العالم يحبس أنفاسه.. كوريا الشمالية تطلق صاروخين وسول تحذر
مع توقف المحادثات مدة طويلة، أصبحت العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في أدنى مستوياتها منذ سنوات، مع إعلان كيم جونغ أون أن وضع بيونغ يانغ كقوة نووية لا رجعة فيه.

السياق
في أحدث عملية إطلاق صاروخية تجريها بيونغ يانغ، أعلن الجيش الكوري الجنوبي إطلاق صاروخين بالستيين قصيري المدى الجمعة، في وقت حذرت سيول من أن كيم جونغ أون قد يكون على وشك إجراء تجربة نووية أخرى.
تأتي عمليتا الإطلاق الصاروخيتان، في أعقاب استكمال كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تمارين عسكرية برمائية بحرية مشتركة استمرت 12 يومًا، وقبل أيام معدودة على بدء تدريبات جوية بمشاركة أكثر من 200 طائرة مقاتلة أميركية وكورية جنوبية.
هذه التمارين تثير غضب بيونغ يانغ، التي تعدها تدريبات على غزو، وبررت مرارًا تجاربها الصاروخية بوصفها "تدابير مضادة" ضرورية لما تراه عدوانًا أمريكيًا.
وقال الجيش الكوري الجنوبي إنه "رصد إطلاق صاروخين بالستيين من منطقة تونغتشون بغوانغوون، في إشارة إلى إقليم يقع على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية.
عمليات الرصد
وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية في بيان إن "جيشنا كثف عمليات الرصد والمراقبة، وهو على أهبة الاستعداد بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة".
ومع توقف المحادثات مدة طويلة، أصبحت العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في أدنى مستوياتها منذ سنوات، مع إعلان كيم جونغ أون -الشهر الماضي- أن وضع بيونغ يانغ كقوة نووية "لا رجعة فيه"، ما أدى إلى إنهاء المفاوضات بشأن برامجه للأسلحة المحظورة.
وحذرت سيول وواشنطن مرارًا من أن بيونغ يانغ قد تكون على وشك إجراء تجربة نووية أخرى للمرة الأولى منذ 2017 بعد سلسلة عمليات إطلاق لصواريخ بالستية في الأسابيع الأخيرة.
وأعلن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول –الثلاثاء- أمام البرلمان أن بيونغ يانغ على ما يبدو "استكملت الاستعدادات لتجربة نووية سابعة".
وقالت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية –الأربعاء- إن تجربة نووية كورية شمالية ستستدعي "ردًا قويًا غير مسبوق"، وتعهدت برص الصفوف بين الحلفاء الأمنيين الإقليميين.
منطقة عازلة
وأطلقت كوريا الشمالية هذا الشهر قذائف مدفعية عدة نحو "المنطقة العازلة" البحرية التي أنشئت عام 2018 للحد من التوتر بين البلدين، خلال فترة فشلت فيها المساعي الدبلوماسية.
كما أعلنت إجراء "تدريبات نووية تكتيكية" حاكت فيها قصف كوريا الجنوبية بصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.
وذكرت تقارير –الاثنين- أن سفينة كورية شمالية عبرت الحدود البحرية المتوترة، ما أدى إلى تبادل طلقات تحذيرية.
ونشرت وسائل إعلام رسمية كورية شمالية مؤخرًا عددًا من البيانات الصادرة عن الجيش دانت فيها "مناورات العدو الحربية" ودعت إلى وقفها.
استفزازات
تأتي التطورات في إطار تزايد كبير هذا العام لما تعده سيول "استفزازات" من كوريا الشمالية، بما في ذلك إطلاق صاروخها الأبعد مسافة على الإطلاق، الذي حلّق فوق اليابان، ما دفع السلطات لتوجيه تحذيرات إخلاء قلما تحدث.
وردًا على ذلك أجرت سيول تدريبات بالذخيرة الحية، بينما نشرت الولايات المتحدة مجددًا حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية في المنطقة، لإجراء تمارين ثلاثية واسعة شاركت فيها طوكيو.
ويقول محللون إن بيونغ يانغ استغلت حالة الجمود في الأمم المتحدة، لإجراء مزيد من تجارب الأسلحة.
وفي اجتماع لمجلس الأمن الدولي مؤخرًا، لمناقشة إطلاق بيونغ يانغ الصاروخ فوق اليابان، حملت الصين حليفة كوريا الشمالية، واشنطن المسؤولية في التسبب بعمليات التجارب الصاروخية.
ومجلس الأمن منقسم منذ أشهر بشأن الرد على طموحات بيونغ يانغ النووية، مع انحياز روسيا والصين إلى كوريا الشمالية، بينما تطالب الدول الأخرى في المجلس بفرض عقوبات.
وجعل كيم مسألة تطوير الأسلحة النووية التكتيكية، أي أسلحة أصغر حجمًا جاهزة للاستخدام في ساحة المعركة، أولوية.
وحذرت سيول مؤخرًا من أن كوريا الشمالية قد تكون بصدد الاستعداد لإجراء تجارب نووية متتالية، في إطار تلك المساعي.