ضربة جديدة لإرهابيي تونس... ماذا حدث في ولاية القصرين؟

عسكريين اثنين من الجيش التونسي أصيبا، في مهمة عملياتية بجبل السلوم في ولاية القصرين المتاخمة للحدود الجزائرية.

ضربة جديدة لإرهابيي تونس... ماذا حدث في ولاية القصرين؟

السياق

ضربة جديدة للإرهابيين في تونس، الذين يتخذون من جبال ولايات القصرين وجندوبة والكاف الحدودية مع الجزائر، وكرًا آمنًا للاختباء، من الملاحقات الأمنية.

فبعد أيام من القبض على مدير مخابراتها السابق لزهر لونقو إثر فراره إلى الجزائر، أعلنت السلطات التونسية، الجمعة، تحقيق اختراق جديد في صفوف «الإرهابيين»، مشيرة إلى أن جيشها، اشتبك مع «إرهابيين» في منطقة متاخمة لجارتها.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية، في بيان وزعه على وسائل الإعلام المحلية، إن عسكريين اثنين من الجيش التونسي أصيبا، في مهمة عملياتية بجبل السلوم في ولاية القصرين المتاخمة للحدود الجزائرية.

وأكد متحدث «الدفاع» الرائد محمد زكري، أن قوات الجيش تمكنت من إصابات مباشرة لعدد من الإرهابيين، بعد اشتباك تشكيلة عسكرية، كانت في مهمة عملياتية بجبل السلوم، من ولاية القصرين، مع مجموعة «إرهابية»، مشيرًا إلى أن عسكريين اثنين أصيبا بإصابات غير بليغة، تم نقلهما، إلى المستشفى العسكري للعلاج، وحالتهما مستقرة.

ضربة أمنية

يأتي ذلك بعد أيام، من إعلان مسؤول أمني تونسي، الخميس، أن السلطات الجزائرية ألقت القبض على مدير المخابرات التونسي السابق لزهر لونقو بعد دخوله خلسة إلى بلدة الجزائرية قرب الحدود التونسية وسلمته إلى تونس.

وبحسب وكالة رويترز، فإن لونقو كان قياديًا أمنيًا مثيرًا للجدل، وشغل أيضًا منصب ملحق أمني بسفارة تونس في باريس، قبل تنحيته ثم وضعه رهن الإقامة الجبرية وعزله من مهامه، عقب سيطرة الرئيس قيس سعيد على السلطة التنفيذية وإغلاق البرلمان.

كانت تونس، التي تقاتل منذ سنوات، إرهابيين موالين لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» في جبال ولايات القصرين وجندوبة والكاف الحدودية مع الجزائر، أعلنت في مارس الماضي، تفكيك 148 خلية إرهابية في مدن مختلفة، كانت تخطط لعمليات إرهابية، إحداها كانت تستهدف وزير الداخلية الحالي توفيق شرف الدين.

73 خلية إرهابية

وفي تصريحات صحفية في ذلك الوقت، أكد المتحدث الرسمي باسم الإدارة العام للحرس الوطني حسام الدين الجبابلي، إطاحة 73 خلية إرهابية عن طريق الأمن الوطني و75 عن طريق الحرس الوطني، مشيرًا إلى أن الخلية الإرهابية التي استهدفت دورية أمنية متمركزة بمفترق منطقة بئر السلطان جنوب مدينة دوز، بعملية طعن 4 يناير الماضي، كانت تخطط لاستهداف وزير الداخلية توفيق شرف الدين أثناء زيارته للجنوب، وبالتحديد في محافظة توزر.

المتحدث الرسمي باسم إدارة الحرس الوطني، كشف أن المتطرف الذي أوقف حينها كشف عن علاقة بمجموعات أخرى في مناطق عدة داخل البلد الإفريقي بينها محافظتا مدنين (جنوبا) وسوسة (شرقا)، إضافة إلى آخر في سوسة، كان الممول الأساسي للعملية.

ولم يقتصر الأمر على ضبط الإرهابيين المحليين، بل إن تحقيقات السلطات أكدت أن فتاة قادمة من دولة أجنبية للسياحة، تم استقطابها وتسفيرها إلى إحدى بؤر النزاع، حيث تلقت تدريبات على صنع المتفجرات.

التصدي للإرهاب

كانت تونس، قالت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «التصدي للإرهاب والتطرف العنيف يجب ألا يكتفي بالمقاربات العملية الصرفة، بل يستدعي التمعن في الظروف والأسباب العميقة المؤدية لهذه الظواهر، من خلال العمل على إنهاء النزاعات الممتدة والاحتلال ونزع فتيل الأزمات والصراعات التي تولد أرضية خصبة للعنف والإرهاب».

وشددت تونس، على أن التطرف يستدعي مواصلة العمل بشكل منسق ومتسق بين مختلف الأطر الوطنية والإقليمية والأممية والدولية لتعزيز البعد الوقائي والاستباقي، وقطع الطريق أمام الخطاب الدعائي للإرهاب والتطرف العنيف والاستقطاب، من خلال تعزيز العمل المشترك الإنساني بين الشعوب والثقافات والأديان وإعلاء قيم الوسطية والاعتدال وبناء المرونة، وكذلك العمل على تحسين صمود المجتمعات وشموليتها، عبر الترويج لثقافة السلام والتسامح.