صاحبة أقصر مدة.. من هو الرجل الذي حطمت ليز تراس رقمه القياسي باستقالتها؟
تراس تنتزع الرقم القياسي.. تعرف على قائمة أقصر رؤساء وزراء بريطانيا بقاءً بالسلطة

السياق
المدة القصيرة للغاية التي حكمت فيها ليز تراس بريطانيا كرئيسة للوزراء، والتي لم تزد عن 44 يومًا، تعتبر السابقة الأولى في تاريخ البلاد، محطِّمة بذلك رقمًا قياسيًا استحوذ عليه جورج كانينغ (1770-1827) لمدة 195 عامًا، كأقصر ولاية لرئيس وزراء بريطاني، والذي حكم 118 يومًا فقط.
وينتمي كانينغ لحزب المحافظين، وتوفي عن عمر يناهز 57 عامًا، بسبب الالتهاب الرئوي أو مرض السل المنتشر وقتها، واشتهر بممارسة المبارزة عندما كان وزيرًا للخارجية.
"فترات مشابهة"
وحسب المصادر التاريخية فإن جورج كانينغ، كان معروفًا بذكائه الحاد، فضلًا عن كونه سياسيًا مرموقًا، وحتى هذه اللحظة توجد قرى وشوارع تحمل اسمه وكذلك نهر ووادٍ في ولاية "أستراليا الغربية".
ليس كانينغ وتراس وحدهما فهناك فيسكاونت جويدريتش والذي رأس حكومة بريطانيا لمدة 143 يومًا، ثم استقال بسبب اضطرابات في ائتلافه الحاكم، وذلك في شهره الخامس في المنصب بعدما تهاوت ثقة الملك به.
وفي ترتيب الأرقام القياسية كأقصر فترات لرئاسة حكومة بريطانيا يأتي أندرو بونار لو بواقع 209 أيام، وهو "سياسي محافظ" أجبره مرض سرطان الحلق على الاستقالة، في مايو 1923 ليلقى حتفه بعد ذلك بأقل من 6 أشهر.
"أستاذ الملك"
ولمدة 225 يومًا حكم وليام كافنديش أو دوق ديفونشاير الرابع وهو عضو حزب الأحرار البريطاني في وقتها، وجاء رئيسًا للوزراء في وقت غير مستقر سياسيًا واستقال في 1757.
أما وليام بيتي أو إيرل شلبيرن الثاني فحكم لمدة 265 يومًا وجاءت فترته بالتزامن مع توقيع معاهدة باريس، التي أنهت حرب الاستقلال الأمريكية، ليستقيل لاحقًا تحت ضغط من المعارضة، في مارس من عام 1783.
وحكم أستاذ الملك جورج الثالث إيرل بيوت لمدة 317 يومًا وهو أول رئيس وزراء من إسكتلندا بعد قانون الاتحاد الذي أقر في عام 1707 وكان ستيورات إيرل بيوت- 317 يومًا معلمًا للملك جورج في صغره ويقال إنه ترقى في المناصب السياسية بسبب علاقاته الملكية. لكن خلافات داخلية حادة أجبرته على الاستقالة في عام 1763.
"استقالة تراس"
ولم تكن استقالة رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس أمس مفاجأة، وذلك بعد تزايد الضغوط عليها من داخل حزبها كما تعرضت لسخط شعبي نتيجة سياستها الاقتصادية التي لم تلبث أن نفذتها حتى تعرضت لسيل من الانتقادات واضطرت للتراجع عنها لاحقًا.
"جونسون ثانية"
وحول المرشحين المحتملين لخلافة تراس يقول المحلل السياسي البريطاني بيتر أوبورن لـ"السياق" إنه ثمة العديد من الأسماء من بينهم وزير المالية الجديد جيرمي هانت وأشار الكاتب في "ميدل إيست آي" إلى أن ريشي سوناك قد يكون محتملًا وهو الذي حلَّ ثانيًا في انتخابات زعامة الحزب بعد ليز تراس. وهو نفسه الذي حذَّر من العواقب المالية الناجمة عن مسار تصرفات تراس وهو ما يجعل موقفه قويًّا. ثم بعد ذلك يأتي اسم وزير الدفاع بين والاس المنشغل كثيرًا بالوضع في أوكرانيا.
ومن ناحيته أعلن بوريس جونسون، الرئيس السابق للحكومة البريطانية عن نيته الترشح لزعامة حزب المحافظين مرة ثانية، إذ يرى -حسب قوله- أن في هذه الخطوة "مصلحة وطنية" وفق صحيفة التايمز البريطانية.
وأفادت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية أنَّ جونسون -صاحب البريكست- يستعد للعودة مجددًا إلى المنصب بعد شهر ونصف الشهر فقط من تركه.
"انقسام المحافظين"
وأكدت الصحيفة على أن جونسون طلب من الحلفاء والمانحين والفريق الذي ساعده في الفوز في الانتخابات عام 2019، أن يساعدوه في حملته الجديدة.
هذه الخطوة من شأنها أن تحدث مزيدًا من الانقسامات داخل حزب المحافظين مع استعداد 3 نواب على الأقل لترك الحزب حال عودة جونسون.
وفي السياق ذاته قال الكاتب والمحلل البريطاني بيتر أوبورن لـ "السياق": إنَّ حزب المحافظين "يتلاشى" ويواجه لحظات خطرة، وتابع: في اللحظة الحالية، يؤسفني القول إن حزب المحافظين تحول إلى مستشفى للمجانين، وتسيطر عليه الفوضى. مضيفًا أن شعبية الحزب تتحطم بين الناخبين العاديين حتى بلغت نحو ٢٠%. مؤكدًا على أنه إذا تكررت استطلاعات الرأي الحالية في الانتخابات العامة، فإنَّ الحزب سوف يكون محظوظًا إذا فاز بـ ١٠٢ مقعد في برلمان يتألف من ٦٠٠ مقعد. وهكذا، فإنَّ الحزب يواجه محوًا محتملًا.