بعد القبض على الشويحي في الكويت... قصة 48 ساعة من الرعب عاشها الإخوان في تركيا
مصادر قريبة الصلة بالمكتب الإداري للإخوان في تركيا، قالت في تصريحات لـ السياق، إن الشويحي له دور مهم في نقل أموال اشتراكات الإخوان المصريين في الكويت

السياق
مع التقارب المصري التركي، واتخاذ البلدين قرارًا لرفع مستوى العلاقات إلى تبادل السفراء، يتحسس قادة الإخوان في تركيا خطواتهم، خشية أن يكونوا ضحية تفاهمات بينية، ما يستدعي تسليمهم إلى القاهرة.
تخوفات تفاقمت، مع إلقاء السلطات الكويتية، القبض على رجل الأعمال الإخوانى سيد شمس الدين الشهير بـ«سيد الشويحي» في مطار الكويت، لاتهامه بالتورط في قضايا عنف وتمويل لجان نوعية مسلحة.
وما أن ألقي القبض على الشويحي، حتى شحذت جماعة الإخوان -ممثلة في جبهة اسطنبول وأذرعها الإعلامية- أسلحتها، وكثفت وتيرة أنشطتها، للضغط على الحكومة الكويتية، لمنع تسليم رجل الأعمال الإخواني.
من الشويحي وما أهميته للإخوان؟
سيد الشويحي رجل أعمال مصري الأصل، 50 عامًا، ويعد أحد كوادر الإخوان عن محافظة الدقهلية شمالي القاهرة، قبل فراره إلى تركيا.
ويعد الشويحي أحد القيادات المهمة داخل جبهة الإخوان باسطنبول، التي تشرف على الملف الاقتصادي، كونه يمتلك شركة عقارات واستثمارات تسمى «التزام».
لماذا زار الكويت؟
بحسب اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان، فإن الشويحي زار الكويت 3 مرات، بجواز سفر تركي، لبحث إقامة مشاريع استثمارية، قبل توقفيه في المرة الرابعة.
إلا أن مصادر قريبة الصلة بالمكتب الإداري للإخوان في تركيا، قالت في تصريحات لـ«السياق»، إن الشويحي له دور مهم في نقل أموال اشتراكات الإخوان المصريين في الكويت.
وأوضحت المصادر، أن الاشتراكات الشهرية التي تنقل من الكويت تقدر بالملايين، إذ يدفع العضو ما بين 7 و10% من دخله، في مصدر يعد مهمًا لجبهة اسطنبول لتمويل أنشطتها.
هل لمصر دور في القبض عليه؟
مصادر أمنية كويتية، قالت إن العاصمة المصرية لم تتدخل في عملية القبض على الشويحي، مشيرة إلى أن الكويت تدقق منذ فترة، في أنشطة جماعة الإخوان، ما كان له الأثر في إطاحة الشويحي، رغم تمكن تنظيم الإخوان وأذرعه من البرلمان ومن مؤسسات بالبلد الخليجي، كوزارتي التربية والتعليم والصحة.
لماذا رحلته الكويت إلى تركيا وليس مصر؟
تقول مصادر مقربة من المكتب الإداري للإخوان في تركيا، إن جماعة الإخوان نظمت حملة ضغط، استهدفت منظمات حقوقية دولية لمنع ترحيله إلى القاهرة، كونه يحمل الجنسية التركية ودخل الكويت بجواز سفر تركي، مشيرة إلى أن جماعة الإخوان ناشدت وسائل التواصل الاجتماعي، لحث الكويت على إطلاق سراحه.
وزعمت المصادر أن تركيا ضغطت على الكويت، عبر تيارات داخلية ممثلة في: جمعية الإصلاح الكويتية وجماعة حدث، إضافة إلى تحركات دبلوماسية، أثمرت إعادة القيادي الإخواني إلى أنقرة، مشيرة إلى إدراج الشويحي، على قائمة الممنوعين من دخول الكويت.
ماذا يعني ذلك؟
يقول الباحث في شؤون الجماعات الأصولية أحمد سلطان، في تصريحات لـ«السياق» إن القبض على الشويحي، وترقب ترحيله إلى مصر تسببا في قلق كبير داخل الإخوان باسطنبول، خاصة أن القيادي الإخواني حلقة الوصل بين الإخوان المصريين بالكويت وجبهة اسطنبول، فضلًا عن إشرافه على مسارات نقل هذه الأموال بشكل غير مشروع.
وأوضح الباحث في شؤون الجماعات الأصولية، أن سيد الشويحي أحد القادة الفاعلين في تحويل أموال اشتراكات الإخوان المصريين في الكويت، إلى التنظيم المركزي، عبر «مكتب رابطة الإخوان المصريين في الكويت».
وأشار إلى أن إخوان مصر ينشطون في الكويت، لعدم حظر الجماعة هناك، ما أتاح لهم ممارسة أنشطة استثمارية كبيرة، إلا أن السلطات الكويتية بدأت -خلال الفترة الأخيرة- تدقيق بعض العمليات المالية المشبوهة، التي يعد الشويحي أحد أطرافها.
وبحسب الباحث في شؤون الجماعات الأصولية، فلأن الشويحي يحمل الجنسية التركية فقط، دفع ذلك السفير التركي في الكويت للتدخل، ما أثمر إعادته إلى أنقرة.