ما أسباب توتر العلاقات بين السعودية وباكستان في السنوات الأخيرة؟

نقلت الوكالة عن صحيفة سنغافورة بوست قولها، إن الاجتماع بين قريشي والمالكي، يؤكد أن طريقة الجلوس يمكن أن تؤثر في الدبلوماسية، بينما تقول صحيفة ذا نيو آراب، إن طريقة جلوس قريشي عُدَّت مسيئة من قبل العديد من السعوديين، الذين يرون أن الوزير الباكستاني أهان سفيرهم.

ما أسباب توتر العلاقات بين السعودية وباكستان في السنوات الأخيرة؟
العلاقات بالمملكة العربية السعودية، مفتاح القبول السياسي في الداخل الباكستاني

ترجمات - السياق

رغم أن باكستان والمملكة العربية السعودية، تربطهما علاقات دبلوماسية وعسكرية عميقة، فإن العلاقات بينهما توترت في السنوات الأخيرة، بعدما ورد أن إسلام أباد رفضت طلباً من الرياض، للمساهمة بقوات في حرب اليمن، بحسب الوكالة الآسيوية الدولية "إيه إن آي".

وقالت الوكالة، في تقرير نشرته بموقعها الإلكتروني، إن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، أثار غضب السعوديين مرة أخرى، أثناء اجتماعه بالسفير السعودي نواف بن سعيد المالكي في 28 ديسمبر 2021.

وأوضحت الوكالة أنه عند استقبال المالكي في إسلام آباد، كان قريشي جالساً واضعاً إحدى رجليه فوق الأخرى، بينما كانت رجله تشير إلى اتجاه السفير السعودي.

قمة الوقاحة

ونقلت الوكالة عن صحيفة سنغافورة بوست قولها، إن الاجتماع بين قريشي والمالكي، يؤكد أن طريقة الجلوس يمكن أن تؤثر في الدبلوماسية، بينما تقول صحيفة ذا نيو آراب، إن طريقة جلوس قريشي عُدَّت مسيئة من قبل العديد من السعوديين، الذين يرون أن الوزير الباكستاني "أهان سفيرهم".

وأشارت الوكالة، إلى أن العديد من السعوديين، لجأوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، للتعبير عن رفضهم لطريقة جلوس وزير الخارجية الباكستاني، قائلين إن سلوكه كان "قمة في الحماقة والجهل".

ونقلت الوكالة، عن أحد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي قوله بلهجة ساخرة: "إذا لم يكن هناك سبب قوي (طبي) لاستقبال وزير الخارجية الباكستاني لسفير المملكة بهذه الطريقة، فهذا السلوك يعد قمة الوقاحة والغباء والجهل بأساسيات البروتوكولات الدبلوماسية".

ووفقاً للوكالة، لم ترد أي تصريحات رسمية من الحكومتين بهذا الشأن، لكن السفارة السعودية نشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها قريشي والمالكي يشاركان في نقاش القضايا ذات الاهتمام المشترك لحكومتيهما، واصفة باكستان بـ"الدولة الشقيقة"، لكن لم تُظهر الصورة ساقي قريشي وطريقة جلوسه.

خلاف دبلوماسي

وقالت الوكالة، إن هذه ليست المرة الأولى التي يكون قريشي فيها محل انتقاد السعوديين، إذ كاد أحد خطاباته، منتصف عام 2020، الذي أعرب فيه عن "خيبة أمله لفشل منظمة التعاون الإسلامي في استضافة اجتماع وزراء الخارجية لمناقشة قضية كشمير" أن يولد خلافاً دبلوماسياً بين البلدين.

وحسب "سنغافورة بوست"، ففي ذلك الوقت شعر السعوديون، الذين تربطهم علاقات عميقة بباكستان، وبذلك نفوذ كبير في شؤون البلاد، بالغضب من تصريحات قريشي، ورغم زيارة قائد الجيش الباكستاني، الجنرال باجوا إلى الرياض للحد من الأضرار، فقد طالبت الرياض إسلام أباد بإعادة 3 مليارات دولار قُدِّمت لها كقرض طارئ، كما ألغت أيضاً البيع الميسر للبنزين والغاز، ما أضر بالاقتصاد الباكستاني الناشئ.

وأضافت الوكالة أن السعوديين كانوا يشتبهون، لسبب ما، في أن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، كان يحاول "تغيير المواقف" من خلال الاقتراب من تركيا.

وتابعت: "بات خان يحظى بعلاقات دافئة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، لكن عندما أعرب السعوديون عن غضبهم، امتنع عن حضور مؤتمر نظمه مهاتير في كوالالمبور".

مفتاح القبول السياسي

وأظهرت الدراسات الاستقصائية، التي أجراها مركز بيو للأبحاث، في واشنطن، أنه رغم أن العلاقات "الأخوية" بين السعودية وباكستان، فضلاً عن علاقاتها القوية بالصين أيضاً، فإن شعوب هذه الدول لا تحمل بالضرورة تقديرًا عاليًا للباكستانيين.

وبالنسبة لأي زعيم باكستاني، فإن العلاقات بالمملكة العربية السعودية، خاصة الملوك، مفتاح القبول السياسي في الداخل، لأن السعودية مقر أهم المزارات الدينية في الإسلام، في إشارة إلى الحرم المكي والمسجد النبوي الشريف، حسب الوكالة.