اغتيال سياسي... جونسون كاذب بقرار البرلمان البريطاني
لا يزال الزعيم السابق يحظى بشعبية في حزبه، لإشرافه على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد وصل إلى المنصب عام 2019 بعد فوز انتخابي عريض.

السياق
صدِّق أعضاء البرلمان البريطاني -الاثنين- بأغلبية واسعة على تقرير يدين رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، بالكذب على المجلس، بشأن حفلات أقامها في "داونينغ ستريت" خلال الإغلاق لمكافحة كورونا، وسحبوا منه شارة دخول البرلمان.
في يوم ميلاد بوريس جونسون التاسع والخمسين، أيدت أغلبية أعضاء مجلس العموم استنتاجات لجنة الامتيازات والعقوبات البرلمانية.
وصدَّق على التقرير 354 نائبًا، بينما صوت ضده سبعة فقط، وامتنع عن التصويت عديد من النواب، معظمهم من المحافظين.
بوريس جونسون الذي أُجبر على الاستقالة من رئاسة الوزراء الصيف الماضي، بعد سلسلة من الفضائح أبرزها "بارتيغيت"، صار محرومًا من شارة دخوله مبنى البرلمان، التي عادة ما تمنح إلى رؤساء الوزراء السابقين.
بالتقرير الصادر الخميس في 106 صفحات، خلصت اللجنة إلى أنّه "ضلّل مجلس العموم بشأن مسألة ذات أهمية قصوى للمجلس والجمهور... في مناسبات عدّة".
هذا القرار ليس له تأثير كبير، لكنه يمثل إذلالًا للمحافظ الكاريزمي المثير للجدل، الذي وصف التقرير بأنه "اغتيال سياسي".
وقد استقال جونسون من البرلمان، بعد تلقّيه تقرير اللجنة قبل نشره.
استعادة الثقة
بحسب الصحافة البريطانية، دعا رئيس الوزراء السابق أنصاره إلى الامتناع عن التصويت بدلاً من التصويت برفض التقرير.
تناوب المحافظون والمعارضون على إلقاء الكلمات، أكثر من خمس ساعات في مجلس العموم، لإبداء رأيهم في التقرير.
وقالت وزيرة العلاقات مع البرلمان بيني موردنت- بداية الجلسة- إنها ستصوت لصالح التقرير، لكن من دون فرض أي خيار على غيرها من النواب، موضحة أن "على جميع الأعضاء أن يتخذوا قراراتهم بأنفسهم وعلى الآخرين تركهم وشأنهم في هذا الصدد".
أما رئيس الوزراء ريشي سوناك، الذي صار تنافسه مع بوريس جونسون أكثر بروزًا من أي وقت مضى، فلم يحضر المناقشة قائلاً إنه لا يريد "التأثير" في التصويت.
ودعت رئيسة الوزراء المحافظة السابقة تيريزا ماي النواب إلى التصويت لصالح التقرير "للمساعدة في استعادة الثقة بديمقراطيتنا البرلمانية".
وقالت النائبة العمالية أنجيلا إيغل، إن بوريس جونسون "هرب من الالتزام بالمساءلة عن أكاذيبه... لم يقدم اعتذارًا، ولم يبد أي مسؤولية".
في المقابل، قال النائب جاكوب ريس-موغ، وهو من أشد المقربين من رئيس الوزراء السابق، إن اللجنة "حاولت عمداً اعتماد أكثر التفسيرات السلبية... لأنشطة جونسون".
عودة إلى الصحافة
لا يزال الزعيم السابق يحظى بشعبية في حزبه، لإشرافه على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد وصل إلى المنصب عام 2019 بعد فوز انتخابي عريض.
لكن وفقًا لاستطلاع للرأي، يعتقد 69% من البريطانيين و51% من ناخبي حزب المحافظين، أنه كذب على البرلمان.
وبدأ الصحفي السابق الذي ينتظر طفله الثامن، نشر مقال أسبوعي في صحيفة ديلي مايل المحافظة منذ الجمعة.
وأثار مقطع فيديو جديد بثته صحيفة ذي ميرور الأحد، يظهر أعضاء من حزب المحافظين يرقصون في حفلة أثناء الوباء، في تحد لقواعد الإغلاق، استنكارًا قويًا.
تعاطي المخدرات
جاءت هذه الحلقة الجديدة من "بارتيغيت" في وقت تتعرّض حكومة المحافظين لضغوط أكثر من أيّ وقت مضى، لكبح التضخّم وارتفاع أسعار الفائدة الذي يؤدّي إلى ارتفاع أسعار الإيجارات والقروض العقارية.
بينما يشهد حزب المحافظين تراجعاً في استطلاعات الرأي أمام المعارضة العمّالية، سيخوض أربعة انتخابات فرعية في الأشهر المقبلة وهو في وضع سيئ، بعد استقالة نائب جديد هو ديفيد واربورتون نهاية هذا الأسبوع، بعد اتهامه بتعاطي المخدّرات ومضايقة إحدى مساعداته.