بين المزح والجد... القرش السعودي يثير الجدل في مصر
نقيب صيادي دمياط في مصر، أثار حالة من الجدل والسخرية بعد تصريحة بأن سبب مهاجمة القرش لسائح روسي في الغردقة، له علاقة بإلقاء أضاحي الحج النافقة خلال نقلها إلى السعودية في البحر الأحمر.

السياق
حادث مصرع سائح روسي في مدينة الغردقة، مازال يثير الجدل، ليس فقط داخل مصر وإنما دخلت السعودية على الخط، بعد تصريح لمسؤول في إحدى نقابات الصيد، ألمح فيه أن المملكة لها علاقة بالحادث، بسبب إلقاء المواشي والأضاحي النافقة على سواحل البحر الأحمر، ما يجذب أسماك القرش إلى هذه المنطقة.
وتقع السعودية على الجهة الأخرى من سواحل مصر، بينما تحدث كثيرون عن منافسة سياحية بين البلدين، مع التفات الرياض إلى أهمية البحر الأحمر وبدء استثمارات ضخمة في المدن الواقعة عليه.
وأثار الفيديو الذي ألتقط لسائح روسي تلتهمه سمكة قرش، حالة من الهلع، بينما سارع كثيرون إلى الأسباب التي قد تدفع إلى هذا الهجوم.
بقايا الجثمان
وقال رئيس قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة المصرية محمد سالم، في تصريحات تلفزيونية: "من الوارد هجوم القرش على البشر، لكن في الحالات الطبيعية فإن سمكة القرش بمجرد أن تعض الإنسان وتكتشف أنه ليس من مصادر تغذيتها الطبيعية المعروفة تتركه، وإن استمرت في هجومه فذلك يعني أنها مصابة بخلل ما".
وأضاف:" لم نعثر في بطن قرش الغردقة على غذاء طبيعي لنوعيته، وكل ما وُجد هو بقايا جثمان السائح المتوفى، وذلك يدل على اختلال في بيئة هذا القرش".
من جانبه قال أحمد المغربي، نقيب صيادي دمياط، لموقع القاهرة 24 الإخباري إن أسماك القرش تقترب من السواحل في هذا التوقيت بالتحديد من كل عام، لأسباب عدة، أهمها إلقاء السفن للأضاحي النافقة في عرض البحر.
علاقة موسم الحج
وأوضح المغربي أن أسماك القرش توجد بكثرة خلال هذه الأيام حول الشواطئ، خاصة الطرق المؤدية إلى السعودية بينها الخليج العربي.
وأشار إلى أنه مع اقتراب موسم الحج تزداد الأغنام المساقة إلى السعودية ومصر وبعض الدول العربية والإسلامية للأضحية.
وأوضح أن السفن تلقي المواشي النافقة أو المصابة في عرض البحر، وكذلك تلقي بعض "المذابح" مخلفات الذبح، ما يحفز حواس أسماك القرش ويجعلها تقترب من السواحل، حسب قوله.
وأشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة سبب في تغير سلوكيات بعض القروش، ما يجعلها تقترب أكثر من السواحل في الصيف.
هجوم مماثل
تصريحات الصياد المصري، هناك من فسرها بأنه اتهام للمملكة بالتسبب في هذا الحادث، ما أثار غضب بعض المغردين السعوديين، ممن لم يفهموا التصريحات بشكل جيد.
تصريحات النقابي المصري اتفق معها كثيرون، مذكرين بأكثر من حادثة مشابهة في أمكان مجاورة لقتل السائح الروسي، وكذلك في مناطق شاطئية أخرى، كما حدث قبل عامين في الوقت عينه، بهجوم سمكة قرش على أردني في خليج العقبة، حيث قفزت في الهواء والتهمت جزءًا من قدمه، بينما كان يهبط بمظلته في البحر الأحمر.
تصريحات هالة سرحان
لكن تصريحات الإعلامية المصرية هالة سرحان، زادت حالة الجدل، التي وصفها مغردون بغير المبررة، إذ كتبت منشورًا أثار سخرية كثيرين: "بفكر من إمبارح هو إيه اللي جابه عندنا أصلًا؟ ده ضد كل قوانين المحيطات والبحار، سمك القرش لا يعيش إلا في أعمق الأعماق المظلمة. كيف قطع كل هذه المسافة إلى مياه تعد ضحلة بالنسبة لبيئة القرش المائية. بيقولوا في سفينة القت خرفان نافقة جاء وراءها... نفكر كده شوية ونبحث عن المستفيد؟ حصل إيه قبل الحادثة المفجعة دي بكم يوم؟ حصل واقعة مهمة جدًا جدًا. ويبدو أن القرش تم إرساله عمدًا لضرب السياحة المصرية ومصدر دخل أجنبي انتعش. كما يقول المثل اضرب فين يوجعك. لكن مصر بإذن الله محروسة من المكائد والمؤامرات وحرب الجيل الرابع والخامس والمسيرة والقرش اللي محطش عندنا صدفة".
لتتلقى سيلًا من الهجوم عليها، قبل أن تحذف التغريدة، وتكتب أخرى تنفي فيها ذكرها للمملكة: "شكرًا أبو سعود لكن أؤكد لك أنني لم ألمح وألمز إطلاقًا، ولم يخطر ببالي ذكر السعودية في الموضوع، لا أدرى لماذا حشر المغردون المحترمون السعودية في موضوع لا علاقة لهم به، وحضرتك فاهم كل حاجة، والدعوة للأكلة المصرية السعودية جميلة، احنا ياما أكلنا سوا عيش وملح من قديم الزمان".
بينما دعم مغردون سعوديون ومصريون هالة سرحان، كما أن هناك من أرجع الهجوم عليها إلى الوقيعة بين الشعبين، واتهم آخرون لجانًا إلكترونية إخوانية، بأنها وراء افتعال الأزمة.
قرش غير عادي
الدكتورة سحر مهنا، رئيسة قسم المصايد بمعهد علوم البحار في خليج السويس، قالت إن سمكة القرش التي هاجمت السائح الروسي كبيرة الحجم، وهي لا تصل مطلقًا للمياه الضحلة، كون ذلك يهدد حياتها، حيث يقل عمود المياه عن مترين، وهو ما ظهر في الفيديو الأول المتداول للحظات الهجوم، حيث كان السائح متوقفًا في المياه ومن حوله "اللنشات" راسية في المياه من دون حركة.
وأضافت أن سلوكيات خاطئة يتبعها القائمون على "اللنشات" السياحية والنزهة، تتسبب في جذب أسماك القرش قرب الشواطئ والمياه الضحلة، مثل إلقاء مخلفات الأسماك، أو تقطيع "سمكة البلاميطة" وإلقائها وهي معروفة بأنها كثيرة الدماء فتجذب أسماك القرش سريعًا برائحة الدماء إلى مكان إلقائها.
وأشارت إلى أن القرش الذي قتل السائح الروسي من نوع النمر وطوله 4 أمتار، ويبلغ من العمر 10 أعوام تقريبًا، ويعرف بحاسة الشم القوية والرغبة الشرهة في صيد الفرائس من الثدييات، للحصول على لحومها ودمائها، ويعيش في المياه العميقة، حيث يتجاوز فيها عمود المياه 50 مترًا، كونه يفضل الأعماق لتتحمل وزنه، وفيها يتنفس بشكل طبيعي، بينما المياه الضحلة يمكن أن تسبب له الاختناق، عدا العجز عن الحركة.