هل تضرب واشنطن المطلوبين من شبكة حقاني في أفغانستان؟
أحد هؤلاء المطلوبين، الذي ما زال يحمل مكافأة قدرها 10 ملايين دولار على رأسه لأنشطته الإرهابية المزعومة، كان سراج الدين حقاني

ترجمات - السياق
بعد تصفية زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بضربة أمريكية في أحد المنازل التي كان يختبئ فيها والتابعة لوزير داخلية حركة طالبان المسلحة سراج الدين حقاني، -حسب تقارير- في قلب العاصمة الأفغانية كابل، أثيرت تساؤلات عن موقف الحركة المسلحة من قادة «القاعدة»، وما إذا كانت واشنطن ستواصل حصد تلك الرؤوس المختبئة في أفغانستان، خاصة أن بعضهم مطلوبون لدى الإدارة الأمريكية.
أحد هؤلاء المطلوبين، الذي ما زال يحمل مكافأة قدرها 10 ملايين دولار على رأسه لأنشطته الإرهابية المزعومة، كان سراج الدين حقاني، الذي أثيرت مزاعم بأن أيمن الظواهري عاش تحت حمايته في كابل، إلا أنه لم يظهر علنًا منذ الإبلاغ عن تصفية زعيم القاعدة.
ويقول موقع صوت أمريكا، في تقرير ترجمته «السياق»، إن وزير داخلية طالبان البالغ من العمر 42 عامًا، زعيم شبكة حقاني، وهو فصيل قوي داخل حركة طالبان، ليس الإرهابي الوحيد في عائلته الممتدة، بل إن عمه خليل حقاني، وهو أيضًا وزير بمجلس الوزراء في قيادة طالبان الأفغانية، وشقيقه الأصغر عزيز حقاني، قدَّمت الحكومة الأمريكية مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقالهما.
ورغم أن يحيى حقاني، المساعد المقرب لسراج الدين، لم تعلن الحكومة الأمريكية مكافأة مالية مقابل معلومات تقود لاعتقاله، فإنه صُنِّف بأنه «إرهابي» عالمي من قِبل واشنطن في فبراير 2014.
ويقول «صوت أمريكا»، إن أهل حقاني مطلوبون لتورطهم المزعوم في تنفيذ وتنظيم سلسلة من الهجمات الإرهابية في أفغانستان، خلال السنوات الماضية.
وأشار التقرير إلى أن سراج الدين حقاني متهم بالتخطيط لهجوم 14 يناير 2008 على فندق سيرينا في كابل، الذي أسفر عن قتل ستة أشخاص بينهم الأمريكي ثور ديفيد هيسلا، ما دفع وزارة الخارجية الأمريكية إلى تصنيف حقاني بأنه إرهابي عالمي في مارس 2008.
وفي فبراير من نفس العام، صنَّفت أمريكا، خليل بأنه إرهابي عالمي، لقيامه بعمليات إرهابية، بينها مساعدة القاعدة في أفغانستان بالمقاتلين والأسلحة والموارد المالية.
وبحسب «صوت أمريكا»، فإنه حتى استيلاء حركة طالبان على كابول في أغسطس الماضي، كان مقاتلو شبكة حقاني يعيشون في سرية شديدة، لدرجة أنه لم تكن هناك صور لسراج الدين وخليل، اللذين يظهران الآن أمام الكاميرات، ويتفاخران بانتصارهما.
عودة إلى الاختباء
لكن العديد من قادة شبكة حقاني، بمن فيهم سراج الدين، غادروا كابل إلى مخابئ جنوبي غرب أفغانستان منذ اغتيال الظواهري، بحسب رحمة الله نبيل، المدير السابق لوكالة "التجسس الأفغانية"
وقال نبيل، في تصريحات لـ«صوت أمريكا»، إن سراج الدين حقاني شوهد آخر مرة في الأول من أغسطس الجاري، في مقاطع فيديو قصيرة على «تويتر» نشرتها وزارة داخلية طالبان له وهو يتحدث مع الناس بالمناطق الريفية في ولاية بكتيا بأفغانستان.
إلا أنه بعد الهجوم على الظواهري، ذهب سراج إلى بكتيا واختفى وجميع مساعديه المقربين ولم يروا في وزارة الداخلية، بحسب «صوت أمريكا» الذي قال إن سراج الدين حقاني يخشى على علاقاته وسياساته قبل الهجوم وبعده.
وقالت حركة طالبان إنها لم تكن على عِلم بمقر إقامة الظواهري في قلب كابل، على بعد كيلومتر واحد من وكالة مخابرات طالبان، لكن المسؤولين الأمريكيين يشككون في ذلك.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين، ردًا على سؤال عما إذا كانت طالبان على عِلم بوجود الظواهري في كابل: «كان هناك أعضاء كبار في شبكة حقاني على عِلم».
استهداف حقاني
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم لن يسمحوا لطالبان بإعادة أفغانستان إلى مركز للإرهابيين الدوليين، بينما قال كيربي: «إذا كان لدينا دليل موثوق به على أن إرهابياً يعمل في أفغانستان أو في أي مكان آخر، فإن الرئيس سيتخذ إجراءات للدفاع عن هذا البلد والشعب الأمريكي».
ووجَّه «صوت أمريكا»، سؤالًا إلى البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، عما إذا كان قادة شبكة حقاني قد يعدون أهدافًا لضربات مكافحة الإرهاب الأمريكية، لكن البيت الأبيض رد بأنه ليس لديه ما يضيفه.
وقال نبيل مسؤول المخابرات الأفغانية السابق الذي عمل مع وكالات المخابرات الأمريكية، إن عائلة حقاني قد تندرج على قائمة الأهداف الأمريكية، مضيفًا: «بالنظر إلى عمق طالبان، لا سيما علاقات فرع حقاني مع الجماعات الإرهابية الأخرى، التي لا تنفصم، من المحتمل أن تستهدفهم الولايات المتحدة، ولن يكون سراج حقاني استثناءً».
في حين أن الولايات المتحدة لم تضرب أهدافًا لطالبان العام الماضي، قتلت غارة أمريكية بطائرة من دون طيار عام 2016 الملا أختر منصور، وهو زعيم سابق في طالبان، جنوبي غرب باكستان بالقرب من الحدود الأفغانية.
إلا أن مسؤول المخابرات الأفغانية السابق، توقع ألا توجه الولايات المتحدة أي ضربة ضد قيادة طالبان على المدى القصير، مشيرًا إلى أن ذلك يتعارض مع مصالح السياسة الحالية للولايات المتحدة في المنطقة، التي تقتصر على منع استخدام الأراضي الأفغانية كملاذ للمنظمات الإرهابية، التي تريد مهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها.
ومن خلال إيواء الظواهري في كابل، يقول المسؤولون الأمريكيون، إن طالبان انتهكت التزامها في اتفاق الدوحة بأنها لن تسمح لأي مجموعات أو أفراد إرهابيين، بمن في ذلك أعضاء القاعدة، بالعمل في أفغانستان.
واتهم مسؤولون أمريكيون طالبان، وتحديداً شبكة حقاني، بانتهاك الاتفاقية بالسماح للظواهري في كابل، مضيفين بنداً آخر في قضية الإرهاب الأمريكية ضد سراج الدين حقاني وكبار معاونيه.