لمواجهة روسيا.. أمريكا تدرس إرسال معدات عسكرية لأوكرانيا

تسعى السلطات الأوكرانية، إلى الحصول على المعدات العسكرية التي تناقشت حولها مع مسؤولي البنتاغون، إلا أن البيت الأبيض لم يوافق حتى الآن على الخطة.

لمواجهة روسيا.. أمريكا تدرس إرسال معدات عسكرية لأوكرانيا

ترجمات - السياق

كشفت صحيفة وول ستريت الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدرس إرسال مروحيات ومعدات عسكرية ثقيلة، كانت مخصصة لأفغانستان، قبل وصول طالبان إلى الحكم، إلى أوكرانيا لمساعدتها في تعزيز دفاعاتها بشكل سريع، بعد الحشد العسكري الروسي قرب حدودها.

وتسعى السلطات الأوكرانية، إلى الحصول على المعدات العسكرية التي تناقشت حولها مع مسؤولي البنتاغون، إلا أن البيت الأبيض لم يوافق حتى الآن على الخطة.

 

أنظمة دفاع جوي

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن المعدات العسكرية التي كانت مخصصة لقوات الأمن الوطني الأفغانية، تشمل طائرات هليكوبتر روسية الصنع من طراز Mi-17، مشيرة إلى أن أهمية هذه الطائرات، تأتي من كونها تستطيع توفير مزيدًا من الحركة للقوات الأوكرانية، التي تمتلك جبهة كبيرة للدفاع.

وأوضحت، أن أوكرانيا بحاجة ماسة لهذه الطائرات، بعد خسارتها لعدد لا بأس به من الطائرات الحربية خلال اشتباكات عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، وتمرد الانفصاليون الموالون لموسكو شرقي البلاد.

وذكرت أن أوكرانيا سعت إلى الحصول على هذه المعدات العسكرية، حيث ناقشت هذا الأمر مع مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، الذين يدعمون تقديم المزيد من الأسلحة إلى كييف.

ويتعين على مجلس الأمن القومي الأمريكي، الموافقة على إرسال تلك الأسلحة إلى أوكرانيا، في الوقت الذي تسعى فيه إدارة بايدن للوصول إلى حل سياسي مع روسيا، كي تتراجع الأخيرة عن حملة الضغط العسكري التي تقوم بها، بحسب مسؤولين أمريكيين.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن المسؤولين الأوكرانيين يريدون أيضًا الحصول على أنظمة الدفاع الجوي المعروفة بصواريخ "ستينغر أرض جو"، التي ستساعدهم في التصدي للطائرات الحربية الروسية، وفقًا لما أكده مسؤول أوكراني.

وتعتمد كييف على نظام دفاع جوي يعود إلى العهد السوفييتي، الذي تتراجع إمكاناته كثيرًا أمام الطائرات الروسية المقاتلة الحديثة.

 

مساعدات لا تتوقف

وأكدت "وول ستريت جورنال" أن متحدثًا باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، رفض مناقشة خطة الأسلحة الجديدة، مشيرًا إلى أنها قد تكون قيد الدراسة، منوهًا إلى أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات عسكرية لأوكرانيا بنحو 2.5 مليار دولار منذ 2014، بما في ذلك 450 مليون دولار من الدعم الذي يتم إرساله هذا العام.

وذكرت الصحيفة، أن خطة المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، تأتي وسط تقديرات استخباراتية، بأن زيادة القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا، قد تصل إلى قوتها الشهر المقبل، مشيرة إلى أن إدارة بايدن تناقش كيفية متابعة الدبلوماسية مع موسكو وتوازن ذلك مع زيادة القدرات العسكرية لأوكرانيا.

وأضافت: "لسنوات، سعت الولايات المتحدة إلى السير في خط رفيع من خلال تقديم ما تسمى المساعدات الفتاكة لأوكرانيا، مثل صواريخ جافلين المضادة للدبابات، من دون استفزاز موسكو".

وأمام ذلك، نقلت "وول ستريت جورنال" عن عدد من أعضاء الكونغرس ومسؤولين حكوميين قولهم: إن مجلس الأمن القومي الأمريكي يشعر بالقلق من تكثيف شحنات الأسلحة الموجهة إلى أوكرانيا، خوفًا من تصعيد التوترات مع موسكو، وإحباط الجهود الوليدة لبدء محادثات مع الكرملين.

 

ليست كافية

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مشرِّعين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، الذين عادوا من رحلة لتقصي الحقائق إلى أوكرانيا، قولهم: إن تهديد الرئيس بايدن بفرض عقوبات اقتصادية ليس كافياً لردع هجوم روسي محتمل، ودعوا إلى فرض عقوبات قبل الهجوم ودعم عسكري متسارع، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ المضادة للسفن التي يمكن دمجها بسرعة في الدفاع الأوكراني.

وقال النائب سيث مولتون عن ولاية ماساتشوستس للصحيفة الأمريكية: "أريد منح الأوكرانيين أسلحة دفاعية تسهم في خسائر فادحة لروسيا، لكن المشكلة في المزيد من البيروقراطية، إذ يبدو أن تسليم الأسلحة سيستغرق وقتًا طويلاً".

وبينما يقول المسؤولون الأمريكيون، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يقرر ما إذا كان سيغزو أوكرانيا أم لا، زادت روسيا مطالبها علنًا، مع مقترحات نشرتها وزارة الخارجية الروسية الجمعة، تدعو إلى ضمانات بأن التحالف العسكري لمنظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" لن يتوسع شرقًا، بما في ذلك منع منح العضوية لأوكرانيا.

وقالت "وول ستريت جورنال": رغم أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو ليس احتمالًا فوريًا، فإن الولايات المتحدة والدول الحليفة ردت على مطالب الخارجية الروسية، بأنه لا يمكن لموسكو ولا غيرها، إملاء مَنْ يمكنه الانضمام إلى الحلف، وبذلك يواصلون تدريب القوات الأوكرانية استعدادًا لأي غزو روسي محتمل.

وتأكيدًا لاستمرار تدريب القوات الأوكرانية، خوفًا من أي تطور محتمل، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، قولهم: إن فريقًا من البنتاغون زار أوكرانيا أواخر الشهر الماضي، لتقييم قدرات وحاجات الدفاع الجوي للجيش الأوكراني، مشيرين إلى أن هذا الفريق يُعد الآن تقريرًا عن أوجه القصور في الجيش الأوكراني.

 

القدرة على الدفاع

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن فيليب بريدلوف، الجنرال المتقاعد بالقوات الجوية، الذي خدم قائدًا لحلف شمال الأطلسي، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وتدخلت عسكريًا في الشرق، قوله: "لدى أوكرانيا جيش جيد، لكن ليست لديهم القدرة على الدفاع بشكل كافٍ عن مجالهم الجوي أو فضائهم البحري".

وأوضحت أن اهتمام الجيش الأوكراني، بالحصول على طائرات هليكوبتر وذخائر كانت مخصصة للجيش الأفغاني، جاء بعد أن أعلن بايدن في أبريل الماضي، انسحاب القوات الأمريكية، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين وأمريكيين.

ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، من الخيارات إرسال خمس طائرات هليكوبتر روسية الصنع من طراز Mi-17 كانت تستخدمها القوات الجوية الأفغانية، لكنها كانت قيد الصيانة في أوروبا الشرقية.

وبينت الصحيفة، أن أوكرانيا تسعى أيضًا للحصول على عشرات من الطائرات الهليكوبتر "بلاك هوك"، التي عرضتها الولايات المتحدة على القوات الجوية الأفغانية لكنها لم تسلمها.

ورغم رفضه التعليق على اقتراح نقل عتاد مخصص لأفغانستان إلى أوكرانيا، فإن المتحدث باسم البنتاغون، المقدم أنطون سيميلروث، قال: "نواصل العمل مع كييف، لتقييم متطلبات القوات الأوكرانية".

إضافة إلى ذلك -حسب "وول ستريت جورنال"- يمكن أيضًا إتاحة مخزونات الذخائر والأسلحة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي في رومانيا وبلغاريا للجيش الأوكراني، إذا اتُخِذ القرار بذلك، على حد قول المسؤولين الأمريكيين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، قوله: "من الصعب العثور على معدات عسكرية في طور الإعداد وليست مستخدمة ولم تُنشر في مكان آخر، لكن وزارة الدفاع تبحث جميع الخيارات، للحصول على ما يمكن من القدرة الدفاعية لأوكرانيا بأسرع ما يمكن".

 

توازن عسكري

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين، قولهم: إن التعزيز العسكري الروسي الحالي يتجاوز بكثير القوة التي كانت عليها موسكو عامي 2014 و2015، مشيرين إلى أن التدخل الروسي في أوكرانيا، هذه المرة، يمكن أن يشمل ضربات جوية وصاروخية مكثفة.

وبينت الصحيفة، أن التعزيز العسكري الروسي الحالي على حدود أوكرانيا، دفع بعض محللي السياسة الخارجية، إلى التحذير من أن زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا، قد تثير قلق موسكو فقط، من دون تغيير التوازن العسكري.

ومع ذلك، يقول أعضاء الكونغرس والمسؤولون، الذين يحثون عن مزيد من الدعم للصحيفة: إن ذلك سيزيد مخاطر الخسائر الروسية في الصراع ، ويساعد في ردع الكرملين عن الهجوم.

كان الرئيس بايدن قال: إن الولايات المتحدة لن ترسل قواتها الخاصة إلى أوكرانيا، لكنها ستعتمد بدلاً من ذلك على التهديد بفرض عقوبات اقتصادية صارمة، مع دعم عسكري مستقبلي لكييف، بنشر قوات أمريكية إضافية بدول الناتو في أوروبا الشرقية، لثني الروس عن أي تدخل عسكري.

وكشفت "وول ستريت جورنال" أن الحرس الوطني لفلوريدا يدرب حاليًا القوات الأوكرانية داخل الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن قوات العمليات الخاصة الأمريكية شاركت أيضًا في التدريب، لكن البنتاغون رفض الكشف عن عدد الأفراد.