بعد استقالة الريسوني... مَنْ يخلف صاحب الأزمات وظِل القرضاوي في المنصب؟

رجح مراقبون أن يكون علي القره داغي، الخليفة المحتمل على رأس الاتحاد المثير للجدل، خاصة أنه يعد أحد المقربين من الرئيس السابق يوسف القرضاوي، فضلًا عن علاقته بجماعة الإخوان.

بعد استقالة الريسوني... مَنْ يخلف صاحب الأزمات وظِل القرضاوي في المنصب؟
أحمد الريسوني

السياق

بعد مشوار حافل بالجدل ومشوب بالفتنة وملغم بـ«الفتاوى الشاذة»، ترجل رئيس ما يعرف بـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» أحمد الريسوني عن امتطاء جواده «المغرور»، بعد أزمته الأخيرة التي عدَّها آراء راسخة.

فالرجل الذي كان يوصف بـ«ظِل القرضاوي»، في إشارة إلى رئيس ما يعرف بـ«اتحاد علماء المسلمين» السابق يوسف القرضاوي، أعلن –الأحد- تقديم استقالته من رئاسة الاتحاد، قائلًا إن قراره جاء «تمسكـًا مني بمواقفي وآرائي الثابتة الراسخة، التي لا تقبل المساومة وحرصًا على ممارسة حريتي في التعبير، بلا شروط ولا ضغوط».

وفي رسالة نشرها على موقعه الإلكتروني، قال الداعية المغربي إنه «في تواصل وتشاور مع فضيلة الأمين العام للاتحاد الدولي لعلماء المسلمين علي القره داغي، لتفعيل قرار الاستقالة وفق مقتضيات النظام الأساسي للاتحاد».

إلا أن ما يعرف بـ«اتحاد علماء المسلمين»، لم يتمهل سويعات بل دقائق قليلة، حتى أعلن موافقته على الاستقالة، في إشارة إلى أنه كان ينتظرها بفارغ الصبر، لينهي بذلك مسيرة رجل ترأس اتحادًا بات ساحة خلفية لتنظيم الإخوان المسلمين وأصحاب الأفكار المتطرفة.

وقال «اتحاد علماء المسلمين» -في بيان- إن مجلس الأمناء يوافق على الاستجابة لرغبة الشيخ أحمد الريسوني، بالاستقالة من رئاسة الاتحاد، مشيرًا إلى أن استقالة الريسوني أحيلت إلى الجمعية العمومية الاستثنائية كونها جهة الاختصاص للبت فيها في مدة أقصاها شهر.

 

تصريحات جدلية

استقالة الريسوني جاءت في أعقاب تصريحات مثيرة للجدل، قال فيها إن «المغاربة مستعدون للزحف نحو تندوف لتحرير صحرائهم»، مشيرًا إلى أنه «حتى وجود موريتانيا غلط، فضلًا عن الصحراء، والمغرب يجب أن يعود كما كان قبل الغزو الأوروبي».

وأشار إلى أن قضية الصحراء «صناعة استعمارية وللأسف فإن بلدانًا شقيقة عربية ومسلمة -مثل المغرب- متواطئة في محاولة التقسيم هذه».

وبينما أثارت تصريحاته انتقادات واسعة، لم يفلح بيان توضيحه الذي قال فيه: «لا تفريق عندي ولا مفاضلة بين مغربي وجزائري أو مغربي وموريتاني أو مغربي وتونسي أو مغربي وليبي، بل المسلمون كلهم إخوتي وأحبتي»، عن المطالبة بإقالته من على رأس الاتحاد، الذي يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرًا له.

وامتدت المطالبات إلى حل ما يعرف بـ«اتحاد علماء المسلمين»، بينما اتهم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبدالرزاق قسوم، الريسوني، بتحويل ذلك الاتحاد إلى أداة لتفريق المسلمين وتشتيتهم بل و«سفك دمائهم، مادام يدعو إلى الزحف على تندوف وموريتانيا، وهذا عدوان على المواطنين في الجزائر وموريتانيا».

ذلك الجدل الذي أثاره الريسوني، بتصريحاته الأخير، وضع مستقبل ما يعرف بـ«اتحاد علماء المسلمين» على المحك، وأثار تساؤلات عن خليفة الرجل المحتمل، وهل يكون قادرًا على محو زلات سلفه، التي زلزلت كيان الاتحاد المنضوين تحت لوائه.

 

خليفة الريسوني

بعد إعلان الريسوني في استقالته أنه «في تواصل وتشاور مع فضيلة الأمين العام للاتحاد الدولي لعلماء المسلمين علي القره داغي، لتفعيل قرار الاستقالة وفق مقتضيات النظام الأساسي للاتحاد»، رجح مراقبون أن يكون الأخير الخليفة المحتمل على رأس الاتحاد المثير للجدل، خاصة أنه يعد أحد المقربين من الرئيس السابق يوسف القرضاوي، فضلًا عن علاقته بجماعة الإخوان.

وبحسب مراقبين، فإن تلك المؤهلات التي يمتلكها القرة داغي، جعلته الأوفر حظًا لخلافة الريسوني، خاصة أن تنظيم الإخوان لن يتوانى لحظة عن مساندته للوصول إلى كرسي رئاسة الاتحاد، أملًا في تمرير أجندة التنظيم «التخريبية».

وأشار المراقبون إلى أن تنظيم الإخوان ينظر لما يعرف بـ«اتحاد علماء المسلمين»، على أنه أحد الأدوات الفاعلة للتوغل في المجتمعات، خاصة أن منتسبيه من رجال الدين، الذين لديهم جزء من المصداقية داخل مجتمعاتهم.

 

علي القرة داغي

وُلد علي محيي الدين القره داغي ونشأ في قره داغ بإيران، ثم انتقل إلى العاصمة العراقية بغداد، حيث حصل على بكالوريوس الشريعة الإسلامية، ومنها إلى العاصمة المصرية القاهرة لدراسة الماجستير والدكتوراه في جامعة الأزهر.

انتقل القرة داغي إلى قطر وحصل على جنسيتها، ليعمل أستاذًا ورئيسًا لقسم الفقه والأصول بكلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وعضوًا في هيئة الفتوى والرقابة الشرعية لعدد من البنوك الإسلامية وشركات التأمين الإسلامي في قطر.

انتخب لأول مرة أمينًا عام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في يونيو 2010 خلفًا للمصري محمد سليم العوا المرشح السابق للانتخابات الرئاسية.

تضاعفت وتيرة فتاواه، حينما كان علي القره داغي أمينًا عامًا لاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في مهاجمة بعض الدول العربية.