خلافات جماعة الإخوان تتفاقم.. وإبراهيم منير يبحث عن طوق النجاة

يقول محمود علي، الخبير المصري في شؤون الجماعات الإسلامية، لـالسياق إن إبراهيم منير يبحث عن طوق نجاة، بعد تعيين طلبة تمهيدًا لإجراء انتخابات داخلية.

خلافات جماعة الإخوان تتفاقم.. وإبراهيم منير يبحث عن طوق النجاة
إبراهيم منير

السياق

تطورات جديدة يشهدها الصراع بين جبهتي الإخوان في لندن واسطنبول، اعتبرها مراقبون الجولة الأخيرة، في الخلاف المحتدم داخل التنظيم الإرهابي منذ أشهر.

وأبغلت مصادر مقرَّبة من جماعة الإخوان في تركيا "السياق"، بأن إبراهيم منير بدأ يتواصل مع أعضاء التنظيم، خصوصًا في تركيا، من أجل الحشد ضد جبهة محمود حسين في اسطنبول.

المصدر الذي رفض ذكر اسمه، قال إن تعيين رجل الأعمال مصطفى طلبة قائمًا بمهام مرشد الإخوان، أفقد منير مصدر قوته، في صراعه مع محمود حسين، المتمثل في قوة المال والقدرة التمويلية، إذ تتفوق جماعة لندن على جبهة اسطنبول بالقدرة المالية، لكن تعيين طلبة بدَّد الفوارق المالية بين الجبهتين.

ولفت المصدر، إلى أن تعيين طلبة، أجبر إبراهيم منير على التواصل مع عضوية التنظيم خاصة فئة الشباب، لحشد تأييد يمكنه من السيطرة على الجماعة.

وينشط مصطفي طلبة وشقيقه علي طلبة، بتجارة التجزئة في الاتصالات والإلكترونيات والحاسبات بالقاهرة.

كما أن لديه استثمارات عدة في بريطانيا وتركيا، ويعد أحد أعمدة التنظيم في الخارج، الأمر الذي جعله رهانًا رابحًا بالنسبة للقيادي محمود حسين، الذي صدَّره في مواجهة القيادي إبراهيم منير.

 

طوق نجاة

بدوره، يقول محمود علي، الخبير المصري في شؤون الجماعات الإسلامية، لـ"السياق" إن إبراهيم منير يبحث عن طوق نجاة، بعد تعيين طلبة تمهيدًا لإجراء انتخابات داخلية.

وأشار علي، المقيم في تركيا، إلى أن تنظيم الإخوان أصبح تنظيمين بقيادتين مختلفتين، منذ الصراع الذي ضربهما.

وعدَّ قرار تعيين مصطفى طلبة، إطاحة رسمية لـ"منير"، الذي لجأ لأول مرة، للتواصل مع القواعد الشبابية داخل تركيا لاستمالتهم، عبر توزيع منشور داخلي، يتحدث عن أهمية الهيكل التنظيمي للجماعة، والحفاظ على الكتلة التنظيمية المتبقية، بعد سقوط قيادات التنظيم داخل مصر، وذلك للرد على جبهة تركيا بقيادة محمود حسين، واتهاماتها له بالعمل على تفكيك التنظيم.

 

ثلاثة فرق

لكن ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهابية، أشار الى وجود ثلاثة فرق متصارعة داخل تنظيم الإخوان، الحرس القديم، والحرس الجديد، وفريق ضد الاثنين معًا، وقال إن الحرس القديم يمتلك الأموال والإعلام، لذا يبقي متحكمًا في كل شيء.

وأوضح فرغلي في تصريح لـ"السياق"، أن الانقسام الذي ظهر جليًا بعد القبض على محمود عزت، أظهر مدى الصراع والتحالفات الداخلية في الجماعة الإرهابية، التي كانت تستتر وراء استقرار تنظيمي هش، مشيراً إلى أن كل فريق سعى إلى السيطرة على الجماعة، موجِّهًا اتهاماته إلى الآخرين بـ"العمالة" للسلطات المصرية والإبلاغ عن الآخرين.

واستشهد بتبادل الحرسين "القديم والجديد" الاتهامات بتسليم محمود عزت إلى السلطات للتخلص منه.

تفاقم الأزمة وصل حدًا غير مسبوق، بحسب فرغلي، إذ انقسم الحرس القديم بين محمود حسين وإبراهيم عزت، بعدما تبين أن محمود حسين أخفى رسالة للمرشد محمد بديع، أوصى فيها بتولية حلمي الجزار، للم الشمل وإعادة تشكيل الرابطة واللجنة الإدارية، وقال: "الآن فشلت مساعي الصلح بين الفريقين، وأعلِن مصطفى طلبة قائمًا بأعمال المرشد العام 6 أشهر".

وتوقع ماهر فرغلي، تفاقم أزمة شباب الجماعة بشكل أكبر، وسيكونون أمام سيناريوهات عدة، إما تسليم أنفسهم، وإما الانتقال إلى ملاذات جديدة مستقلين عن الجماعة، وإما الاستمرار مع التنظيم بكل حالاته حتى حل الأزمة، وإما انحياز بعضهم إلى جماعات السلفية الجهادية، كما كان.

 

وثيقة لندن

بدوره اعتبر عمرو فاروق، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهابية، أن المنشور الداخلي الذي وزعه إبراهيم منير، محاولة للتهدئة بين قواعد التنظيم، بعد إعلان مصطفى طلبة قائمًا بأعمال مرشد الإخوان بديلًا لإبراهيم منير.

وقال فاروق، في تقرير، إن الجماعة الإرهابية تعمل وفق استراتيجية جديدة ترى أنها لم تعد في حاجة إلى مزاحمة النظام السياسي الحاكم في مصر، في السيطرة على مؤسسات الدولة وتطويعها، كما ترى عدم التركيز على الوسائل التقليدية، في تنفيذ سيناريوهات "أسلمة المجتمعات" خاصة في ظل انفتاح الساحة أمامها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وأشار الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، إلى أن الاستراتيجية الجديدة هي التي أقرتها ما تعرف بـ"وثيقة لندن المسربة" في مايو 2021، التي تطبق سياسة غلق التنظيم، وعدم التفكير في التوسع بضم أعضاء جدد، والإبقاء على بقايا التنظيم تحت مسمى "جمع الشمل" تفاديًا لحالة الانهزامية التي تحاصر قيادات التنظيم وقواعده الشبابية.