الرئيس الصومالي في الأمم المتحدة  يطرح مكافحة الإرهاب والديون والجفاف

يأمل  الرئيس الصومالي لحصول على دعم دولي وإقليمي ولاسيما من البنتاجون لكتابة نهاية حركة الشباب المسلحة، وتطهير البؤر الإرهابية المتبقية في الصومال   

الرئيس الصومالي في الأمم المتحدة  يطرح مكافحة الإرهاب والديون والجفاف

السياق

مكافحة الإرهاب، ومواجهة الجفاف وخطر المجاعة، وشطب الديون وتنمية الدخل، كلها ملفات يحملها الرئيس الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود على عاتقه إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، متلمساً دعما أمريكياً ودولياً.

 تحت مبدأ صفر عدو، وسياسة داخلية تعتمد الحرب على 3 جبهات   

 الأولى عسكرية، وبالتوازي معها معركة فكرية يواجه الرئيس الصومالي خصومه من حركة الشباب، خاصة بعد عودته للحكم مايو الماضي. كما يحاول الرئيس في معركته لكشف زيف أفكارهم وابتعادهم عن مفاهيم الإسلام الصحيحة.

على جبهة أخرى، يخوض الرئيس حرباً لإنعاش الاقتصاد والذي يرزح عبء الديون التي تخطت 5 مليارات دولار، وفقا للآخر التقارير الدولية.

 ويأمل الرئيس الصومالي الحصول على دعم دولي وإقليمي، لاسيما من البنتاجون لكتابة نهاية حركة الشباب المسلحة، وتطهير البؤر الإرهابية المتبقية منها.

وخلال اجتماعه مع وزير الدفاع الأمريكي لويد جيمس أوستن

في مقر البنتاجون، أكد الأخير التزام بلاده بتعزيز العلاقات الثنائية، واستمرار الدعم المقدم إلى الصومال في القضايا الإنسانية والعسكرية والأمنية.

ويسعى شيخ محمود إلى الحصول على مكاسب ودعم أكبر لإنجاح حربه ضد الإرهاب ولاسيما بعدما أعاد الرئيس الأمريكي جو بايدن تمركز قوات أمريكية في الصومال بعد فوز شيخ محمود بالسباق الرئاسي، ليلغي قراراً للرئيس السابق دونالد ترامب بسحب تلك القوات من الصومال.

 

فرصة لا تعوض

القوات الأمريكية المتواجدة في الصومال لا تشتبك في معارك الجيش الصومالي ضد حركة الشباب، إنما تقدم له المشورة والدعم اللوجيستي والإستخباراتي فقط، لكن يبدو أن الرئيس الصومالي يرغب فيما هو أكثر، إذ أشارت تقارير صحفية وفق مصادر مقربة من القصر الرئاسي في مقديشو إلى رغبة الرئيس تعزيز الضربات الجوية الامريكية ضد الإرهاب وتكثيف التواجد العسكري، مع رفع حظر الأسلحة، وإعداد استراتيجية جديدة لتطهير بؤر الإرهاب بالصومال.

ويرى المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي، في تصريحات صحفية أن فرصة الرئيس الصومالي في الانتصار في حربه ضد الإرهاب كبيرة جداً، نظراً لوجود دعم محلي من العشائر التي تلعب دوراً مؤثراً ضد حركة الشباب، بالإضافة إلى دعم دولي تقوده واشنطن.

ومن الحرب العسكرية إلى الحرب الفكرية التي يرى فيها الرئيس شيخ محمود إنها لا تقل أهمية عن العسكرية عبر توضيح مفاهيم الإسلام الصحيحة، وتبيين انحرافهم عن سماحة الإسلام وتوضيح همجيتهم والأفعال الشيطانية التي يمارسونها بحق المدنيين الأبرياء.

 

8 مليون تحت خط الجوع

الرئيس الصومالي يرى أن الحرب عسكريا وفكريا أمران يجب أن يسيرا بالتوازي حتى تتحقق عملية السلام في الصومال، وذلك بعدما قال إن الحوار مع حركة الشباب أمر جائز رغم عدم وجود قنوات الآن، لكن في الوقت نفسه يجب هزيمة حركة الشباب أولا لدفعها لقبول الحوار، مشددا في الوقت نفسه إلى عدم قبول أي مسار تفاوضي يصل بالأمر لعميلة سلام شبيه لما حدث في أفغانستان.

إن كان الملف العسكري تفرضه الحالة الأمنية التي عاشتها الصومال لسنوات طويلة ولاتزال تعاني منها، فمواجهة الجفاف وخطر المجاعة لا يقل أهمية عنه ولاسيما مع إطلاق منظمات إنسانية دولية صرخات حول تهديد 8 مليون مواطن صومالي من السقوط في خطر المجاعة، بالإضافة إلى معاناة أكثر من نصف مليون طفل من سوء تغذية حاد، وفقا لليونيسف.

الأرقام التي تتحدث عنها اليونيسف تفوق المجاعة التي ضربت البلاد في 2011 وأدت إلى وفاة حوالي ربع مليون شخص نصفهم من الأطفال.

 

استثمار تهدده المجاعة

وحذرت الأمم المتحدة من أن أجزاء من البلاد ستتعرض للمجاعة في الأشهر المقبلة في وقت تواجه فيه منطقة القرن الإفريقي غياب الأمطار للموسم الخامس على التوالي، لكن في الوقت نفسه تحاول الصومال الفرار من الاعتراف بالمجاعة، ووضع خطط لمنع وقوعها، والبحث عن دعم دولي متزايد، وذلك لتجنب توجيه كل الدعم الذي تحصل عليه البلاد لمجالات لها علاقة بالغذاء، وتعطيل الدعم الدولي المقدم للمجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.

وقال المبعوث الخاص لشؤون الجفاف عبد الرحمن عبد الشكور ورسمي، في وقت سابق إن هناك فجوة كبيرة بين التمويل المطلوب والمتوفر حاليا لإنقاذ الصومال من المجاعة.

الجفاف أيضاً كان حاضراً في مباحثات الرئيس الصومالي شيخ محمود مع مسؤولي صندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن، إذ تناولت اللقاءات مباحثات تعزيز الاقتصاد، وإعفاء الديون، ومحاربة الفقر، وإصلاح النظام المالي، ومكافحة التغير المناخي وما رافقه من جفاف.

وأكدت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييا، التزامها بالعمل مع الصومال تطوير عملية الاصلاح الاقتصادي وتخفيف عبء الديون، كذلك المشاركة في تخفيف آثار الجفاف الذي يضرب البلاد.

 واتفق الجانبان على تسريع القضايا التي تواجه الحكومة الصومالية لتنفيذ خطة استكمال عملية الإعفاء من الديون.

وخلال اجتماعه مع رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس أوضح الرئيس الصومالي فرص الاستثمار في بلاده لتوجيه مشاريع البنك الدولي لها في الصومال لزيادة نمو الاقتصاد ورفع الدخل المحلي.

وأشارمالباس إلى أن مقترحات الصومال تتماشى مع خططهم الإصلاحية، مشيدا بالتزام الجانب الصومالي بعميلة تطوير الاقتصاد وتخفبف الديون.