سندخل طرابلس قريبًا.. ما فرص نجاح باشاغا في تسلم السلطة سلمًا؟
قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، لـ السياق، إن تأجيل دخول الحكومة الليبية العاصمة طربلس، تحت مبرر عدم المواجهة العسكرية، فهمه الدبيبة على أنه ضعف وعدم قدرة، ما زاد تعنته بعدم التسليم، وحذر من أن الانتظار لوقت أطول، قد يقود إلى المواجهة العسكرية المحتومة.

السياق
«سندخل طرابلس قريبًا»، تصريح لرئيس حكومة الاستقرار بليبيا فتحي باشاغا، كشف قرب انتهاء أزمة الحكومتين في البلد الإفريقي، إلا أنه أثار مخاوف من إمكانية اندلاع «حرب جديدة» في العاصمة.
المسؤول الليبي تعهد -في تصريحات لوسائل إعلام محلية- بأن حكومته لن تعمل إلا من طرابلس، مؤكدًا أن الحكومة «دخلت مرحلة التسليم والتسلم(..) لن يطول الأمر، حتى تبدأ حكومتنا العمل من العاصمة».
وقال رئيس الحكومة الليبية، إن حكومة الوفاق السابقة برئاسة فايز السراج سلمت السلطة بسلاسة، ودخلت العمل السياسي، سعيًا للانتخابات، إلا أنه «جرى إحباطنا وإفشال الاستحقاق».
وانتقد باشاغا، سلفه الدبيبة، واتهمه بإفشال الانتخابات، قائلًا: «الدبيبة لم يكن ينوي إجراء الانتخابات، منذ البداية وأبلغ أطرافًا خارجية وداخلية بأنه سيستمر عامين وأكثر، ولن تكون هناك انتخابات»، مشيرًا إلى أن غياب التزام الدبيبة بتعهده بعدم المشاركة في الانتخابات، كان أحد أسباب فشل الاستحقاق الدستوري.
وعن سبل الخروج من الأزمة الحالية، قال باشاغا، إنه «لا مخرج» من الأزمة الحالية في ليبيا إلا بالتوافق، عبر الآليات التي نص عليها الحوار السياسي، مشيرًا إلى أنه لا يمكن إنكار القوى الفاعلة على الأرض شرقًا وغربًا، سياسيًا وعسكريًا.
مخاوف وآمال
أثارت تصريحات باشاغا عن دخول حكومته طرابلس سلمًا، تفاعلًا كبيرًا بين الليبيين، ومخاوف من أن تفشل الجهود السلمية الرامية لتسليم وتسلم السلطة، ما يقود العاصمة الليبية طرابلس إلى حرب جديدة.
وبينما لم يكشف باشاغا كيفية دخول حكومته العاصمة، رجحت مصادر ليبية، أن يكون هناك اتفاق ما قد أبرم، ما جعل رئيس الحكومة مطمئنًا في الإدلاء بتلك التصريحات.
إلى ذلك قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، في تصريحات لـ«السياق»، إن تأجيل دخول الحكومة الليبية العاصمة طربلس، تحت مبرر عدم المواجهة العسكرية، فهمه الدبيبة على أنه «ضعف وعدم قدرة، ما زاد تعنته بعدم التسليم».
وحذر المحلل الليبي من أن الانتظار لوقت أطول، قد يقود إلى المواجهة العسكرية المحتومة، مشيرًا إلى أن باشاغا منح الدبيبة أكثر من الوقت اللازم، للتراجع وتسليم السلطة سلميًا.
المواجهة العسكرية
وأكد المرعاش، أن الوقت ليس في صالح فتحي باشاغا، خصوصًا مع دخول شهر رمضان، مشيرًا إلى أنه إذا إختار المواجهة العسكرية يجب عليه انتظار نهاية الشهر الفضيل، لتجنيب أهالي طرابلس معاناة المواجهة العسكرية حتى مع «حكومة متمردة، كان يجب إزاحتها منذ الأسابيع الأولي لتغييرها ونيل الثقة لحكومته من البرلمان».
وعن الربط بين فشل مشاورات تونس وتصريحات باشاغا، قال المحلل الليبي، إن هناك ربطًا وإن كان غير مباشر، مشيرًا إلى أن تأخر حكومة باشاغا في دخول طرابلس، منح الوقت الكافي لعبدالحميد الدبيبة لشراء ولاءات ميليشيات مسلحة، كانت مترددة في دعمه.
استراتيجية فاشلة
وأوضح المحلل الليبي، أن استراتيجية باشاغا في دخول طرابلس من دون مواجهة عسكرية، فاشلة، وعليه الآن أن يغيرها وإما سيكون مصيره الفشل والرحيل.
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي العربي الورفلي، في تصريحات لـ«السياق»، إن باشاغا منذ تشكيل حكومته واعتمادها، صرح بأنه سيدخل طرابلس سلمًا لاستلام مهامه، لكن يبدو أن هذا الأمر تتخلله صعوبة التطبيق، مشيرًا إلى أن حكومة الدبيبة ما زالت تمارس أعمالها بكل حرية رغم استقالة عدد من أعضائها.
وأوضح المحلل الليبي، أن هناك مشاورات ومحادثات بين أطراف لييية لتسهيل عملية التسليم والاستلام، محذرًا من إمكانية أن يتطور الأمر إلى صدام مسلح، لأن باشاغا لن يتراجع، بينما حكومة الدبيبة مصرة على الاستمرار.
وأكد المحلل الليبي، أن المشاورات تصطدم بما وصفه بـ «عناد» الدبيبة الذي يرى في نفسه الرئيس الشرعي، كونه مدعومًا من بعض الأطراف الدولية.
الانتخابات... المخرج الوحيد
وعن سبل الخروج من الأزمة، قال المحلل الليبي إنه لا أمل في حل هذه الأزمة، إلا بانتخابات عامة، إلا أن هذا الخيار مرفوض من بعض الأطراف، ما يجعل الأزمة مستمرة.
بدوره، قال المحلل السياسي الليبي حسين مفتاح، في تصريحات لـ«السياق»، إن البرلمان أشار إلى خطورة تجاوز خطوات اختيار حكومة جديدة ومنحها الثقة.
وأوضح أن التحذير البرلماني الأخير، جاء احتجاجًا على ممارسات البعثة الأممية بتجاوز خطوة البرلمان كجسم تشريعي، وقدمت مبادرة حاولت من خلالها القفز على الأجسام الموجودة.
وأشار إلى أن حكومة الدبيبة فشلت فشلًا ذريعًا، إلا أن الفشل لم يكن حليفها وحدها، بل للمنظومة الدولية التي لم تسع لإيجاد حل للأزمة الليبية.