أوميكرون يجتاح أوروبا.. وتحذيرات من احتفالات أعياد الميلاد

منذ ظهوره أواخر نوفمبر، اكتُشف أوميكرون في 38 دولة على الأقل، من أصل 53 دولة في المنطقة الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية.

أوميكرون يجتاح أوروبا.. وتحذيرات من احتفالات أعياد الميلاد

السياق

معركة يشنها متحور كورونا الجديد أوميكرون، على بلدان العالم، ضاربًا هنا وهناك، في محاولة لفرض سيطرته، بينما توشك البلدان الأوروبية على خسارة المعركة، إذا لم تنجح في فرض القيود اللازمة في احتفالات أعياد الميلاد.

وبينما حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن أوميكرون ينتشر بسرعة، حذر الرئيس الأوروبي للمنظمة، بلدان القارة العجوز من الاستعداد «لطفرة كبيرة» في حالات الإصابة بكورونا، مع انتشار أوميكرون، ناصحًا باستخدام المعززات على نطاق واسع للحماية.

وقال هانز كلوج، في مؤتمر صحفي في فيينا، إنه منذ ظهوره أواخر نوفمبر، اكتُشف أوميكرون في 38 دولة على الأقل، من أصل 53 دولة في المنطقة الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية، مشيرًا إلى أنه بالفعل مهيمن على العديد منها، بما في ذلك الدنمارك والبرتغال والمملكة المتحدة.

 

عاصفة أخرى

وأوضح كلوج: «يمكننا أن نرى عاصفة أخرى(..) في غضون أسابيع، سيهيمن أوميكرون على المزيد من بلدان المنطقة، ما يدفع الأنظمة الصحية -التي تعاني الضغوط- إلى حافة الهاوية».

وبينما نصحت منظمة الصحة العالمية، بحفظ معززات اللقاحات للفئات الأكثر ضعفاً، حثَّ كلوج الناس على «التعزيز، التعزيز، التعزيز، فهو أهم دفاع ضد أوميكرون».

وقال كلوج إنه حتى الآن، ارتبطت 89% من حالات أوميكرون المبكرة في أوروبا بأعراض كورونا الشائعة، مثل السعال والتهاب الحلق والحمى، مشيرًا إلى أنه أُبلِغ عن معظم الحالات بين البالغين، في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، وانتشرت في البداية بالمدن في التجمعات وأماكن العمل.

وقالت وكالة رويترز، إن السويد حثت العاملين على العمل من المنزل إن أمكن، جنبًا إلى جنب مع قواعد أكثر صرامة للتباعد الاجتماعي، ومتطلبات الخدمة للجلوس فقط، في الحانات والمطاعم والمناسبات العامة.

وتتزايد المخاوف أيضًا في إسبانيا، بعد أن تسببت الموجة السادسة لكورونا في ارتفاع معدلات الإصابة، في الوقت الذي تستعد فيه لدخول موسم عيد الميلاد، بينما بلغ عدد الإصابات لكل 100 ألف شخص 609 حالات، ارتفاعًا من 290 حالة قبل أسبوعين.

 

التزام الهدوء

وحثَّ رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الناس على التزام الهدوء، لكنه دعا إلى اجتماع طارئ للزعماء الإقليميين، لمناقشة الاستجابة.

في غضون ذلك، استبعد رئيس الوزراء الإيطالي بوريس جونسون، المزيد من القيود قبل عيد الميلاد، قائلًا إنه فهم أن العائلات في جميع أنحاء إنجلترا، بحاجة إلى اليقين للمضي قدمًا في خطط عيد الميلاد، لكنه حذر من أنه لا يزال من الممكن فرض قيود بعد 25 ديسمبر الجاري، بسبب الانتشار السريع لمتحور أوميكرون.

وبحسب «رويترز»، فإنه من يوم الثلاثاء، ستقل فترة العزل الذاتي في إنجلترا من 10 إلى سبعة أيام للمطعمين، في خطوة يمكن أن تساعد أيضًا في إنقاذ عيد الميلاد لعشرات الآلاف، إذا حصلوا على كل شيء من اختبارات التدفق الجانبي.

 

انقسامات عميقة

جاء قرار عيد الميلاد، بعد انقسامات عميقة داخل مجلس الوزراء البريطاني، على النقيض من الخطوات التي اتخذتها الحكومتان الاسكتلندية والويلزية، بإلغاء حفل شارع Hogmanay السنوي في إدنبرة، بينما يواجه الموظفون في ويلز غرامة قدرها 60 جنيهًا إسترلينيًا، لفشلهم في العمل من المنزل، حيث شددت الحكومات القواعد للحد من انتشار متحور أوميكرون.

وأعاد القادة الأوروبيون فرض قيود فيروسات التاجية، حيث يستمر متحور أوميكرون بالانتشار في جميع أنحاء القارة.

ألمانيا والبرتغال، من الدول التي أعلنت عن قيود ما بعد عيد الميلاد، وإجراءات أكبر للتباعد الاجتماعي، بينما أبلغت إسبانيا عن أكبر عدد من الحالات اليومية منذ بداية الوباء، وحذرت فرنسا من أن الحالات اليومية هناك قد تتجاوز 100 ألف قريبًا.

 

إجراءات صارمة

وأعلنت ألمانيا أنه من 28 ديسمبر، ستعود القيود التي تقصر التجمعات الخاصة على 10 أشخاص وستغلق النوادي الليلية، وستُلعب مباريات كرة القدم خلف أبواب مغلقة.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز: «فيروس كورونا لا يأخذ عطلة عيد الميلاد(..) لا يمكننا، ويجب ألا نغلق أعيننا عن الموجة التالية، التي بدأت تلوح في الأفق».

وقال وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، إن زيادة الإصابات اليومية في البلاد، التي تبلغ حاليًا نحو 70 ألفًا، ستكون مدفوعة بأميكرون، الذي قال إنه من المرجح أن يصبح البديل السائد بحلول أوائل يناير الجاري.

وبدأت فرنسا تلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا، لكنها قالت إن التعزيزات لا تقدَّم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عامًا.

في هذه الأثناء، أمرت البرتغال بإغلاق الحانات والنوادي الليلية من 26 ديسمبر، وجعلت العمل من المنزل إلزاميًا، من ذلك التاريخ حتى 9 يناير الجاري، بينما تقتصر التجمعات الخارجية على 10 أشخاص.

ويجب أن تغلق الحانات والمطاعم في فنلندا الساعة 22:00 يوم 24 ديسمبر، حيث ترى الدولة الاسكندنافية أن الإصابات عند مستوى قياسي، ولمدة ثلاثة أسابيع من 28 ديسمبر الجاري، يجب أن تغلق المطاعم الساعة 18:00 بمقاعد محدودة، ويتعين على المسافرين القادمين من منطقة شنغن الخالية من الحدود في الاتحاد الأوروبي، إظهار اختبار كورونا السلبي.

وفرضت هولندا قيودًا أكثر صرامة، وأعلنت إغلاقًا صارمًا، لكن زعماء أوروبيين آخرين يريدون تأجيل تشديد الضوابط، إلى ما بعد فترة الأعياد إن أمكن.

 

إصابات مفزعة

أبلغت إسبانيا عن 49823 إصابة يومية جديدة، وكان الرقم القياسي السابق 44357، الذي أبلِغ عنه في يناير، بينما يلتقي رئيس الوزراء بيدرو سانشيز زعماء المنطقة، لمناقشة تطبيق قيود جديدة.

وشهدت أوروبا أكثر من 89 مليون إصابة و 1.5 مليون وفاة مرتبطة بكورونا، وفقًا لأحدث أرقام الاتحاد الأوروبي.

التعرف إلى متحور أوميكرون لأول مرة، كان في جنوب إفريقيا الشهر الماضي، لكنه انتشر في جميع أنحاء العالم، بينما تشير البيانات إلى أن أوميكرون قد يكون أكثر عدوى، لكن لا دليل حتى الآن على أنه يسبب مرضًا أكثر خطورة.

وتظهر بيانات منظمة الصحة العالمية، أن المنطقة أبلغت في الأسابيع الأخيرة، عن أكبر عدد من حالات كورونا، مقارنة بحجم السكان في أي مكان بالعالم، حتى قبل متحور أوميكرون، بينما حذر المسؤولون من 700 ألف وفاة.

 

انتشار سريع

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن أوميكرون ينتشر بشكل أسرع من دلتا، ما يتسبب في إصابة المطعمين بالفعل أو تعافوا من المرض.

وقال كبير علمائها«من غير الحكمة الاستنتاج من الأدلة المبكرة، أنه بديل أكثر اعتدالًا من سابقيه».

جاءت هذه الأخبار في الوقت الذي شددت فيه بعض الدول في أوروبا القيود، حيث أمرت البرتغال بإغلاق النوادي الليلية والحانات، وطلبت من الناس العمل من المنزل أسبوعين على الأقل، وأعادت ألمانيا فرض قواعد أكثر صرامة على الاتصال الاجتماعي.

والتقى المستشار الألماني، أولاف شولتز، 16 من قادة الولايات في البلاد، لاتخاذ قرار بشأن إجراءات جديدة، بما في ذلك حظر التجمعات لأكثر من 10 أشخاص من المطعمين.