هل تواطأ النظام الإيراني مع داعش لضرب مرقد شيراز؟
قال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان: لن نسمح للإرهابيين والمتطفلين الأجانب، الذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان، بالعبث بالأمن القومي ومصالح البلاد.

السياق
لم يفلت الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش على أحد "المراقد" الشيعية في شيراز وخلَّف 15 قتيلًا، إذ ربط بينه وبين المظاهرات التي لم يهدأ لهيبها منذ 41 يومًا، موضحًا أن الاحتجاجات الشعبية تمهد لتلك الأعمال الإرهابية.
وفي خطاب ألقاه من محافظة زنجان، وصف المتظاهرين بمثيري الشغب، وأن التظاهرات "تمهد الأرض لهجمات إرهابية مثل التي استهدفت أمس مدينة شيراز جنوبي البلاد".
العدو
وأشار رئيسي إلى أن "العدو ينوي إعاقة تقدم البلاد، عبر أعمال الشغب هذه التي تمهّد الطريق لأعمال إرهابية".
في السياق ذاته قال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان: "لن نسمح للإرهابيين والمتطفلين الأجانب، الذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان، بالعبث بالأمن القومي ومصالح البلاد".
وزير خارجية #إيران: الهجوم على #ضريح_شيراز لن يمر دون رد#السياق pic.twitter.com/ODGkC2Q0QH
— السياق (@alsyaaq) October 27, 2022
مهسا أميني
"الحادث الإرهابي" الذي وقع في خضم حركة ثورية تجوب البلاد، واشتعلت شراراتها بقتل الشابة الكردية مهسا أميني، على يد ما تسمى شرطة الأخلاق، أثار شكوكـًا واسعة بتورط النظام الإيراني فيه، كمحاولة لتشتيت المتظاهرين وإلقاء اللوم عليهم، فنظام خامنئي معروف بصلته بتنظيم داعش الإرهابي، كما أنه تاريخيًا كان مأوى لقيادات تنظيم القاعدة، الذي خرجت داعش من رحمه.
وما يعزز هذه الشكوك أن الحادث وقع في ذكرى مرور أربعين يومًا على قتل مهسا أميني "22 عامًا" وسط مخاوف السلطة من تصاعد الاحتجاجات وتوسيع رقعتها.
المرأة... الحرية
في سقز، مسقط رأس أميني، حضر الآلاف في مشاهد وثقتها عدسات الصحافة وجرى تداولها على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي إلى موقع دفنها لإحياء ذكرى مرور 40 يومًا على وفاتها، وهناك جرت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين الغاضبين.
ورصدت مقاطع فيديو هتافات المعزين الغاضبين باللغتين الفارسية والكردية: "المرأة، الحياة، الحرية"، و "الموت لهذا النظام الذي يقتل الأطفال".
إلى ذلك قالت الوكالة الإيرانية شبه الرسمية "إسنا": "لم تقع اشتباكات بين المعزين والشرطة في موقع الدفن، ومعظمهم كانوا يرددون شعارات كردية، وبعضهم تحرك باتجاه المدينة بنية الاشتباكات ورفع أحدهم العلم الكردي".
وأضافت الوكالة أنه "في أعقاب التدفق والاشتباكات المتفرقة التي وقعت بعد الاحتفال الأربعين، انقطع الإنترنت في مدينة سقز لاعتبارات أمنية".
سلسلة بشرية
وقالت جمعية هنكاو النرويجية، المعنية بمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في محافظة كردستان، إن "قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وفتحت النار على الناس في ساحة زندان ببلدة سقز".
موجة الاحتجاجات التي لم تنكسر، ويبدو أنها ستأخذ منحنى تصاعديًا جديدًا، بعد انتشار دعوات في الداخل الإيراني والخارج، تطالب بجولة جديدة من المسيرات والتظاهرات في الشوارع، وتشكيل سلسلة بشرية في عدد من المدن العالمية.
كورش
حسب موقع إيران إنترناشيونال نشرت مجموعة "شباب أحياء طهران" بيانًا، طلبت فيه من المواطنيين النزول إلى الشوارع يوميًا، تزامنًا مع عيد ميلاد كورش التقليدي، وهو احتفال قومي إيراني، وتوعد هؤلاء الشباب -حسب قولهم- بتحويل نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر إلى جحيم للملالي ومرتزقتهم.
وسط طهران احتدت المناوشات بين المحتجين وقوات الأمن، التي تستخدم الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع، وأظهرت مقاطع فيديو من قلب العاصمة الإيرانية المحتجين يرددون شعارات "هذا عام الدم... يسقط خامنئي، الموت للديكتاتور".
العنف الممنهج الذي يستخدمه الأمن الإيراني وقوات الباسيج، مدعومين من الحرس الثوري، وصل مداه إلى مهاجمة الأطباء بالغاز المسيل والرصاص المطاطي، بعد وقفة احتجاجية للكوادر الطبيبة اعتراضًا على وجود القوات الأمنية في المستشفيات التي يتلقى فيها المتظاهرون العلاج.
من ناحيته أعلن نائب رئيس هيئة النظام الطبي في طهران، مويد علويان، استقالته، احتجاجًا على عنف الأمن مع الأطباء، وقال في نص استقالته: "مشاهد مريرة لا تُنسى لهجوم قوات الأمن على طبيبات".