كر وفر.. روسيا وأكرانيا أين وصلت الحرب؟

دعا فلاديمير سالدو، زعيم منطقة خيرسون، المدنيين إلى إخلاء المدينة، طالبًا المساعدة من موسكو ردًا على الهجوم الأوكراني، ومتهمًا كييف باستهداف المدنيين

كر وفر.. روسيا وأكرانيا أين وصلت الحرب؟

السياق

تطورات متسارعة ومتلاحقة تنذر بوصول الحرب الروسية الأوكرانية إلى نقطة بعيدة عن أي عملية سلام مرجوة؛ فروسيا الآن تجلي المدنيين من منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا مع تقدم القوات الأوكرانية.

وجاء ذلك بعد قصف صاروخي عنيف أمطر كييف قبل أيام عقب عملية "جسر القرم"، التي اتهمت روسيا وزارة الدفاع الأوكرانية بتنفيذها، لترد أوكرانيا على ذلك القصف الروسي بضربها منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا مع تقدمها على الأرض في مسعى لاستعادة السيطرة التي تقع تحت سيطرة موسكو.

"أنقذوا أنفسكم" 

ودعا فلاديمير سالدو، زعيم منطقة خيرسون، المدنيين إلى إخلاء المدينة، طالبًا المساعدة من موسكو ردًا على الهجوم الأوكراني، ومتهمًا كييف باستهداف المدنيين.

قائلًا: "أنقذوا أنفسكم.. اذهبوا إلى روسيا للترفيه والدراسة". كذلك طالبت الحكومة الروسية من مواطني منطقة خيرسون -التي ضمتها روسيا حديثًا باستفتاء رفضه المجتمع الدولي- المغادرة، وجاء ذلك عقب رسالة لنائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسنولين، في رسالة بثها التلفزيون الحكومي.

من ناحيته قال خوسنولين، أحد المسؤولين في شبه جزيرة القرم إن الحكومة اتخذت قرارًا بتنظيم تقديم المساعدة لمغادرة سكان منطقة خيرسون إلى مناطق أخرى من البلاد، مؤكدًا أنهم سيوفرون للجميع سكنًا مجانيًا وكل ما هو ضروري.

إلى ذلك قال حاكم منطقة روستوف، فاسيلي غولوبيف، إن الدفعة الأولى من الأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم من خيرسون ستصل يوم الجمعة إلى منطقة روستوف الروسية، مؤكدًا: منطقة روستوف ستستقبل وتستوعب كل من يريد أن يأتي إلينا من منطقة خيرسون.

 وجاء ذلك وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية الحكومية تاس.

"خيرسون"

أما على الجبهة الأوكرانية، فالتحركات الأخيرة مكَّنت كييف من استعادة السيطرة على بعض المناطق في شمال غرب خيرسون، واقتربت من مدينة خيرسون. وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولى عليها الجيش الروسي منذ بدء الحرب في فبراير الماضي.

وتأتي تلك التحركات وسط حالة من الصمت في الجيش الأكراني الذي لم يعقب على تقدم قواته في المنطقة الإستراتيجية

والمتاخمة لشبه جزيرة القرم التي خاضت من أجلها روسيا حربًا في العام 2014 وضمتها لسيادتها.

وعلى صعيد خيرسون أيضًا رفضت أوكرانيا الاتهامات الموجهة لها بأنها تستهدف مدنيين، قائلة: "نحن لا نستهدف مواطنينا"

ويرجع محللين أسباب التقدمات التي حققتها القوات الأوكرانية مؤخرًا إلى أنظمة صواريخ هيمارس التي زودتها بها الولايات المتحدة.

"انفجارات كييف"

إذ تمكّن الجيش الأوكراني من استهدف مواقع عسكرية رئيسة تحت سيطرة روسيا، كما هددت بقطع الجزء الأكبر من القوات الروسية التي تسيطر على الضفة الغربية لنهر دنيبر، والمعروفة باسم دنيبرو في أوكرانيا. حسب بي بي سي.

وقبل أيام هزّ العاصمة الأوكرانية كييف، دوي عدة انفجارات متتالية، أسقطت قتلى وجرحى.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنَّ هناك قتلى وجرحى في انفجارات هزت مدنًا في أنحاء أوكرانيا واتهم روسيا بمحاولة محو بلاده "من على وجه الأرض".

وأضاف "إنهم يحاولون تدميرنا ومحونا من على وجه الأرض.. تدمير مواطنينا الذين ينامون في منازلهم في (مدينة) زابوريجيا. قتل الأشخاص الذين يذهبون للعمل في دنيبرو وكييف".

ومضى يقول "صفارات الإنذار لا تهدأ في جميع أنحاء أوكرانيا. هناك صواريخ تسقط.. للأسف هناك قتلى وجرحى".

كما شنت روسيا قصفًا كذلك على لفيف في غرب البلاد بعيدًا عن خط الجبهة، وعلى دنيبرو (وسط) وزابوريجيا (جنوب)

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن الرئيس بوتين ضم منطقتي خيرسون وزابوريجيا في جنوب أوكرانيا، وكذلك دونيتسك ولوهانسك في الشرق، وسط تنديد أوكراني وغربي.

فيما صوَّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة على إدانة خطوة ضم روسيا للمناطق الأوكرانية.

وأيَّد قرار الجمعية 143 دولة، بينما امتنعت 35 دولة عن التصويت، بما في ذلك الصين والهند، ورفضت أربع دول القرار وهي بيلاروسيا وكوريا الشمالية وسوريا ونيكاراغوا.