احتجاجات عنيفة تهز كازاخستان.. مقتل العشرات وقوات روسية تتدخل
اندلعت الاحتجاجات في مدن وبلدات عدة بكازاخستان، بعدما رفعت السلطات سقف أسعار الوقود، ما تسبب في ارتفاع الأسعار، لكنّ الخطوة الحكومية لخفض الأسعار تلبية لمطالب المحتجين، لم تسهم في تهدئة غضبهم.

ترجمات - السياق
تشهد مدن كازاخستان، احتجاجات غير مسبوقة تحولت إلى أعمال شغب، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المتظاهرين والقوات الأمنية، بينما أجبرت الاحتجاجات الرئيس قاسم جومارت توكاييف على إقالة الحكومة، وإعلان حالة الطوارئ، لكن قراراته لم تخمد حركة الاحتجاجات العنيفة.
واندلعت الاحتجاجات في مدن وبلدات عدة بكازاخستان، بعدما رفعت السلطات سقف أسعار الوقود، ما تسبب في ارتفاع الأسعار، لكنّ الخطوة الحكومية لخفض الأسعار تلبية لمطالب المحتجين، لم تسهم في تهدئة غضبهم.
وهزت الاشتباكات صورة كازاخستان، كبلد مستقر سياسياً ويخضع لسيطرة محكمة، استغلتها لجذب استثمارات أجنبية بمئات المليارات من الدولارات، في قطاعي النفط والمعادن على مدى ثلاثة عقود، منذ الاستقلال.
وتعطلت منصات التواصل الكبرى "واتساب وتلغرام وسيغنال" في كازاخستان الأربعاء، بينما حجبت مواقع وسائل الإعلام المستقلة على ما يبدو.
مقتل العشرات
ونقلت وكالات "إنترفاكس-كازاخستان وتاس ونوفوستي" عن المتحدث باسم قوة الشرطة سالتانات أزيربك قوله إن "القوى المتطرفة حاولت الليلة الماضية، اقتحام مبان إدارية وقسم شرطة مدينة ألماتي، إضافة إلى الإدارات المحلية ومراكز الشرطة"، وأضاف: "قبضنا على عشرات المهاجمين ويجرى التعرف إلى هوياتهم".
وتابع المتحدث أن عملية "لمكافحة الإرهاب" تجرى في أحد أحياء ألماتي، العاصمة الاقتصادية لهذا البلد الواقع في آسيا الوسطى، التي شهدت أعنف أعمال الشغب.
وذكرت "واشنطن بوست" أن هذه المظاهرات غير المسبوقة، تُعد أعنف احتجاجات ضد الحكومة الكازاخستانية، منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، مشيرة إلى أن نزارباييف -81 عامًا- يدير البلاد من الكواليس رغم استقالته رسميًا عام 2019، وتولي قاسم جومارت توكاييف شؤون البلاد ظاهريًا.
وقال توكاييف، إنه من اليوم يتولى مهام رئيس مجلس الأمن، وهو المنصب الذي كان الرئيس السابق نور سلطان نزاربايف قد عُين له مدى الحياة.
رفض رفع الأسعار
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن المحتجين اقتحموا المباني العامة في مدينة ألماتي في الخامس من يناير، في الوقت الذي تكافح فيه الشرطة للسيطرة على الأوضاع، بعد استقالة الحكومة استجابةً للغضب من أسعار الوقود.
وحسب "واشنطن بوست" بدأت حركة الاحتجاج، الأحد، بعد ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال في مدينة جاناوزن غربي البلاد، قبل أن تمتد إلى مدينة أكتاو الكبيرة على شواطئ بحر قزوين، ثم إلى ألماتي.
وحاولت الحكومة في البداية تهدئة المتظاهرين، لكن من دون جدوى، عبر الموافقة على خفض سعر الغاز الطبيعي المسال.
وقال التلفزيون الكازاخستاني: إن مدير مصنع لمعالجة الغاز ومسؤولًا آخر اعتُقلا في منطقة مانجيستاو حيث تقع جاناوزن. وأضاف أنهما متهمان بـ"زيادة سعر الغاز من دون سبب"، ما "أدى إلى احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء البلاد".
مخاوف موسكو
وترى "واشنطن بوست" أن هذه المظاهرات، تأتي وسط مخاوف من أن تمتد هذه الاضطرابات إلى جميع أنحاء المنطقة، مشيرة إلى أن موسكو تعُد كازاخستان جزءًا من دائرة نفوذها.
وأوضحت، أن رد فعل الكرملين كان سلبيًا تجاه الاضطرابات السياسية في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة -لا سيما في أوكرانيا وبيلاروسيا- خوفًا من إضعاف يد روسيا، وربما إلهام المعارضة في الداخل ضد الرئيس فلاديمير بوتين.
وأشارت إلى أن هذه التظاهرات مختلفة، لأنها امتدت إلى مدن كازاخستانية عدة، ووصلت إلى أهم المدن، حيث اقتحم المتظاهرون الأربعاء مبنى البلدية ومباني حكومية أخرى، في مدينة ألماتي، أكبر مدن كازاخستان.
وكشفت أنه شوهد تصاعد دخان أسود كثيف من النوافذ، مشيرة إلى أنه بينما لم تتحرك القوات الأمنية في بعض المدن لتفريق الحشود، إلا أنها اشتبكت مع متظاهرين في مدن أخرى.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، متابعتها تطورات الوضع في كازاخستان، مؤكدة عدم وجود مصابين روس، وأوضحت أنها تؤيد تطبيع الوضع في كازاخستان من خلال الحوار، وليس بأعمال الشغب.
وأعلن السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أن كازاخستان لم تلجأ إلى روسيا طلبًا للمساعدة، بسبب الاضطرابات في عدد من المدن الكبرى، معلنًا أن الكرملين يرفض التدخل الخارجي، ومن المهم ألا يتدخل أحد من الخارج.
روسيا تتدخل
إلى ذلك، أعلنت روسيا وحلفاؤها، إرسال الكتيبة الأولى من قوات حفظ السلام إلى كازاخستان، التي تشهد أعمال شغب فوضوية، أسفرت عن عشرات القتلى.
وقال التحالف العسكري، في بيان نشرته على "تلغرام" المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية ماريا زاخاروفا: "أرسلنا قوة جماعية لحفظ السلام، من منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان لفترة محدودة، لضمان استقرار الوضع وتطبيعه".