ماذا يحمل عام 2022 من أزمات؟

تقول فورين بولسي إن الانهيار المالي في لبنان، سيؤجج أزمة سياسية ولاجئين على أبواب أوروبا، الكثير من اللبنانيين يعيشون في فقر مدقع، ومن ثم إذا زاد هذا التدهور الاقتصادي والأمني، من المرجح ازدياد عمليات الهجرة الجماعية إلى أوروبا، على غرار أزمة اللاجئين السوريين التي شهدتها أوروبا خلال السنوات الماضية

ماذا يحمل عام 2022 من أزمات؟
أزمات عدة مرشحة للاستمرار في العام الجديد، على رأسها الأزمة اللبنانية

ترجمات - السياق

شهد عام 2021 تفاقمًا لأزمات عالمية عدة، بينها خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي رسمياً، وأزمة سد النهضة الإثيوبي، والانهيار الاقتصادي في لبنان، والخلافات بين الصين وليتوانيا.

وتوقعت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، في تقرير، استمرار بعض الأزمات عام 2022، أبرزها توقيع اتفاق "أوكوس" بين الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وأستراليا، الذي يسمح للأخيرة ببناء غواصات نووية لأول مرة، فضلًا عن تعزيز النفوذ الأمريكي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، واحتواء النفوذ الصيني.

في المقابل، ألغت أستراليا عقدًا بمليارات الدولارات مع فرنسا للغواصات غير النووية، الأمر الذي أثار غضب فرنسا، وأفضى إلى شقاق كبير بين الحلفاء الغربيين، إذ استدعت فرنسا سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا في سابقة هي الأولى من نوعها، ما يُنبئ بمزيد من التوترات عبر الأطلسي.

الشرق الأوسط

وفي الشرق الأوسط، ذكرت "فورين بوليسي" أن أزمات عدة مرشحة للاستمرار في العام الجديد، على رأسها الأزمة اللبنانية، مع تراجع اقتصادها، وخروج المزيد من الاحتجاجات إلى الشوارع، للتنديد بالمسؤولين عن هذا التدهور.

وقالت: لبنان على شفا الانهيار الاقتصادي، خصوصًا بعد الخلاف الدبلوماسي الأخير مع المملكة العربية السعودية، على خلفية تعليقات لوزير الإعلام (الذي استقال) جورج قرداحي، بشأن دور الرياض في حرب اليمن.

أمام هذه التطورات، نقلت المجلة الأمريكية، عن الخبيرين في سياسة الشرق الأوسط، فيصل عيتاني وعظيم إبراهيم، تحذيرهما من أن الانهيار المالي في لبنان، سيؤجج أزمة سياسية ولاجئين على أبواب أوروبا، وأشارا إلى أن الكثيرين من اللبنانيين يعيشون في فقر مدقع، ومن ثم إذا زاد هذا التدهور الاقتصادي والأمني، من المرجح ازدياد عمليات الهجرة الجماعية إلى أوروبا، على غرار أزمة اللاجئين السوريين التي شهدتها أوروبا خلال السنوات الماضية.

وأشارت إلى أن الأزمة الأخرى المرشحة للاستمرار، هي أزمة سد النهضة، والخلاف بين مصر وإثيوبيا والسودان على بناء السد الإثيوبي، إذ تخشى القاهرة والخرطوم تأثير حصتهما من المياه بعد بناء السد، موضحة أن القاهرة طلبت تدخلًا أمريكيًا لحل الأزمة، خوفًا من تعرُّض حصتها من مياه النيل للنقص.

وأمام هذه الخلافات، نقلت "فورين بوليسي" عن سفير مصر في واشنطن، معتز زهران، قوله إن بلاده بحاجة إلى الولايات المتحدة للمساعدة و التوسط في النزاع وتأمين حقوق بلاده المائية، مشددًا على أن على إدارة الرئيس جو بايدن التحرك سريعًا، قبل فوات الأوان، خصوصًا أن النيل شريان حياة ملايين المصريين والسودانيين.

الصين وليتوانيا

وفي ما يخص النزاع الصيني الليتواني، أشارت "فورين بوليسي" إلى الخلافات التي أثارتها ليتوانيا هذا العام مع الصين، إذ وافقت ليتوانيا على تبادل التمثيل الدبلوماسي مع تايوان، وسمحت لها باستخدام اسم "تايوان" بسفارتها في ليتوانيا، موضحة أن العديد من الدول التي تتبادل التمثيل الدبلوماسي مع تايوان، تستخدم اسم العاصمة "تايبيه" بدلاً من "تايوان" تجنُّبًا لإثارة حفيظة بكين.

وردًا على ذلك، استدعت الصين سفيرها من ليتوانيا، وأوقفت الشحن بالسكك الحديدية إلى ليتوانيا، كما علقت الواردات من دول الاتحاد الأوروبي المتضمنة مكونات من ليتوانيا.

وفي ضوء ذلك رجحت المجلة، أن يشهد النزاع الدبلوماسي بين الجانبين توترات جديدة عام 2022، لا سيما في ضوء تصريح وزير خارجية ليتوانيا، بأن بلاده تُمثل نموذجًا للوقوف في وجه الضغوط، التي تمارسها بكين على الدول الصغيرة.

حرب استنزاف

وأشارت المجلة الأمريكية، إلى النزاع بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي وإيرلندا الشمالية، الذي عدَّته حرب "استنزاف دبلوماسي"، ولفتت إلى تعثر مفاوضات بريكست، واندلاع الخلافات بين بريطانيا وإيرلندا الشمالية بشأن الترتيبات الحدودية، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأكدت "فورين بوليسي" تصاعد مخاوف الساسة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، من عدم تمكن لندن وبروكسل من تسوية خلافاتهما، الأمر الذي يُلقي بتداعياته على تقويض اتفاق سلام "الجمعة البيضاء" لعام 1998، الذي أنهى عقودًا من الصراع في إيرلندا الشمالية، ما يُنذر بتداعيات بالغة الخطورة على الأمن الأوروبي.