صواريخ كوريا الشمالية النووية... الاختبار الأقسى لبايدن

كيم جونغ أون يعمل على زيادة وتيرة الاستفزازات، بتحديث ترسانته من الأسلحة النووية والكيميائية، وبذلك يضع الرئيس الأمريكي جو بايدن في اختبار كبير

صواريخ كوريا الشمالية النووية... الاختبار الأقسى لبايدن

ترجمات – السياق

اعتبرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن تطوير الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، من قبل كيم جونغ أون، يضع الرئيس الأمريكي جو بايدن على المحك.

وأضافت -في تقرير- أن كيم جونغ أون يعمل على زيادة وتيرة الاستفزازات، بتحديث ترسانته من الأسلحة النووية والكيميائية، وبذلك يضع الرئيس الأمريكي جو بايدن في اختبار كبير.

وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن جيش كوريا الجنوبية، أفاد بأن جارته الشمالية أطلقت صاروخين باليستيين، بعد ثلاثة أيام فقط من زعم بيونغ يانغ أنها اختبرت بنجاح صواريخ جديدة من طراز
 كروز طويلة المدى، يمكن استخدامها لحمل رؤوس نووية.

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن العمليات العسكرية، كانت أول تجربة صاروخية جادة لكوريا الشمالية منذ نحو ستة أشهر، كما أنها تأتي عقب تحذير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي، من أن نظام كيم أعاد تشغيل مفاعل حيوي، في أكبر مجمع للمواد النووية للمرة الأولى منذ عام 2018.

 

رؤوس حربية نووية

وقالت خبيرة الدفاع "ميليسا هانهام" من مركز منع انتشار الأسلحة ومقره الولايات المتحدة: "منذ امتلاك كوريا الشمالية رؤوسًا حربية نووية، كانوا يجهزون أنفسهم بطرق مختلفة لإيصالها".

وأضافت: "هذا هو الحال بالنسبة لأي دولة تحصل على سلاح نووي، كما رأينا مع الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند وباكستان وفرنسا والمملكة المتحدة، لديهم طرق عدة لإيصال رؤوس حربية نووية، بينما تحاول كوريا الشمالية أن تفعل الشيء نفسه".

ونقلت الصحيفة البريطانية، عن عدد من الخبراء قولهم: إن خطط كيم بدت وكأنها تمت معايرتها لتجنُّب رد فعل عنيف من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ.

وقال ليف إريك إيسلي، الأستاذ المساعد في الدراسات الدولية بجامعة إيوا وومانس في سيول: "بينما يريد نظام كيم الضغط على الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات، فإنه لا يريد عزل الصين وروسيا، لأن هاتين الحكومتين تقفان حاليًا في طريق تعزيز العقوبات".

 

اختبارات شائنة

لكن الاستفزازات -تضيف "فايننشال تايمز"- أثارت أيضًا تساؤلات عن كيفية رد الرئيس الأمريكي وحلفائه، مثل كوريا الجنوبية واليابان، على تجارب الأسلحة الكورية الشمالية، التي لم تتضمن صواريخ بالستية طويلة المدى عابرة للقارات، إذ أنه في مارس الماضي، قلل بايدن من أهمية إطلاق الصواريخ قصيرة المدى.

وأشار أنكيت باندا، من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إلى أنه لم تكن هناك حاجة أمريكية لرد أكثر صرامة، لأن الاختبارات لم تنتهك قرارات الأمم المتحدة، التي تحظر أسلحة الدمار الشامل وتقنيات الصواريخ البالستية في بيونغ يانغ.

في المقابل، أدان يوشيهيدي سوجا، رئيس وزراء اليابان، اختبارات كوريا الشمالية ووصفها بأنها "شائنة"، وقال: "ربما يأسفون لذلك الآن، بالنظر إلى أن كوريا الشمالية تختبر على ما يبدو صاروخ كروز بقدرة نووية... أعتقد أن ذلك يشكل انتهاكًا، نظرًا لأنه مصمم لحمل أسلحة نووية".

وأضاف سوجا: "إطلاق صاروخ بالستي لأول مرة منذ نحو ستة أشهر، يشكل تهديدًا للسلام والأمن في بلدنا ومنطقتنا"، مستطردًا: " نراقب الوضع بيقظة، وبجمع وتحليل المعلومات، وتقديمها للشعب على وجه السرعة، والتأكد من سلامة السفن والطائرات، واتخاذ إجراءات شاملة في حال حدوث موقف غير متوقَّع".

 

عابر للقارات

وتوضح "فايننشال تايمز"، أن كيم كشف في أكتوبر الماضي، عن أكبر صاروخ بالستي عابر للقارات في العالم.

وأوضحت أنه بين المجالات الحاسمة، التي يتتبعها خبراء الأسلحة الدوليون الآن، تحركات جديدة في قاعدة بحرية كورية شمالية، يحتمل أن تكون مرتبطة ببرنامج تطوير الغواصات.

وأشارت ميليسا هانهام إلى "نشاط مثير للاهتمام" تم رصده حول حوض بناء السفن البحري سينبو، على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية، وقالت إن فريقًا من الباحثين لا يزال يجمع ويحلل صور الأقمار الصناعية، التي تم التقاطها فوق الموقع، ولم ينتهوا مما تدل عليه التغييرات.

وحسب الصحيفة البريطانية، تأتي التطورات المحتملة في التكنولوجيا البحرية لكوريا الشمالية، بعد أن عرضت بيونغ يانغ في يناير الماضي، صاروخًا بالستيًا جديدًا تطلقه غواصة، وحدَّد كيم خططًا لتعزيز تطوير أسلحة نووية "تكتيكية" قصيرة المدى، وغواصة نووية جديدة وصواريخ تفوق سرعة الصوت.

 

أكبر الأساطيل في العالم

ووفقًا لتحليل مبادرة التهديد النووي، وهي مجموعة مناصرة لحظر الانتشار النووي مقرها الولايات المتحدة، فإن كوريا الشمالية تمتلك أحد أكبر أساطيل الغواصات في العالم، مع تقديرات بأكثر من 80 سفينة.

ويُنظر إلى التقدُّم في قدرات الغواصات، على أنه مهم بشكل متزايد في تزويد نظام كيم بمزيد من خيارات الإطلاق، إضافة إلى العمل كـ "تحوط" ضد أي هجمات على أنظمته النووية الأرضية.

وتعليقًا على ذلك، قال فيبين نارانج، خبير السياسة النووية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: مع نضج كوريا الشمالية كقوة نووية، من المرجَّح أن تسعى لتطوير قدرات تسعى جميع القوى النووية "الطبيعية" إلى زيادتها.

وأضاف، أن ذلك يشمل تعزيز "قدرتها على البقاء" ضد الولايات المتحدة، من خلال تحسين تنوعها وكميتها، وإضافة المزيد من القدرة على أسلحتها خصوصًا النووية، بما في ذلك القدرات البحرية.

كان سونغ كيم، مبعوث بايدن لكوريا الشمالية قال: إن باب المحادثات مع كوريا الشمالية لا يزال مفتوحًا.