بعد حظرها في السعودية.. باكستان تعلن دعمها لجماعة التبليغ والدعوة

اعتمد مجلس البنجاب في باكستان، الذي يمثل حزب رئيس الوزراء عمران خان، قرارًا بالإجماع يصف جماعة التبليغ بأنها قوة من أجل الخير ومنظمة سلمية غير سياسية.

بعد حظرها في السعودية.. باكستان تعلن دعمها لجماعة التبليغ والدعوة

ترجمات - السياق

بعد أيام من حظر السعودية، جماعة الدعوة والتبليغ أو جماعة "الأحباب"، لما تشكله من خطر على المجتمع وبوابة للإرهاب، أصدرت باكستان قرارًا يدعم الجماعة وينفي علاقتها بالإرهاب.

واعتمد مجلس البنجاب في باكستان، الذي يمثل حزب رئيس الوزراء عمران خان، قرارًا بالإجماع يصف جماعة التبليغ بأنها قوة من أجل الخير ومنظمة سلمية غير سياسية.

ويُنظر إلى التضامن الباكستاني مع جماعة التبليغ على نطاق واسع على أنها خطوة "انتقامية" ضد المملكة العربية السعودية، بحسب تقرير نشرته قناة "وي أون" الهندية.

وقال مجلس البنجاب في بيان: إن "جماعة التبليغ منظمة عالمية، ولا علاقة لها بالإرهاب، وقد أثبت التاريخ أن هؤلاء الأشخاص لم يشاركوا قط في مثل هذه الأنشطة، وإنما يهتمون بالدعوة إلى الإسلام في جميع أنحاء العالم".

وأبرزت السلطات السعودية فتوى المفتي العام للملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن آل الشيخ، بحق جماعة التبليغ، التي قال فيها إن "جماعة التبليغ سلكت التصوف في كثير الأحوال، وتوشك أن تكون مرجعيتها وثنية".

مؤكدًا "حرمة الانتماء إليهم أو مشاركتهم في نشاطهم حتى يلتزموا بـالكتاب والسُّنة"، بحسب تعبيره، بينما ذهب وزير الأوقاف إلى أبعد من ذلك، حين وصفها بأنها قد تشكل "بابًا من أبواب الإرهاب".

 

خطوة انتقامية

وأوضحت (وي أون)، أن هناك تضاربًا داخل باكستان، بشأن التعامل مع جماعة التبليغ، ففي يناير 2016، حظر مجلس البنجاب، جماعة التبليغ من الجامعات، ومنعت السلطات الباكستانية أفرادها من دخول المساجد المحيطة بالجامعات، واتُهمت حينها بأنها تتعاطف مع الجماعات الإرهابية، ومن ثم يُخشى تأثيرها في الطلاب وتضليلهم.

ومع ذلك -حسب القناة الهندية- وبعد مرور خمس سنوات، يثني مجلس البنجاب على جماعة التبليغ، ويعدها أحد روافده لجلب (حُسن النية) للسياسة الخارجية لباكستان.

ورأت، القناة الهندية، أن قرار الدعم الباكستاني لجماعة التبليغ في مواجهة الحظر السعودي، جاء بعدما أبرم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان -نجم الكريكت السابق- اتفاقيات سلام مع الجماعات المتطرفة في باكستان، وعلى رأسها (طالبان باكستان).

وأوضحت، أن عمران خان توصل مؤخرًا إلى اتفاق وقف إطلاق نار فاشل مع حركة طالبان، ومع ذلك لم يتوقفوا عن تنفيذ هجماتهم ضد المصالح الباكستانية والشرطة.

 

هدف عمران خان

وأرجعت القناة الهندية، دعم عمران خان للجماعات المسلحة في بلاده وعلى رأسها طالبان، ثم دعمه لجماعة التبليغ رغم الحظر السعودي، لأسباب انتخابية، مشيرة إلى أنه يستعد لخوض الانتخابات العامة المقررة عام 2023، ومن ثم يتطلع لإرضاء كل الأطراف مهما كانت المخاطر.

 وذكرت القناة الهندية أن لجماعة التبليغ سجلًا إرهابيًا، إذ إن السلطات الباكستانية اتهمت عام 2010 الجماعة، بالوقوف وراء هجوم إرهابي، وتنفيذ مذبحة بأحد مساجد لاهور قُتل فيها 94 من (الطريقة الأحمدية) بعد أخذهم كرهائن.

علاوة على ذلك -حسب القناة الهندية- كتب محللو الأمن الباكستانيون بالتفصيل كيف أن القادة السابقين لجماعة التبليغ، شكلوا بعض أكثر الجماعات الإرهابية رعباً مثل حركات المجاهدين المتشددة.

وأوضحت، أنه خلال التحقيق في الهجوم الإرهابي على مسجد لاهور عام 2010، قال المحققون الباكستانيون: إن حركة المجاهدين تشكلت من أعضاء سابقين في جماعة التبليغ.

 

تاريخ دموي

المتتبع لتاريخ جماعة التبليغ الباكستانية، يجد أنها تأسست في الهند قبل 75 عامًا، وبانتقالها إلى باكستان أصبحت من أكثر الجماعات الإسلامية المتشددة انتشارًا في العالم الإسلامي.

وحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإنه منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية أصبحت جماعة التبليغ، غير المعروفة كثيرًا خارج العالم الإسلامي، مثار اهتمام المحققين الفيدراليين الأمريكيين، لورود ذكرها على هامش أربع على الأقل من قضايا الإرهاب الشهيرة.

 وذكرت إما كوسيلة للتغطية، كما في حالة أيمن فارس، الذي ورد اسمه في مخطط إرهابي لتدمير جسر ببروكلين عام 2003، أو كنقطة انطلاق للانضمام لمنظمات أخرى مقاتلة، كما في حالة جون ووكر ليند، الأمريكي الذي يقضي عقوبة بالسجن لمساعدته حركة طالبان.

ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن ضباط تطبيق القانون قولهم: إن الجماعة تورطت في هذه القضايا، لوجودها العالمي وما اشتُهر عنها من النأي عن القضايا الدنيوية مثل الأنشطة السياسية، وهي الخصائص التي غالبًا ما تستفيد منها المنظمات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة.

وأشارت إلى أن أعضاء جماعة التبليغ يزورون المساجد والجامعات، في مجموعات صغيرة، لدعوة الناس إلى العودة إلى الإسلام، ولضم أعضاء جدد إلى صفوف الجماعة، خاصة من الشبان الباحثين عن الهوية، ودعوتهم إلى المشاركة في أنشطة التبليغ أيامًا أو أسابيع على أساس تطوعي.

وفي ذلك، يقول مايكل هايمباخ، نائب رئيس قسم الإرهاب العالمي بمكتب التحقيقات الفيدرالي لـ "نيويورك تايمز": "لدينا حضور لا يستهان به لجماعة التبليغ في الولايات المتحدة، فقد اكتشفنا أن القاعدة تستخدم هؤلاء الأعضاء لتجنيدهم في صفوفها، وقد حدث ذلك في الماضي كما يحدث الآن".

ووصف مسؤول كبير هذه المجموعة بأنها «مدخل طبيعي ووسيلة لجمع الناس، الذين لديهم اهتمام مشترك بالإسلام، ثم يأتي الإرهابيون ويستخدمون هذه التجمعات، كأداة لتقييم الذين يتميزون بحماس خاص، ويبدون استعدادًا للقيام بأعمال تتخطى ما يمكن أن تقدِّمه لهم الجماعة».