احتجاجات وأعمال شغب... هل تنجو البرازيل من السيناريو الأمريكي؟
المتظاهرون دعوا إلى انقلاب عسكري، مطالبين بإلغاء فوز الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في الانتخابات وسجنه

ترجمات - السياق
عنف وأعمال شغب تضرب البرازيل، أبطالها أنصار الرئيس اليميني السابق للبلاد جاير بولسونارو، لكن الشرطة تمكنت من استعادة السيطرة على المؤسسات التي اقتحمها "مثيرو الشغب" كما تصفهم الحكومة، إذ اجتاحوا المجمع الحكومي الرئيس والكونجرس والمحكمة العليا والقصر الرئاسي.
وأظهرت لقطات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حشودًا تخرب المحتويات الداخلية للمؤسسات الثلاث ببرازيليا، في مشاهد تذكر "بغزو الكابيتول" قبل عامين، من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، وفق "فايننشال تايمز".
وأكدت الصحيفة -في تقريرها- أن المتظاهرين دعوا إلى انقلاب عسكري، مطالبين بإلغاء فوز الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في الانتخابات وسجنه.
وأشارت إلى أن لولا تولى الحكم قبل أسبوع واحد فقط، ووعد بـ"توحيد الأمة" لكن -تضيف الصحفة- الرئيس اليساري سيتعرض لجملة من الضغوط من سلفه اليميني المتشدد وأنصاره، وقالت الشرطة إن 300 شخص اعتُقلوا.
وتقول الصحيف: رغم أن المباني الحكومية كانت غير مأهولة والكونغرس لم يكن منعقدًا، من المرجح أن تثير الانتهاكات الشكوك في أمن المؤسسات السياسية والقضائية بالبرازيل.
الفاشية
الرئيس المنصب حديثًا، قال: "لا سابقة في تاريخ بلدنا لما فعله هؤلاء الناس. يجب أن يعاقَبوا". متوعدًا: "سوف يدفعون بقوة القانون ثمن هذا العمل غير المسؤول، هذا العمل المناهض للديمقراطية، هذا العمل المخرب والفاشي".
وأظهرت لقطات تلفزيونية الشرطة تطلق قنابل الصوت ورذاذ الفلفل على المتظاهرين، الذين اقتحموا -بعد ذلك- الحواجز وصعدوا منحدرًا إلى سطح البرلمان، بجانب القباب المزدوجة البيضاء المميزة للمبنى.
وانتشر مقطع فيديو على الإنترنت يظهر ضابط شرطة يسقط من على حصانه، بعد أن تعرض لعنف "من المشاغبين".
وبينت مقاطع فيديو غرفًا تعرضت للنهب وأتلِف أثاثها، وملفات متناثرة على الأرض، ومياهًا من رشاشات الحريق، وأشارت الصحيفة إلى أن عديد "المتسللين" غطوا وجوههم بأقنعة، بينما نقلت عن الشرطة قبضها على 300 شخص.
لم أحرضهم
من ناحيته دخل الرئيس السابق بولسونارو، على خط الأزمة، عبر "تويتر" من مقر إقامته في فلوريدا بالولايات المتحدة، قائلًا: المظاهرات السلمية جزء من الديمقراطية، لكن الإجراءات التي جرت الأحد تجاوزت الحدود" في إشارة إلى أعمال عنف المتظاهرين، لكنه في الوقت ذاته، رفض اتهامات غريمه لولا بأنه حرض أنصاره.
يذكر أن بولسونارو وهو قائد جيش سابق، امتنع عن حضور حفل تنصيب منافسه الأسبوع الماضي، وبدلاً من ذلك سافر إلى الولايات المتحدة.
وتقول "فايننشال تايمز" إن بولسونارو مثل نظيره الأمريكي الرئيس السابق ترامب، وإنه طالما شكك في نزاهة نظام التصويت الإلكتروني بالبرازيل.
إلى ذلك قدَّم حزبه السياسي طعناً قانونياً لإلغاء نتيجة الانتخابات، لكن المحكمة رفضته.
انقلاب عسكري
ذكرت الصحيفة أن الاضطرابات وقعت، بعد أن نزل المتظاهرون إلى العاصمة في حافلات، للمشاركة في مظاهرات مدعو لها، وكانت الشرطة قد طردت المحتجين من المواقع بحلول المساء، حيث عاد الهدوء إلى حد كبير إلى الشارع الرئيس في العاصمة، حيث ظل العشرات من "المشاغبين".
وتؤكد "فايننشال تايمز" أن القوات المسلحة البرازيلية تواجه تحديًا كبيرًا، إذ يقيم عديد من الناشطين الذين يرفضون نتائج الانتخابات منذ زمن أمام القواعد العسكرية، مطالبين وزير الدفاع الجديد، خوسيه موسيو مونتيرو بانقلاب عسكري، زاعمين أن الاقتراع جرى تزويره، ويتهمون كبار القضاة بالتحيز السياسي.
وقال وزير العدل والأمن العام البرازيلي، فلافيو دينو:"هذه المحاولة العبثية لفرض الإرادة بالقوة لن تسود"، وندد نواب بارزون وحلفاء "لولا" بهذه الإجراءات، ووصفوها بأنها هجوم على الديمقراطية.
بينما كتب رودريغو باتشيكو، رئيس مجلس الشيوخ، على منصاته بوسائل التواصل الاجتماعي: "أرفض بشدة هذه الأعمال المناهضة للديمقراطية، التي يجب أن تواجه صرامة القانون بشكل عاجل".
غياب أمني
وقال جليسي هوفمان، رئيس حزب "لولا العمالي": "السلطات في المقاطعة الفيدرالية، حيث تقع برازيليا، فشلت في توفير الأمن الكافي".
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيسة قضاة المحكمة العليا، روزا ويبر تعهدت بمواجهة القائمين على هذه الأعمال قائلة: "الإرهابيون الذين شاركوا في هذه الأعمال سيحاكَمون كما ينبغي ويعاقَبون بشكل عادل".
وقال قاضٍ كبير إن منظمي وممولي الحدث، وكذلك المسؤولين الحكوميين المتورطين في "أعمال مناهضة للديمقراطية"، سيواجهون العدالة.
جو بايدن
بعد فترة وجيزة من الهجمات، أعلن حاكم برازيليا أن سكرتيرته المسؤولة عن الأمن طُردت.
وأكدت الصحيفة أن سياسيين وقادة عالميين استنكروا هذه الأعمال، وأعربوا عن دعمهم لإدارة لولا، ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الأحداث بالمشينة.
وقال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: "الديمقراطية البرازيلية سوف تتغلب على العنف والتطرف".