بسبب كافالا.. تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين تركيا والغرب
لم يتضح ما إذا كان أردوغان مستعدًا لتنفيذ عمليات الطرد الدبلوماسي، وهي خطوة قد تفاقم المشكلات المالية للبلاد، والعزلة عن حلفائها الغربيين التقليديين

ترجمات - السياق
قال موقع صوت أمريكا، إن العلاقات بين تركيا والغرب، تتجه نحو الصدام، على خلفية إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن 10 سفراء غربيين "غير مرغوب فيهم"، بدعوى تدخلهم في شأن داخلي.
وأضاف الموقع، في تقرير، أن تركيا تواجه معارضة دبلوماسية شديدة، بعد أن دعا أردوغان إلى طرد 10 سفراء، بمن فيهم السفير الأمريكي ديفيد ساترفيلد، بعد مطالبتهم بالإفراج عن رجل الأعمال التركي، عثمان كافالا.
وأشار "صوت أمريكا" إلى أن هولندا والدنمارك والنرويج، أصدرت بيانات تقول إنها ما زالت ملتزمة بالدفاع عن حقوق الإنسان في تركيا، بينما قالت الولايات المتحدة وألمانيا، إنهما تطلبان توضيحات من أنقرة، موضحة أن هذه الدول بين 10 دول أعلن أردوغان أن سفراءها غير مرغوب فيهم، وهو مصطلح دبلوماسي يستخدم لطرد الدبلوماسيين.
جاء قرار الرئيس التركي، بسبب البيان المشترك الذي أصدره السفراء الغربيون، داعين فيه إلى إطلاق سراح رجل الأعمال التركي الشهير عثمان كافالا، وهي خطوة ندد بها أردوغان ووصفها بأنها تدخل في شؤون تركيا.
وقال أردوغان: "عليهم أن يعرفوا ويفهموا تركيا جيدًا، لأنه في اليوم الذي لا يعرفون ولا يفهمون فيه تركيا، سيغادرون".
وأشار الموقع الأمريكي، إلى أن كافالا أحد أبرز مؤيدي المجتمع المدني في تركيا، ومن منتقدي أردوغان، موضحة أنه متهم بالسعي لإطاحة الرئيس التركي، من خلال تمويل محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 والاضطرابات المدنية عام 2013، مضيفة: "لقد قضى أربع سنوات في السجن ولم تتم إدانته حتى الآن، رغم أنه نفى جميع التهم الموجَّهة إليه".
مزاعم أردوغان
واعتبر "صوت أمريكا" أن الرئيس التركي يزعم أنه يدافع عن استقلال تركيا بمثل هذه التصريحات، مشيرة إلى أن المراقبين يربطون بين هذه التصريحات ومحاولة جذب الناخبين، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2023.
واعتبر الموقع، أن أردوغان يلعب بشكل جيد، مع قاعدته الانتخابية القومية، كمحاولة لصرف انتباهها عن الأزمات الاقتصادية.
ونقل الموقع عن الكاتبة إلهان أوزجيل، من بوابة دوفار، قولها: إن أردوغان قد يستخدم دبلوماسية صارمة، لتشتيت انتباه الرأي العام، عن انخفاض سعر العملة والأزمة الاقتصادية، التي تلوح في الأفق.
وشدد الموقع الأمريكي، على أن أردوغان -في مواجهة فقد شعبيته بسبب الظروف الاقتصادية السيئة- يحاول جاهدًا استغلال أي خلافات بينه وبين الولايات المتحدة، لجذب مؤيديه، مشيرًا إلى أنه من المعروف أن أي حديث ضد الولايات المتحدة يجذب الناخبين، خصوصًا عندما يسترسل ويتهم المعارضة بأنهم يتعاونون مع قوى أجنبية ووكالة المخابرات المركزية وواشنطن لإطاحته.
وأوضح "صوت أمريكا" أنه حتى الآن لم يتلقَ أي من السفراء العشرة إخطارًا رسميًا، بإعلانه شخصًا غير مرغوب فيه.
ونقلت الإذاعة عن مراقبين قولهم، إنه لم يتضح ما إذا كان أردوغان مستعدًا لتنفيذ عمليات الطرد الدبلوماسي، وهي خطوة قد تفاقم المشكلات المالية للبلاد، والعزلة عن حلفائها الغربيين التقليديين.
توقيت مروِّع
من جانبه، قال أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، في جامعة ديوك الأمريكية، تيمور كوران: إن "التوقيت مروِّع، إذا كان يريد إصلاح علاقاته بحلفائه الأوروبيين والأميركيين"، وأضاف: "كل شيء يشير إلى أن محيطه، ابتداءً من وزير خارجيته، يحاولون ثنيه عن القرار".
وانتقد نائب رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في فرنسا، الخبير في العلاقات التركية، ديدييه بليون، قرار الرئيس التركي، بطرد سفراء 10 دول، بينهم أمريكا وفرنسا وألمانيا، من بلاده، قائلًا: "أردوغان يلعب لعبة خطيرة للغاية، فهو يحاول إثارة الروح القومية، في محاولة لتوحيد ناخبيه حوله".
وأضاف بليون: «7 من الدول الـ10 التي هددها أردوغان، أعضاء في الناتو، أي أنهم حلفاء لتركيا، فلماذا يهاجمهم؟"، مشيرًا إلى أن تركيا تمر الآن بعملية سياسية معقَّدة للغاية، وتظهر استطلاعات الرأي، أن شعبية أردوغان تتراجع، لذا فهو يحاول -بقرار طرد السفراء- إثارة الروح القومية، في محاولة لتوحيد جمهوره حوله، وتابع: "باستخدام كافالا.. يتهم أردوغان، الدول الأخرى بالتدخل في شؤون العدالة والداخلية التركية".
وقال: "يلعب أردوغان لعبة خطيرة، لأنه يتجاهل الإجراءات الدبلوماسية المعتادة، إذ تتمتع هذه الدول بأهمية كبيرة لتركيا، من حيث العلاقات الاقتصادية والسياسية".
وأشار "صوت أمريكا" إلى أن علاقات أنقرة بالغرب، تشهد فتورًا خاصة مع واشنطن، في ما يتعلق بعقود شراء طائرات مقاتلة من طراز "إف 35" وطلب قطع غيار لطائرات "إف 16"، فضلًا عن إقدامها على شراء نظام دفاع جوي روسي من طراز "إس 400" رغم عضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
محاكمة غير عادلة
في أول تعليق له على تصريحات أردوغان، نقل "صوت أمريكا" عن كافالا قوله في بيان مكتوب: "بما أنه لا توجد إمكانية لمحاكمة عادلة في ظل هذه الظروف، أعتقد أن المشاركة في جلسات الاستماع وتقديم دفاعي، لن يكون لهما معنى من الآن فصاعدًا".
كانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، دعت إلى الإفراج الفوري عن كافالا، قائلة إنه لا يوجد شك في أنه ارتكب جريمة، ووجدت أن اعتقاله كان يهدف إلى إسكاته.
بينما قال المجلس الأوروبي، الذي يشرف على تنفيذ قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، إنه سيبدأ إجراءات انتهاك ضد تركيا، إذا لم يتم الإفراج عن كافالا.
ومن المقرر عقد الجلسة التالية، في القضية المرفوعة ضد كافالا وآخرين، في 26 نوفمبر المقبل.
يذكر أنه تمت تبرئة كافالا العام الماضي، من تهم تتعلق باحتجاجات 2013، لكن الحكم أُلغي هذا العام واقترن بتهم في قضية أخرى، تتعلق بمحاولة الانقلاب، ونقلت الإذاعة الأمريكية عن جماعات حقوقية قولها، إن قضية كافالا رمز لحملة قمع المعارضة، في عهد أردوغان.