العراق... ماذا وراء اعتزال مقتدى الصدر العمل السياسي؟
منع مكتب الصدر أنصاره من رفع الأعلام والشعارات والهتافات السياسية باسم التيار. كما منع الحديث باسم التيار في وسائل الإعلام ومنصات التواصل، مغلقًا جميع الحسابات

السياق
في تطور لافت، من شأنه تعقيد الأزمة السياسية في العراق، أعلن الزعيم الشيعي البارز، مقتدى الصدر، اعتزاله العمل السياسي، بعد ساعات على إصدار المرجع كاظم الحائري، بيانًا انتقد فيه التيار الصدري.
وبمجرد إعلان الصدر قرار اعتزاله، خرج العشرات من أنصاره في احتجاجات بالمنطقة الخضراء، قبل أن تفضهم السلطات مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
وأظهرت مقاطع فيديو مجموعة من أنصار التيار الصدري، تتجه لمقر اعتصام الإطار التنسيقي، وسط مظاهرات عمَّت المنطقة.
إلى ذلك، منع مكتب الصدر أنصاره من رفع الأعلام والشعارات والهتافات السياسية باسم التيار. كما منع الحديث باسم التيار في وسائل الإعلام ومنصات التواصل، مغلقًا جميع الحسابات.
قرار الاعتزال
وقال الصدر -في بيان عبر "تويتر"- إنه يعتزل العمل السياسي نهائيًا بعد أن "أردت أن أقوِّم الاعوجاج الذي كان السبب فيه القوى السياسية الشيعية".
وأعلن الصدر في بيانه، إغلاق المؤسسات التابعة للتيار الصدري باستثناء "المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل صدر".
وقال إن اعتزال الحائري "لم يكن بمحض إرادته"، مضيفا: "إنني لم أدعِ يومًا العصمة ولا الاجتهاد ولا حتى (القيادة)، إنما أنا آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر... وما أردت إلا أن أقرِّبهم (القوى السياسية الشيعية) إلى شعبهم وأن يشعروا بمعاناته".
وألمح إلى احتمال تعرُّضه للاغتيال، بعد أن ختم بيانه بقوله: "إن مت أو قتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء".
الحائري يوصي
يذكر أن المرجع الشيعي الرفيع كاظم الحائري، كان قد أصدر بيانًا أعلن فيه عدم الاستمرار كمرجع ديني و"إسقاط جميع الوكالات والاُذونات الصادرة من قِبلنا أو من قِبل مكاتبنا وعدم استلام أي حقوق شرعيّة من قِبل وكلائنا وممثّلينا نيابة عنّا، من تاريخ إعلاننا هذا"، وفقًا للبيان.
وبرر الحائري قراره بـ "المرض والتقدم في السن" وطالب بـ "إطاعة الوليّ قائد الثورة الإسلاميّة عليّ الخامنئي" على اعتبار أنه "الأجدر والأكفأ لقيادة الاُمّة وإدارة الصراع مع قوى الظلم".
وأضاف البيان: "على أبناء الشهيدين الصدرين أن يعرفوا أنّ حبّ الشهيدين لا يكفي ما لم يقترن الإيمان بنهجهما بالعمل الصالح والاتباع الحقيقيّ لأهدافهما التي ضحّيا بنفسيهما من أجلها، ولا يكفي مجرّد الادعاء أو الانتساب، ومن يسعى لتفريق أبناء الشعب والمذهب باسم الشهيدين الصدرين، أو يتصدّى للقيادة باسميهما فاقد للاجتهاد أو لباقي شروط القيادة الشرعيّة فهو -في الحقيقة- ليس صدريّاً مهما ادعى أو انتسب".
إلى ذلك، أصدر الحائري وهو مرجع ديني تتلمذ على يد، محمد الصدر، (والد مقتدى)، توصيات عدة للشعب العراقي أبرزها "الحفاظ على الوحدة والانسجام في ما بينهم وعدم التفرقة"، إضافة إلى "تحرير العراق من أي احتلال أجنبي ومن أي وجود لأية قوة أمنية أو عسكرية".
وتابع: "على العلماء وطلبة الحوزة الدينيّة والنخب الثقافية والكتّاب الواعين والمخلصين، العمل على توعية أبناء الشعب، حتّى يميّزوا بين العدوّ والصديق، ويدركوا حقيقة مصالحهم، لكي لا يتمّ استغفالهم والاستخفاف بهم ونزع الطاعة منهم".
شلل سياسي
قررت المحكمة الاتحادية العليا -الاثنين- النظر بالدعاوى إلى الغد بلا مرافعة.
ويعيش العراق منذ انتخابات أكتوبر 2021 البرلمانية حالة شلل سياسي، مع العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة، في ظل خلافات سياسية متواصلة.
وارتفع التصعيد بين التيار الصدري وخصومه في الإطار التنسيقي، في 30 يوليو عندما باشر مناصرو الصدر اعتصامًا عند مبنى البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء، مطالبين بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.
ورد أنصار الإطار التنسيقي، وهو تجمع لفصائل شيعية موالية لإيران، باعتصامات مماثلة يطالبون فيها بالحفاظ على مؤسسات الدولة والالتزام بالشرعية الدستورية، في أعقاب مطالبات التيار الصدري بحل البرلمان.