باريس تحظر اجتماعًا للمعارضة الإيرانية بسبب 'مخاطر إرهابية'

تعد اجتماعات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، حدثًا سنويًا في باريس منذ أعوام، يشارك فيه مسؤولون أمريكيون وأوروبيون وعرب كبار سابقون، من منتقدي إيران.

باريس تحظر اجتماعًا للمعارضة الإيرانية بسبب 'مخاطر إرهابية'

السياق

أعلنت شرطة باريس حظر اجتماع للمعارضة الإيرانية، بسبب مخاوف من شن هجوم، وصعوبة تأمين الضيوف المتوقع حضورهم، بحسب بيانها، في الوقت الذي استنكرت المعارضة الإيرانية الخطوة الفرنسية، وعدَّتها "تجاهلًا صارخًا للمبادئ الديمقراطية".

وأرسل قائد شرطة باريس للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية منظم الاجتماع، والذراع السياسية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية ومقره باريس، برسالة مفادها ضرورة عدم عقد الاجتماع المقرر في الأول من يوليو، لأنه قد "يخل بالنظام العام بسبب السياق الجيوسياسي".

وأوضحت الشرطة أنه لا يمكن تجاهل الخطر الإرهابي، ما يجعل تأمين الحدث وضيوفه عملية معقدة.

وجاء في رسالة الشرطة الفرنسية، أن الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة في إيران، على وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق، سببت "أجواء متوترة تشكل مخاطر أمنية كبيرة جدًا" على اجتماعات المجلس.

 

حدث سنوي

وأشارت إلى أن: "هذا الاجتماع الذي يُنظم سنويا منذ عام 2008، لا يمكن عقده".

وتعد اجتماعات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، حدثًا سنويًا في باريس منذ أعوام، يشارك فيه مسؤولون أمريكيون وأوروبيون وعرب كبار سابقون، من منتقدي إيران.

وغالبًا ما يحضر التجمعات المعارضة لنظام الخامنئي في إيران، عدد كبير من الأشخاص، وصلوا إلى بضعة آلاف، خلال التجمع الأخير للمجلس وسط باريس، في فبراير الماضي.

ويعد المجلس القومي للمعارضة الذراع السياسية لحركة مجاهدي خلق، التي تأسست عام 1965 لقلب نظام الشاه ثم قاومت نظام الخامنئي، الذي تولى السلطة عام 1979.

كانت المنظمة مُدرجة على لائحة التنظيمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي حتى عام 2009 وللولايات المتحدة حتى عام 2012.

 

تهدئة أوروبية

 يأتي المنع الفرنسي في وقت تسعى قوى غربية إلى تهدئة الأوضاع مع إيران، وبعد أسابيع من إطلاق طهران سراح عدد من الأوروبيين من سجونها، ومنهم فرنسيان.

كان من المقرر تنظيم التجمع، بعد الإفراج عن دبلوماسي إيراني أدين بتدبير هجوم عام 2018.

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل هاتفيًا بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، واستمرت المكالمة تسعين دقيقة.

وعلق شاهين جوبادي، عضو لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس، لرويترز -قبل تاكيد الشرطة إلغاء الحدث- إنه إذا اتخذت السلطات الفرنسية هذا الموقف، سيمثل تجاهلًا صارخًا للمبادئ الديمقراطية، واستسلامًا لابتزاز الطغمة الدينية الحاكمة واحتجاز الرهائن".

 

احتجاجات مهسا

منذ وفاة مهسا أميني في سبتمبر 2022، نُظمت آلاف الأحداث المناهضة للحكومة الإيرانية خلال أشهر، واستمرت حتى مع تراجع الاضطرابات الداخلية في إيران، ما دفع طهران إلى اتهام الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين وإسرائيل، باستغلال الاضطرابات لمحاولة زعزعة استقرارها.

وقال مسؤولون إيرانيون وغربيون، إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع إيران، لتهدئة التوتر المتصاعد واتخاذ خطوات للحد من البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، وإطلاق سراح أمريكيين محتجزين، والإفراج عن أصول إيرانية مجمدة في الخارج.