فيلم انتخابي رئاسي... للمرة السادسة البرلمان اللبناني يفشل في انتخاب رئيس للبلاد

حدد مجلس النواب اللبناني، الخميس المقبل، جلسة سابعة لانتخاب رئيس للبلاد، خلفًا لعون الذي غادر القصر الرئاسي منذ أيام.

فيلم انتخابي رئاسي... للمرة السادسة البرلمان اللبناني يفشل في انتخاب رئيس للبلاد

السياق

للمرة  السادسة، فشل البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس جديد للبلاد، في غياب التوافق على خلف للرئيس الحالي ميشال عون، رغم الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تعصف بالبلاد.

وحدد مجلس النواب اللبناني، الخميس المقبل، جلسة سابعة لانتخاب رئيس للبلاد، خلفًا لعون الذي غادر القصر الرئاسي منذ أيام.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية، إن عملية الاقتراع السادسة انتهت من دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مشيرة إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري حدد الخميس المقبل موعدًا لعقد الجلسة السابعة.

وينتخب رئيس الجمهورية في لبنان، بالاقتراع السري بأغلبية الثلثين من مجلس النواب في الجلسة الأولى، أي يحتاج إلى 86 صوتًا، ويكتفى بالأغلبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي ذلك، أي 65 صوتًا، على أن تدوم رئاسته ست سنوات، ولا تجوز إعادة انتخابه إلا بعد ست سنوات لانتهاء ولايته.

جاءت نتيجة الاقتراع كالآتي: ميشال معوض: 43، ورقة بيضاء: 46، عصام خليفة: 7، سليمان فرنجية: 1، زياد بارود: 3، أوراق ملغاة: 11، أسماء أخرى: 1.

ولم تسفر الجلسة عن فوز مرشح بالأصوات اللازمة لإعلانه رئيسًا بعد فرز الأصوات، بينما استمرت الورقة البيضاء في تصدر المشهد، وسط غياب توافق مطلوب على شخص واحد، لشغل المنصب وإنقاذ البلاد من دوامة الفراغ الرئاسي.

 وخلال الجلسات الـ6 التي عُقدت، بات من المعروف وجود 3 مرشحين ثابتين: الورقة البيضاء، وميشال معوض، وشعارات أخرى منها لبنان الجديد.

إلى ذلك، قال النائب البرلماني اللبناني نزيه متى، عضو تكتل الجمهورية القوية عبر "تويتر": "للمرة السادسة على التوالي، نلبي الدعوة لحضور فيلم انتخابي رئاسي قصير، نحاول فيه تغيير مجرى الأحداث لاسترجاع السيادة".

وأضاف: "أبطال الفيلم: مصرّون على التعطيل، وقحون، ومنتجوه: تجار منافقون، ومخرجوه: محنكون، متمرسون، ومشاهدوه: منكوبون، منهوبون، مفلسون".

 

إسراف المفاوضات

إخفاق البرلمان في اختيار رئيس جديد، لم يكن حادثًا غير متوقع ولا جديدًا على التاريخ اللبناني، الذي وصل في بعض الأحيان إلى 45 جلسة لتسمية الرئيسٍ، لكن الواقع الحالي والأزمات المتلاحقة التي تضرب لبنان، منذ قرابة 3 سنوات، تفرض أن يكون التحرك أكثر سرعة، وألا تسرف الكتل السياسية في النقاشات والمفاوضات المطوّلة، بشأن رئيس البلاد الجديد، وسط مخاوف من تسليم البلاد إلى فراغ رئاسي، في وقت لم تتم فيه تسمية الحكومة من الأساس، وهو ما يزيد حدة الأزمة.

تدور المفاوضات على خليفة عون، من دون توافق، في ظل الحديث عن أسماء تقليدية منها جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، وسمير جعجع، رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللّبنانية، وسليمان فرنجية، رئيس تيار المردة، وأخيرًا ظهر ميشال عوض وسط توافق كفل له الوجود كأبرز المرشحين لكن بـ 36 صوتًا فقط.

وينظر للمرشحين الثلاثة الآخرين على أنهم من أركان النظام وجزء من النخبة السياسية، التي خرجت عليها ثورة 17 تشرين الأول عام 2019، واتهمها البنك الدولي بالتسبب في الانهيار الاقتصادي للبلاد خلال السنوات الماضية، وفقًا لتقارير إعلامية.

وتشهد الليرة اللبنانية أعنف انخفاضٍ في تاريخها بواقع فقدان أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار، وهي الأزمة التي وصفها البنك الدولي بالأعنف منذ 1850.