مع تصاعد التوتر بين موسكو وكييف.. هل تغزو روسيا أوكرانيا؟
إدارة بايدن تسارع لتجنب عملية عسكرية روسية محتملة ضد أوكرانيا

ترجمات - السياق
سلَّطت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية، الضوء على التوترات بين روسيا وأوكرانيا، قائلة إن مسؤولي الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، حذروا في الأسابيع الأخيرة من طفرة جديدة في النشاط العسكري الروسي، على الجانب الشرقي الأقصى من الحدود الروسية الأوكرانية.
وأضافت المجلة، في تقرير، أنه وفقاً لأحدث التقديرات، فإن هناك من 90 إلى 100 ألف جندي روسي، ينتشرون على طول المنطقة الحدودية، ورغم أن هذا العدد انخفض من 150 ألف جندي روسي شاركوا بحشد موسكو في الربيع، فإن الخبراء العسكريين ومصادر الاستخبارات الغربية أعربوا عن قلقهم من الطبيعة "غير العادية" للتحركات الروسية الأخيرة.
ورأت المجلة أن نية الكرملين لا تزال غير معروفة، وهي الطريقة التي يفضلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تحذير أوكراني
وأشارت المجلة، إلى أن مسؤولي دفاع أوكرانيين، حذروا من أن هجوماً روسياً سيأتي في وقت مبكر من يناير المقبل، مضيفين أن سيناريو الغزو قد لا يقتصر على منطقة دونباس، لكن عمليات إنزال برمائية في موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.
وتابعت: "يبدو أن واشنطن لا تستبعد أن تكون هذه الأنشطة جزءًا من حملة ضغط روسية أكبر، لانتزاع تنازلات سياسية أو دبلوماسية من الغرب، بينما لا يزال آخرون يرون أن الغزو الروسي ليس وشيكاً وكذلك ليس وهمياً، وأنه يجب أن يُنظر إليه على أنه حالة طوارئ عسكرية خطيرة".
ونقلت المجلة عن السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا، مدير مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي جون هيربست قوله: "موسكو في وضع يسمح لها بالتحرك مع القليل من الحذر، إنهم يشكلون تهديداً بالتأكيد، وهم في وضع يمكنهم من ذلك إذا أرادوا".
تلويح بالعقوبات
بدورها، تقول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنها مستعدة لفرض عقوبات "شديدة التأثير" في حالة الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ادعاء ردده الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، الذي قال لوكالة رويترز: "أوضحنا جميعاً أنه سيكون هناك ثمن باهظ يجب دفعه، كما أن العقوبات ستكون أحد الخيارات".
وأوضحت المجلة أنه من المرجح أن تشمل هذه العقوبات المحتملة، إجراءات تهدف إلى عزل روسيا عن نظام التعاملات العالمية SWIFT ، وهي خطوة يقول بعض الخبراء إنها ستوجه ضربة كبيرة قصيرة الأجل للاقتصاد الروسي.
في المقابل، يواصل مسؤولو الكرملين، تأكيد أن التحركات العسكرية الروسية لا تستند إلى نية عدوانية، وأن روسيا لها الحق في نقل قواتها داخل حدودها بالشكل الذي تراه مناسباً، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "نقل معداتنا العسكرية أو وحدات جيشنا، عبر أراضي الاتحاد الروسي، أمر خاص بنا وحدنا، فروسيا لم تهدد أحداً قط، ولا تشكل خطراً على أحد".
النفوذ الروسي
لكن موسكو زادت حدة خطابها تجاه أوكرانيا بشكل كبير، منذ أن تولى بايدن منصبه في يناير الماضي، وفي مقال تاريخي نُشر هذا الصيف، قال بوتين إن أوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفييتي، لا يمكن ولا ينبغي أن توجد خارج نطاق النفوذ الروسي، كما أنه أكد وكبار المسؤولين في موسكو أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، خط أحمر بالنسبة لموسكو، لكن صياغة الكرملين تغيرت قليلاً في الأشهر الأخيرة.
ورأت المجلة، أن تركيز بوتين على التهديدات القادمة من أوكرانيا، بدلاً من مسار سياسة كييف الخارجية، يعكس المخاوف المتزايدة للمسؤولين الروس، من أن الأخيرة قد تختار استضافة البنية التحتية العسكرية للناتو من جانب واحد، من دون الانضمام رسمياً إلى الحلف.
ونقلت المجلة عن الرئيس الروسي قوله: "إذا ظهر نوع من أنظمة الدفاع على أراضي أوكرانيا، فإن مدة الرحلة إلى موسكو ستكون من 7 إلى 10 دقائق، وخمس دقائق في حال نشر سلاح يفوق سرعة الصوت"، مضيفاً: "ما الذي سنفعله في مثل هذا السيناريو؟ الإجابة أنه يتعين علينا إنشاء شيء مشابه لأولئك الذين يهددوننا بهذه الطريقة".
وقالت "ناشونال إنترست": من المرجح أن تكون أزمة أوكرانيا في طليعة الموضوعات التي يناقشها بايدن وبوتين في المحادثة الهاتفية المقبلة، التي يُقال إن موسكو وواشنطن تخططان لها في الكواليس، مضيفة أنه وفقاً لمستشار بوتين للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، من المتوقع أن يضغط الرئيس الروسي على نظيره الأمريكي بشأن ضمانات ملموسة، في ما يتعلق بتوسيع الناتو شرقاً و"نشره أنظمة أسلحة تهدد روسيا على أراضي الدول المجاورة، بما في ذلك أوكرانيا".