تنفيذ حكم الإعدام في 3 إيرانيين... هل تنتقم طهران من مواطنيها؟
أعلنت السلطة القضائية الإيرانية –الجمعة- تنفيذ أحكام الإعدام في ثلاثة رجال، أدينوا بالتورط في قتل أفراد من قوات الأمن، خلال التظاهرات التي اندلعت العام الماضي، على خلفية وفاة مهسا أميني

السياق
لم تفصلنا سوى أيام، عن آخر حُكم بالإعدام، نفذته إيران في حق مدنيين، بتهم ظاهرها جنائي وباطنها سياسي، وعلى هذه الوتيرة كانت ومازالت إيران تتصدر قائمة الدول الأكثر شراهة في تنفيذ أحكام إعدام، يقول حقوقيون إنها تقوم على تهم فضفاضة، وبعضها يفتقر إلى الأدلة، وكثير منها أحكام انتقامية.
آخرها ما أعلنته السلطة القضائية الإيرانية –الجمعة- بتنفيذ أحكام الإعدام في ثلاثة رجال، أدينوا بالتورط في قتل أفراد من قوات الأمن، خلال التظاهرات التي اندلعت العام الماضي، على خلفية وفاة مهسا أميني، حسب الرواية الرسمية والوحيدة في البلاد.
من هم؟
كانت الأحكام صدرت على مجيد كاظمي وصالح مرهاشمي وسعيد اليعقوبي، بعد إدانتهم بـ"الحرابة"، خلال تظاهرة في مدينة أصفهان (وسط)، كما ذكر موقع وكالة الأنباء التابعة للسلطة القضائية "ميزان أون لاين".
وكان حكم بالإعدام في يناير على الرجال الثلاثة، الذين اعتُقلوا في نوفمبر الماضي، على خلفية احتجاجات وسط مدينة أصفهان، وحُكم عليهم بالإعدام في يناير 2023.
وقالت الوكالة إنهم أدينوا بالانتماء إلى "جماعات غير شرعية تهدف إلى تقويض أمن البلاد والتواطؤ الذي يؤدي إلى جرائم ضد الأمن الداخلي".
وأضافت: "بحسب الأدلة وأقوال المتهمين، أدى إطلاق النار (من سلاح ناري) من هؤلاء الثلاثة إلى "استشهاد" ثلاثة من القوات الأمنية".
ونُفذ حُكم الإعدام، رغم تحذيرات منظمة العفو الدولية "من أن ثلاثة رجال يواجهون خطر الإعدام الوشيك بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات الأخيرة في إيران".
تعقيب أمريكا
الإدارة الأمريكية دخلت على الخط بتصريح من المتحدث باسم الخارجية، فيدانت باتيل، قال فيه إن الولايات المتحدة تدعو النظام الإيراني إلى الامتناع عن إعدام ثلاثة ناشطين. وأتبع: "ننضم إلى الشعب الإيراني والمجتمع الدولي في الدعوة إلى عدم إعدام ثلاثة ناشطين إيرانيين".
وأضاف:"ندعو السلطات الإيرانية إلى وقف قتل المدنيين والمحاكم الصورية".
وأكد أنه "من الواضح أن طهران لم تتعلم شيئًا من الاحتجاجات التي بدأت بوفاة أخرى، وفاة مهسا أميني".
وأكد أن هناك توافقًا بين واشنطن وحلفائها على مواجهة "قمع إيران".
وأشار إلى دعم بلاده لوضع ضغوط إضافية على الحرس الثوري، القوة العسكرية والسياسية المهمة في إيران.
وهزت حركة احتجاجية إيران، منذ وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عامًا) في 16 سبتمبر بعد ثلاثة أيام على اعتقالها من قبل شرطة الآداب، التي اتهمتها بمخالفة قواعد اللباس الصارمة المفروضة على الإناث.
إعدامات لا تنقطع
في الأسبوع الأول من هذا الشهر نفذت طهران حُكماً بالإعدام بحقّ شخصين، صدر الله فاضلي زارع ويوسف مهرداد، لإدانتهما "بتدنيس" القرآن الكريم و"إهانة" النبي محمد، وفق ما أفادت السلطة القضائية.
وقبل يومين من هذا الحُكم، أعدمت إيران المعارض حبيب شعب بتهمة الإرهاب، بعد اتهامه بأنه زعيم "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" التي تنشط في محافظة خوزستان جنوبي غرب البلاد، وفق ما أفاد مصدر قضائي.
كان القضاء الإيراني قد ثبت في 12 مارس حُكم الإعدام بحقه بتهمة "الإفساد في الأرض وتشكيل جماعة متمردة والتخطيط لعديد من العمليات الإرهابية وتنفيذها".
وفي مارس الماضي، حُكم بالإعدام على ستة متهمين بالانتماء إلى "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" بعد اتهامهم "باتباع أوامر قادتهم الأوروبيين مثل حبيب شعب".
وفي يناير هذا العام أعدمت السلطات المسؤول السابق في وزارة الدفاع علي رضا أكبري، الذي يحمل الجنسيتين البريطانية والإيرانية، المُدان بـ"التجسس" وتسريب معلومات عسكرية ونووية مهمة.
ووفق أرقام منظمة العفو الدولي، فإن إيران الثانية في العالم، من حيث عدد أحكام الإعدام المنفذة.