الأزمات تحاصر بايدن.. فهل يصمد أمامها؟

التحديات الداخلية وحدها، لم تكن المؤرق الوحيد للرئيس الأمريكي، بل إن ملف السياسة الخارجية الملتهب، كان كذلك، خاصة التهديد الذي يوجهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أوكرانيا، إضافة إلى تهديدات الرئيس الصيني شي جين بينج لتايوان.

الأزمات تحاصر بايدن.. فهل يصمد أمامها؟

ترجمات – السياق

انتشار متحور أوميكرون، وارتفاع البطالة والتضخم، إضافة إلى الملف الخارجي الملتهب، الذي يؤججه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينج، تحديات تقف حجر عثرة أمام مستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، في البيت الأبيض.

وقالت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، في تقرير، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يواجه الكثير من المشكلات وسوء الحظ بعامه الأول في منصبه، تثير التساؤل عن مستقبله السياسي.

ورغم أنه ليس الوحيد بين الرؤساء الأمريكيين، الذي يتعرَّض لمثل هذه الأزمات، بحسب المجلة الأمريكية، فإنها تساءلت: هل يمكن لبايدن أن يعيد ترتيب أوضاعه، والتغلب على كل هذه المشكلات، أم يسقط قبل أن تتنهي ولايته؟

ليأتي الرد الفوري من الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد أن ظهر خلال مؤتمر صحفي أمام البيت الأبيض، الجمعة، منهكًا وتبدو عليه علامات المرض، مشيرًا إلى أنه يخضع يوميًا لاختبار كورونا.

 

طمأنة الأمريكيين

"مجرد نزلة برد"، كان هذا رد الرئيس الأمريكي جو بايدن في محاولة لطمأنة الأمريكيين، بحسب مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، التي قالت إن الرئيس الأمريكي يحتاج كل الحب، حيث إنه لا يحظى بالكثير منه، حتى من أتباعه في الحزب الديمقراطي، الذين يتوقعون كارثة في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.

وقالت المجلة الأمريكية إنه لسوء حظه تتوالى الأنباء السيئة يومًا بعد الآخر، بدءًا من إعلان انتشار متحور كورونا (أوميكرون)، مرورًا بمواصلة العصابات عمليات سلب ونهب محلات تجارية راقية، وتباطؤ نمو فرص العمل الشهر الماضي، واستمرار ارتفاع معدل التضخم، ما دعا بنك الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) إلى بحث إمكانية رفع أسعار الفائدة.

 

تحديات داخلية وخارجية

وأشارت إلى أن التحديات الداخلية وحدها، لم تكن المؤرق الوحيد للرئيس الأمريكي، بل إن ملف السياسة الخارجية الملتهب، كان كذلك، خاصة التهديد الذي يوجهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أوكرانيا، إضافة إلى تهديدات الرئيس الصيني شي جين بينج لتايوان.

وأوضحت المجلة، في بيان ردها على هذه التساؤلات، أن بايدن ليس أول رئيس أمريكي يواجه مشكلات صعبة في عامه الأول، فالرئيس الأسبق جون كينيدي واجه كوارث عدة، بما في ذلك قمته في فيينا، حيث أساء الرئيس السوفييتي الراحل نيكيتا خوروشوف معاملته، وأيضًا أزمة خليج الخنازير، التي كشفت فشل الإدارة الأمريكية في إطاحة نظام فيدل كاسترو في كوبا، وواجه الرئيس الأسبق دونالد ريجان مشكلة كساد كبيرة، كما أن الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش واجه كارثة الحادي عشر من سبتمبر.

وأضافت أن رئاسة بايدن كانت تراكمًا من الانتكاسات، أبرزها عدم قدرته على السيطرة على جائحة كورونا، إذ يشير المدافعون عنه إلى إلقاء السياسيين الجمهوريين اللوم على بايدن في ما يتعلق بالجائحة، بينما هم يضعون العراقيل أمامه ويجعلون من المستحيل مواجهة المشكلة.

 

مصير بايدن

واعتبرت «ناشيونال إنترست»، أن مصير بايدن ليس بيده، موضحة أنه يأمل أن تؤدي الإجراءات الأخيرة التي اقترحها، والتي تركز على تعزيز فحص كورونا، لا سيما بالنسبة للقادمين إلى أمريكا من الخارج، إلى تخفيف حدة أزمة الجائحة.

وشددت المجلة، على أن ما يزيد صعوبة الأمر على بايدن، أن حظوظه الاقتصادية مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالجائحة، فكلما طال أمدها، زاد خطر عرقلة التعافي الاقتصادي الوليد، مشددة على أن من أهم الأمور زيادة فرص العمل.

وأكدت، أنه رغم محاولات بايدن الترويج لانخفاض معدل البطالة إلى 4.2%، فإن من الضروري أن يتم بأسرع ما يمكن تعويض 3.9 مليون فرصة عمل فُقدت أثناء الإغلاق بسبب الجائحة.

إلا أن أولى تلك الصعاب وجدت طريقها إلى الحل، بعد أن نجح بايدن في وقف ارتفاع أسعار النفط، بالتعهد بالإفراج عن 50 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي، بالتزامن مع خمس دول حليفة، إضافة إلى ذلك، قررت منظمة أوبك زيادة الإنتاج بـ 400 ألف برميل يوميًا، ما أدى إلى انخفاض سعر النفط الخام بنحو 20%.

 

خلافات الكونغرس

المجلة الأمريكية، قالت إن الساحة الأخرى التي يمكن أن يأمل فيها بايدن الحصول على الدعم الانتخابي، هي الاقتتال الداخلي بين الجمهوريين في الكونغرس.

وأشارت إلى أنه «حتى الآن هناك خلافات بين هؤلاء الأعضاء بشأن الإجهاض، خاصة بين النائبة نانسي ميس والنائبة مارجوري تيلور جرين، اللتين تبادلتا التعبيرات المسيئة»، مؤكدة أن ميس تدعم استثناءات الإجهاض في حالات مثل الاغتصاب أو سِفاح المحارم.

وذكرت المجلة أن بايدن لا يستطيع حتى الآن تحديد اتجاه رئاسته، فالأحداث هي التي تتحكم في مصيره، مشيرة إلى أن العام المقبل نقطة مفصلية في رئاسة بايدن، فإذا استطاع التغلب على جائحة كورونا وإحياء الاقتصاد، ستتحسن حظوظه.

وأضافت: "مثل ريغان، الذي عانى الركود في ولايته الأولى، على بايدن أن يصمد أمام بداية صعبة ليخرج منتصرًا، لكنه إذا لم يفعل، سيبدأ الديمقراطيون التخلي عنه، وستكون رئاسته في حالة من الفوضى المطلقة، قبل أن تبدأ بالفِعل".