قيود جديدة.. طالبان تمنع النساء من السفر لمسافات طويلة بمفردهن

الإرشادات الجديدة، تأتي بعد أسابيع من مطالبة الوزارة للقنوات التلفزيونية الأفغانية، بالتوقف عن عرض المسلسلات الدرامية، والمسلسلات التي تصور فيها نساء، كما دعت الوزارة الصحفيات التليفزيونات إلى ارتداء الحجاب أثناء التقديم

قيود جديدة.. طالبان تمنع النساء من السفر لمسافات طويلة بمفردهن

السياق

قيد جديد، فرضته حركة طالبان المسلحة على النساء في أفغانستان، يضاف إلى قيود أخرى أقرتها مؤخرًا، تعيد إلى الأذهان العصر المظلم الذي حكمت فيه الحركة المسلحة، البلد الآسيوي، في التسعينيات.

حركة طالبان، منعت النساء من السفر لمسافات تزيد على 45 ميلاً، ما لم يرافقهن أحد أفراد الأسرة الذكور، بحسب وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي قالت إنه ينبغي عدم توفير وسيلة نقل للراغبات في السفر لأي شيء غير المسافات القصيرة إذا كن بمفردهن، وأصرت على عدم توفير النقل إلا لمن يرتدين الحجاب الإسلامي.

وقال المتحدث باسم الوزارة صادق عاكف مهاجر، في تصريحات صحفية: «ينبغي ألا تُعرض على اللاتي يسافرن أكثر من 45 ميلاً (72 كيلومترًا) توصيلة، إذا لم يرافقهن أحد أفراد الأسرة المقربين»، محددًا أنه يجب أن يكون قريبًا من الذكور.

وقالت صحيفة ديلي ميل، في تقرير ترجمته «السياق»، إن الإرشادات المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، تأتي بعد أسابيع من مطالبة الوزارة للقنوات التلفزيونية الأفغانية، بالتوقف عن عرض المسلسلات الدرامية، والمسلسلات التي تصور فيها نساء، كما دعت الوزارة الصحفيات التليفزيونات إلى ارتداء الحجاب أثناء التقديم.

وأشارت إلى أن التوجيه الجديد للوزارة، الذي يمنع النساء من السفر بمفردهن مسافات طويلة، نص على توقف الناس عن تشغيل الموسيقى في سياراتهم.

 

تفسير غامض

وأكدت «ديلي ميل»، أن تفسير طالبان للحجاب -الذي يمكن أن يتراوح من غطاء للشعر إلى حجاب الوجه أو غطاء الجسم كله- غير واضح، بينما أغلبية الأفغانيات يرتدين الحجاب بالفعل.

ومنذ توليها السلطة في أغسطس الماضي، فرضت طالبان قيودًا على النساء والفتيات، رغم تعهدها بحكم أكثر مرونة مقارنةً بفترة توليها الأولى السلطة في التسعينيات.

وقالت الصحيفة، إنه في العديد من المقاطعات الأفغانية، تم إقناع سلطات طالبان بإعادة فتح المدارس، لكن العديد من الفتيات مازلن معزولات عن التعليم الثانوي، بينما أصدرت حركة طالبان مرسوما باسم المرشد الأعلى، يوجه الحكومة إلى إنفاذ حقوق المرأة، من دون ذكر حصول الفتيات على التعليم.

وتابعت «ديلي ميل»، أن النشطاء يأملون أن تؤدي معركة طالبان للحصول على الاعتراف الدولي، وإعادة تدفق المساعدات إلى واحدة من أفقر دول العالم إلى تقديم تنازلات للنساء، مشيرة إلى تكرار الإشارة إلى احترام حقوق المرأة من المانحين العالميين، كشرط لاستعادة المساعدات.

 

حقوق المرأة

وقُيدت حقوق المرأة، خلال فترة حكم طالبان السابقة، ثم أُجبرن على ارتداء البرقع الذي يغطي ملابسهن، ولم يُسمح لهن بمغادرة المنزل إلا بمرافق ذكر، ومُنعن من العمل والتعليم.

تأتي القيود الأخيرة التي فرضتها حركة طالبان، وسط نقص حاد في الغذاء، مع استمرار الجفاف وانخفاض حزم المساعدات، ما تسبب في بقاء نسبة كبيرة من سكان أفغانستان من دون طعام، بحسب «ديلي ميل».

وقال نيسيفور مغندي، رئيس وفد أفغانستان في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن الجفاف يؤدي إلى «نقص مقلق في الغذاء، حيث يعاني نحو 22.8 مليون شخص - أكثر من 55% من سكان أفغانستان- مستويات عالية من نقص الغذاء».

 

جفاف شديد

وقد أثر الجفاف الشديد في أكثر من 60%من أقاليم البلاد، لكن لا توجد مقاطعة واحدة لم تتأثر، لأن بعضها يواجه جفافاً خطيراً أو معتدلاً، بحسب المسؤول الأفغاني، الذي قال إنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، سيكون هناك وضع إنساني كارثي.

وتقول «ديلي ميل»، إن الوضع الحالي يمكن وصفه بأنه «أسوأ أزمة إنسانية في العالم في الوقت الحالي»، إلا أن الجزء الأكثر حزنًا هو أن العمل المبكر والعمل الفوري، كان من الممكن أن يمنعها من التصعيد.

يأتي ذلك بينما تضغط حركة طالبان للإفراج عن أكثر من 9 مليارات دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني، التي تحتفظ بها الولايات المتحدة، إلا أن مسؤولين أمريكيين قالوا إن واشنطن ملتزمة بتقديم مساعدات إنسانية لأفغانستان، لكنها مترددة في تقديم دعم مباشر للحكومة الجديدة، ما لم تحترم طالبان حقوق المرأة.

كانت منظمة العفو الدولية قالت إنه يجب السماح للفتيات في أفغانستان، بالعودة إلى المدرسة الثانوية ومواصلة تعليمهن، ونشرت شهادات جديدة من التلاميذ والمعلمين، توثق تهديدات طالبان وأعمال العنف.

وأوضحت المنظمة في تقرير ترجمته «السياق»، أنها أجرت أكثر من 20 مقابلة، أخبر الطلاب والمعلمون ومديرو المدارس خلالها المنظمة الحقوقية، بأن مضايقات حركة طالبان المسلحة، تسببت في استمرار انخفاض معدلات الالتحاق بالمدارس على جميع المستويات، لا سيما بالنسبة للفتيات.

 

سياسات تمييزية

«في الوقت الحالي، تُمنع الفتيات في أفغانستان من العودة إلى المدرسة الثانوية»، تقول أنييس كالامارد، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، مشيرة إلى أن حركة طالبان تتجاهل حقوق وتطلعات جيل من الفتيات، وسحقها في جميع أنحاء البلاد.

وأكدت المسؤولة الحقوقية، أنه رغم أن «التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان، يتعين على طالبان -بصفتها سلطات الأمر الواقع التي تدير البلاد- أن تحافظ عليه»، فإن السياسات التي تنتهجها طالبان «تمييزية وظالمة وتنتهك القانون الدولي».

وطالبت كالامارد، حركة طالبان بإعادة فتح المدارس الثانوية على الفور للفتيات، ووضع حد للمضايقات والتهديدات والاعتداءات ضد المعلمين والطلاب، ووقف أي استخدام عسكري للمدارس في أفغانستان.

كما دعت المجتمع الدولي إلى ضمان التمويل المناسب لقطاع التعليم في أفغانستان، لتمكين المدارس من مواصلة عملها، من خلال منظمات مثل الأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية، مشيرة إلى أن عدم اتخاذ تلك الخطوات يحرم ملايين الطلاب الأفغان الحق في التعليم.