في ظل استمرار الاحتجاجات.. ماذا وراء هجمات داعش على إيران؟ 

ذكرت وكالة سبه نيوز الإيرانية التابعة للحرس الثوري، أن المخابرات رصدت تفجيراً بحي معالي أباد في شيراز وأحبطته.

في ظل استمرار الاحتجاجات.. ماذا وراء هجمات داعش على إيران؟ 

السياق

بعد يومين من الهجوم على "مرقد شيراز" الذي خلَّف 15 قتيلًا وتبناه تنظيم داعش، أعلنت استخبارات الحرس الثوري الإيراني إحباط هجوم بالقنابل في المدينة ذاتها، وسط استمرار الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 16 سبتمبر على خلفية وفاة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في إيران.

وقالت وكالة سبه نيوز الإيرانية التابعة للحرس الثوري: "رصدت المخابرات تفجيراً بحي معالي أباد في شيراز وأحبطته".

 

أعمال إرهابية

وربط الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بين الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش، على ذاك المرقد الشيعي والمظاهرات التي لم تستكن منذ شهر ونصف الشهر، موضحًا أن الاحتجاجات الشعبية تمهد لتلك "الأعمال الإرهابية".

وفي خطاب ألقاه من محافظة زنجان، وصف المتظاهرين بمثيري الشغب، وأن التظاهرات "تمهد الأرض لهجمات إرهابية مثل التي استهدفت مدينة شيراز جنوبي البلاد".

وفي آخر تحديث للاحتجاجات التي تطوف البلاد، مازالت القوات الأمنية الإيرانية تفرط في استخدام العنف ضد المتظاهرين ومعظمهم من النساء وطلبة المدارس والجامعات.


الأقليات
وتحديدًا في منطقة مهاباد الكردية شمالي إيران، استخدم الأمن كل وسائل قوته، لفض المسيرات وتفريق الجماهير الغاضبة، التي حاصرت مباني حكومية في المنطقة الكردية، التي تعد أهم ساحات الاحتجاج، فالشابة المقتولة على يد ما تسمى شرطة الأخلاق، التي حرك موتها جموع الغاضبين، كانت كردية، والمعروف أن الأقليات الكردية والعربية وغيرها في إيران، تعاني اضطهادًا وتهميشًا، بخلاف العنف الممنهج ضد المرأة.

وتحولت منطقة خرم آباد، غربي إيران، إلى ساحة اشتباك بين المتظاهرين الغاضبين وقوات الأمن، التي هاجمتهم في الوقت الذي تجمهروا فيه لإحياء أربعينية الشابة نيكا شاكرمي، التي سلمت السلطات جثتها إلى ذويها، بعد اختفائها من مسيرة احتجاجية في طهران.

 

إقالة مسؤولين

وفي محاولة من السلطات الإيرانية تخفيف الاحتقان بعد الأحداث الدامية التي شهدتها زاهدان، اقال النظام مسؤولَين أمنيَين، بينهما قائد شرطة المدينة.

وأعلن مجلس الأمن في سيستان بلوشستان خلاصة تحقيق أجراه في الأحداث بناء على طلب من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، ليل الخميس الجمعة.

 

 

الباسيج
أشارت تقارير حقوقية وصحفية إلى أن الأمن الإيراني وقوات الباسيج تندس داخل صفوف المتظاهرين متنكرة بلباس مدني، بينما يهاجمون المحتجين أو يخطفونهم، وكذلك تصويرهم لتتبعهم.

وفي "مهاباد" الكردية شمال غربي إيران، أضرم المتظاهرون النيران في مكتب حاكم المدينة بعدما حاصروه، عقب مشاركتهم في مراسم تشييع جنازة إسماعيل مولودي أحد المحتجين الذي قتلته قوات الأمن.

وفي "سنندج" طوَّق المتظاهرون قاعدة لقوات الباسيج، وأشعلوا النار حولها، ما أجبر قوات الأمن على التراجع.

ووسط العاصمة طهران احتدت المناوشات بين المحتجين وقوات الأمن، التي تستخدم الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع، وأظهرت مقاطع فيديو من قلب العاصمة الإيرانية المحتجين يرددون شعارات "هذا عام الدم... يسقط خامنئي، الموت للديكتاتور".

 

مسقط رأس أميني

وفي سقز، مسقط رأس أميني، أثناء إحياء ذكرى مرور أربعين يومًا على وفاتها، حضر الآلاف في مشاهد وثقتها عدسات الصحافة وجرى تداولها على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي، وهناك جرت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين الغاضبين.

ورصدت مقاطع فيديو هتافات المعزين الغاضبين باللغتين الفارسية والكردية: "المرأة، الحياة، الحرية"، و"الموت لهذا النظام الذي يقتل الأطفال".

إلى ذلك قالت الوكالة الإيرانية شبه الرسمية "إسنا": "لم تقع اشتباكات بين المعزين والشرطة في موقع الدفن، ومعظمهم كانوا يرددون شعارات كردية، وبعضهم تحرك باتجاه المدينة بنية الاشتباكات ورفع أحدهم العلم الكردي".

وأضافت الوكالة أنه "في أعقاب التدفق والاشتباكات المتفرقة التي وقعت بعد ذكرى الأربعين، انقطع الإنترنت في مدينة سقز لاعتبارات أمنية.

 

جولة جديدة

وقالت جمعية هنكاو النرويجية، المعنية بمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في محافظة كردستان، إن "قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وفتحت النار على الناس في ساحة زندان ببلدة سقز".
موجة الاحتجاجات التي لم تنكسر، ويبدو أنها ستأخذ منحنى تصاعديًا جديدًا، بعد انتشار دعوات في الداخل الإيراني والخارج، تطالب بجولة جديدة من المسيرات والتظاهرات في الشوارع، وتشكيل سلسلة بشرية في عدد من المدن العالمية.

ونقلًا عن موقع إيران إنترناشيونال المعارض، فإن مجموعة "شباب أحياء طهران" نشرت بيانًا، تطلب فيه من المواطنيين النزول إلى الشوارع يوميًا، تزامنًا مع عيد ميلاد كورش التقليدي، وهو احتفال قومي إيراني، وتوعد هؤلاء الشباب -حسب قولهم- بتحويل نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر إلى جحيم للملالي ومرتزقتهم.

 وفي تصريحات للرئيس الإيراني، أشار إلى أن "عدوًا" -لم يسمه- ينوي إعاقة تقدم البلاد، عبر أعمال الشغب هذه، التي تمهّد الطريق لأعمال إرهابية".

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان: "لن نسمح للإرهابيين والمتطفلين الأجانب، الذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان، بالعبث بالأمن القومي ومصالح البلاد".