تقرير سري للأمم المتحدة: ميناء إيراني مصدر تهريب الأسلحة للحوثيين

تقرير سري للأمم المتحدة.. أدلة جديدة على تورط إيران في تهريب الأسلحة للحوثيين

تقرير سري للأمم المتحدة: ميناء إيراني مصدر تهريب الأسلحة للحوثيين

ترجمات - السياق

كشف تقرير سري للأمم المتحدة، أن من المرجح أن تكون آلاف الأسلحة، التي صادرتها الولايات المتحدة، على طول طرق الإمداد للحوثيين في اليمن، مصدرها ميناء "جاسك" جنوبي شرق إيران، وفقاً لما نقلته صحيفة وول ستريت الأمريكية عن التقرير.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير بموقعها الإلكتروني، أنه من المرجح أن يكون مصدر الآلاف من قاذفات الصواريخ والمدافع الرشاشة وبنادق القنص وغيرها من الأسلحة التي صادرتها البحرية الأميركية في بحر العرب، في الأشهر الأخيرة، ميناء "جاسك" الإيراني.

 

أدلة جديدة

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن تقرير الأمم المتحدة السري يقدم أدلة جديدة أكثر تفصيلاً، على أن طهران تصدر الأسلحة إلى اليمن وأماكن أخرى.

ونقلت عن التقرير، الذي أعدته لجنة من الخبراء تابعة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، استخدام قوارب خشبية صغيرة ووسائل النقل البري، في محاولات تهريب أسلحة مصنوعة في الصين وروسيا وإيران، في الطرق المؤدية إلى اليمن، التي حاول الجيش الأمريكي إغلاقها.

وحسب المقابلات التي أجرتها اللجنة الأممية مع أطقم القوارب اليمنيين، ووفقاً لبيانات أجهزة الملاحة التي كانت في القوارب، فإن هذه القوارب غادرت من ميناء "جاسك" الإيراني.

ولفتت الصحيفة، إلى أن إيران تنفي تزويد الحوثيين بالأسلحة، وأنها أبلغت لجنة الأمم المتحدة بأنها لم تبع أسلحتها ولم تنقلها ولم تصدرها إلى اليمن، بينما رفض متحدث باسم البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة التعليق على التقرير.

ووفقاً للصحيفة، فإن "جاسك" كان ميناءً غير معروف، تُصدَّر من خلاله الفواكه والخضروات إلى عمان، لكنه أصبح مدينة ساحلية صغيرة جنوبي شرق إيران، نمت أهميتها الاستراتيجية خلال العقد الماضي، إذ استضاف عام 2008 قاعدة بحرية، وشهد افتتاح محطة لتصدير النفط العام الماضي.

 

دعم إيران للحوثيين

ويقول مسؤولون أمريكيون لـ "وول ستريت جورنال" إن "جاسك" كان يستخدم نقطة انطلاق للحرس الثوري الإيراني في بعض الأحيان، إلا أن التقرير الأممي الجديد يقدِّم أول دليل مُفصل لشحنات أسلحة محددة متعلقة بالميناء.

وقال التقرير إن استمرار قدرة الحوثيين في اليمن بالحصول على الأسلحة، ساعدهم في الاستمرار في الحرب الأهلية التي استمرت 7 سنوات، رغم تدخل التحالف العربي، الذي استخدم القوات الجوية لقصف مواقع المتمردين، إذ يسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية ومينائها الرئيس الحديدة.

ورأت الصحيفة أن النتائج التي توصلت إليها لجنة الأمم المتحدة، والتي قالت إنها جزء من تقرير أوسع للعقوبات على اليمن اطلعت عليه، تقدِّم نظرة تفصيلية نادرة لدعم إيران المزعوم للجماعات المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وفحصت لجنة الأمم المتحدة شحنتين، صادرتهما البحرية الأمريكية عام 2021، ومن المرجح أن يكون مصدرها ميناء "جاسك"، حسب التقرير.

وتابع التقرير: "اعترضت البحرية الأمريكية قاربًا خشبيًا صغيرًا جنوبي باكستان في بحر العرب في مايو 2021 بعد مغادرته ميناء جاسك، وقد كان القارب يحتوي على 2556 بندقية و292 رشاشاً وبنادق قنص مصنوعة في الصين عام 2017، فضلاً عن 164 رشاشاً و194 قاذفة صواريخ مماثلة لتلك المصنوعة في طهران، كما كانت السفينة تحتوي أيضاً على تلسكوبات خاصة بالأسلحة النارية مصنوعة في بيلاروسيا، وقد أبلغت مينسك الأمم المتحدة بأن سُلِّمت إلى القوات المسلحة الإيرانية بين عامي 2016 و2018، لكن بعثة بيلاروسيا في الأمم المتحدة لم ترد على طلب الصحيفة للحصول على تعليق، بينما عُثر على أسلحة أخرى جاءت من روسيا وبلغاريا، كما أن الأجهزة الخاصة بالأسلحة الحرارية التي ضُبطت في يونيو 2021 عند معبر بين عمان واليمن صُنعت أيضاً من خلال شراكة إيرانية صينية".

 

مصادرات أمريكية

وذكر التقرير أن "الأسلحة التي عُثر عليها توضح أن الإمداد نمط شائع، وأنه في الغالب من المخزونات الحكومية، من خلال استخدام القوارب في نقل الأسلحة إلى اليمن والصومال في بحر العرب".

وأكدت لجنة الأمم المتحدة أنها لا تستطيع تحديد الجهة المقصود توصيل الأسلحة التي عُثر عليها إليها، لكن المواقع التي صودرت فيها، والتي تشمل خليج عدن والمياه الباكستانية والصومالية، كانت الولايات المتحدة قد وصفتها بأنها طرق عبور شحنات طهران للحوثيين.

وأوضح التقرير أنه في فبراير 2021، صادرت الولايات المتحدة قارباً خشبياً يحتوي على أسلحة ويديره طاقم يمني، حيث كان على وشك نقل الشحنة الموجودة فيه إلى سفينة صغيرة أخرى بالقرب من الصومال، مشيراً إلى أن القارب كان يحمل 3752 بندقية هجومية من المرجح أن تكون من طهران، بالنظر إلى خصائصها التقنية، ومئات الأسلحة الأخرى مثل الرشاشات وقاذفات الصواريخ.

وحسب الصحيفة، فقد أعلنت البحرية الأمريكية، الشهر الماضي، أنها صادرت 8700 قطعة سلاح بما في ذلك 1400 بندقية هجومية من طراز AK-47 و226600 طلقة ذخيرة من داخل قارب صيد فيه طاقم يمني، وحينها أكدت الولايات المتحدة أن الأسلحة جاءت من طهران.

 

طرق جديدة

وحسبما نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس فإن "الأسلحة التي صودرت في ديسمبر الماضي كانت مثالاً جديداً على مدى تأثير النشاط الإيراني الخبيث في إطالة أمد الحرب في اليمن"، مؤكداً أن الأسلحة التي تم تهريبها كانت تساعد الحوثيين في مساعيهم للاستيلاء على مدينة مأرب الاستراتيجية".

كما نقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أمريكي كبير، لم تسمه، قوله: "طالما طورت إيران طرقاً جديدة لتوصيل الأسلحة إلى اليمن، ولا تتوقف عن ذلك، ففي كل مرة نقوم فيها بعمليات مصادرة، تجد طهران طريقة جديدة لنقل أسلحتها".