بلقاء عُقد بين الملك عبد الله وبينيت في عمّان، 29 يونيو الماضي، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن البلدين اتفقا خلاله، على فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.
وقالت المجلة: رغم تحسُّن العلاقات بين البلدين، فإن سياسات إسرائيل -تجاه الفلسطينيين في القدس- تحد من العلاقات المحتملة، بين الملك عبدالله وبينيت.
وأضافت المجلة: "خلافاً لما يحدث في اجتماعات العاهل الأردني مع قادة العالم، فقد رفض الأردن نشر صور من لقاء الملك عبدالله مع بينيت، كما تم تأكيد عقد اللقاء لوسائل الإعلام، بعد شهر من انعقاده، إلى جانب رفض عمّان تهنئة بينيت علناً ، على تشكيل الحكومة الجديدة.
نيات حسنة
وقالت المجلة: رغم بعض النيات الحسنة الجديدة، بين الملك عبدالله وبينيت، فإن هناك فجوات شديدة الاتساع، لا تسمح بإقامة علاقات ثنائية دافئة بين البلدين.
وأضافت المجلة أنه بالنظر إلى أن ما يقرب من 60% من سكان الأردن من أصل فلسطيني، فإن علاقة عبدالله العامة بإسرائيل تتميَّـز -في الغالب- بدعمه للقضية الفلسطينية، وهو ما ظهر في اعتراضه على قرارات إسرائيلية عدة في فلسطين.
وتابعت: "ولكن حتى وسط هذه الخلافات، حافظ الأردن على علاقة عمل مع إسرائيل، فخلال الأشهر الأخيرة لنتنياهو في السُّلطة، كان لكل منهما سفير لدى الآخر".
كما التقى وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، غابي أشكنازي، الذي خدم في عهد نتنياهو، نظيره الأردني أيمن الصفدي ثلاث مرات، من مايو 2020 حتى يونيو من هذا العام، لمناقشة التطورات التجارية والإقليمية.
وفي العام الماضي، تلقى الأردن أول إمداداته للغاز الطبيعي من تل أبيب بعد توقيع صفقة بـ 10 مليارات دولار عام 2016، كما استمر التعاون الاستخباراتي بين البلدين على مستوى عالٍ.
توازن دقيق
ونقلت المجلة عن صحيفة هآرتس، التي تنتقد نتنياهو بشكل متكرِّر، وصفها للعلاقات الأمنية بين البلدين، بأنها " تحسَّنت بشكل كبير وباتت أكثر تطوراً على مر السنين"، مشيرة إلى منح الولايات المتحدة، الشريك الاستراتيجي لكل من الأردن وإسرائيل، الأولوية لتحسين العلاقات بين البلدين.
وقالت "فورين بوليسي": طالما كانت علاقات الأردن مع إسرائيل مشحونة، ورغم تركيز وسائل الإعلام، على الديناميكيات بين الملك عبدالله وعدد من القادة الإسرائيليين، فإن هناك القليل من الإشارات، على أن الحكومة الأردنية ستغيِّـر سياساتها بشكل كبير، مع خلافة بينيت لنتنياهو.
ورجَّحت أن تستأنف عملية التوازن الدقيق، بين انتقاد السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، مع صد أي محاولات لإلغاء معاهدة السلام لعام 1994، لأن المصالح الوطنية الأردنية تقتضي ذلك.