هل وجود القوات الروسية في بيلاروسيا يعني أن الحرب وشيكة؟

في الوقت الذي تبادلت فيه كييف والانفصاليون -المدعومون من موسكو- الاتهامات بارتكاب فظائع وبقاء القوات الروسية في بيلاروسيا، تواصل إدارة بايدن التحذير من هجوم روسي وشيك على أوكرانيا، يمكن أن يتصاعد بطرق لا تتوقعها موسكو ولا واشنطن.

هل وجود القوات الروسية في بيلاروسيا يعني أن الحرب وشيكة؟

ترجمات - السياق

قالت مجلة ناشيونال إنترست، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تواصل إطلاق التحذيرات، من أن روسيا تسعى إلى اختلاق ذريعة لغزو أوكرانيا، ربما تنطوي على هجوم إرهابي مزيف داخل روسيا، أو اكتشاف ملفق لمقبرة جماعية في دونباس.

وأضافت المجلة، في تحليل بموقعها الإلكتروني، أن الكرملين والسياسيين الروس المؤثرين، يشيرون إلى حرب دونباس على أنها تمثل "إبادة جماعية"، إذ اتهم رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالتغطية على "جرائم كييف التي ترتكبها ضد الإنسانية" في الكواليس، وأضاف: "نحن نتحدث عن مقتل أشخاص خلال انقلاب 2014، إذا لم تكن هذه إبادة جماعية، فماذا تكون؟".

كان المحققون الفيدراليون الروس، قد ادعوا أنهم اكتشفوا خمس مقابر جماعية، تضم ما يصل إلى 295 مدنياً، في منطقة لوهانسك.

 

إبادة جماعية

نقلت مجلة ناشيونال إنترست، عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قولها إن أوكرانيا تنفذ "إبادة جماعية" ضد سكان دونباس، مضيفة: "الوضع في دونباس لا يبدو وكأنه إبادة جماعية، لكنه كذلك بالفعل".

وفي طريقة جديدة لطلب الدعم، ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، بزعماء العالم لعدم انحيازهم بقوة أكبر إلى بلاده، كما أنه في المؤتمر الأمني ​​السنوي في ميونيخ، الذي شجب فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2007 ما وصفه بسعي أمريكا المتغطرس للهيمنة العالمية، انتقد زيلينسكي العديد من الحكومات ووصفها بـ"المتغطرسة"، ومع ذلك استمر بوتين في زيادة الضغط على أوكرانيا، حيث أجرى تدريبات نووية وأخذ مدنيين إلى روسيا من دونيتسك.

وأشارت المجلة إلى أن مجلس الدوما قد صوَّت الثلاثاء ليطلب رسمياً من بوتين الاعتراف بأن جمهوريتي دونيتسك الشعبية ولوهانسك الشعبية "دولتان مستقلتان وذات سيادة".

وتابعت: "رغم استمرار الجانب الروسي في الإصرار -طوال هذا الأسبوع- على أنه ليس لديه خطط لغزو أوكرانيا، وإعلان بوتين الانسحاب الجزئي للقوات الروسية، بالقرب من الحدود الشرقية لأوكرانيا، كجزء من محاولة لاستئناف المحادثات الأمنية المتعثرة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، فإن تأكيدات موسكو المستمرة تتناقض مع مشكلة رئيسة هي أن الكرملين قد لا يعد اعتراف روسيا واستيعابها المحتمل لجمهوريات دونباس الانفصالية، التي لا تخضع حالياً للسيطرة الأوكرانية، غزوًا لأوكرانيا، وهي وجهة النظر التي تختلف بشكل حاد عن الموقف الأمريكي والأوكراني، الذي يصنف أي توغل روسي في الأراضي الأوكرانية المعترف بها دوليًا، بأنه غزو".

 

هجمات إلكترونية

يقول البيت الأبيض، إنه لا يرى أي علامات على وقف التصعيد، وتشير التقديرات الأخيرة إلى وجود ما يصل إلى 190 ألف جندي روسي، على طول الحدود الشرقية لأوكرانيا، كما قالت الحكومة الأمريكية مؤخراً إن الحكومة الروسية مسؤولة عن "هجمات إلكترونية واسعة النطاق على البنوك الأوكرانية هذا الأسبوع"، وأشارت نائبة مستشار الأمن القومي للتكنولوجيا الإلكترونية والناشئة، آن نويبرجر، إلى أن الهجمات الإلكترونية يمكن أن تضع الأساس لمزيد من العمل العسكري المباشر، بما في ذلك الغزو الشامل.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس الماضي، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكين قبل دعوة للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف الأسبوع المقبل، بشرط ألا تشرع روسيا في عمل عسكري ضد أوكرانيا.

وفي تصريحات أدلى بها الجمعة، قال بايدن إنه يعتقد أن بوتين اتخذ قراره بشأن غزو أوكرانيا، وعندما سُئل عن كيفية توصله إلى هذا الاستنتاج، أجاب الرئيس الأمريكي: "لدينا قدرة استخباراتية كبيرة"، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تقاتل في أوكرانيا، لكنه شدد على استمرار دعم واشنطن العسكري والاقتصادي لكييف.

وتابع بايدن: "الولايات المتحدة وحلفاؤنا وشركاؤنا سيدعمون الشعب الأوكراني، وسنحاسب روسيا على أفعالها، فالغرب متحد ولديه عزيمة، ونحن مستعدون لفرض عقوبات شديدة على موسكو إذا غزت أوكرانيا، والآن لدى روسيا خيار بين الحرب والمعاناة التي ستحدثها، والدبلوماسية التي تجعل المستقبل أكثر أمانًا للجميع".

 

مسار الأحداث

وفقاً لمجلة ناشيونال إنترست، فإنه مع ذلك يشكو الحلفاء الأوروبيون، من أن إدارة بايدن لم تشاركهم في معلوماتها الاستخباراتية بشأن غزو روسي معين، ناقلة عن أحد المسؤولين، الذي لم تكشف هويته، قوله لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية: "ليس لدينا دليل واضح على أن بوتين قد اتخذ قراره، لكننا لم نر أيضاً أي شيء يشير إلى خلاف ذلك".

ونهاية التحليل، قالت المجلة إن القوات الروسية ما زالت متمركزة في بيلاروسيا، وإلى أن يقرر الالتزام بقرار ما بطريقة أو بأخرى، فإن بوتين وحده هو الذي سيقرر مسار الأحداث، ففي حال اتخذ قرارًا بشأن الحرب، قد يتصاعد الصراع في اتجاهات لا تتوقعها موسكو ولا واشنطن.