'يرجح أنها بشرية'...العثور على أشلاء في حطام غواصة 'تيتان'

عثر على حطام الغواصة في قعر البحر على بعد نحو 500 متر من تايتانيك على عمق حوالي أربعة آلاف متر.

'يرجح أنها بشرية'...العثور على أشلاء في حطام غواصة 'تيتان'

السياق

عثر عناصر خفر السواحل الأمريكيون على أشلاء "يرجح أنها بشرية" ضمن حطام الغواصة السياحية "تيتان" التي كان على متنها خمسة أشخاص واختفت في شمال الأطلسي.

عثر على حطام الغواصة في قعر البحر على بعد نحو 500 متر من "تايتانيك" على عمق حوالي أربعة آلاف متر.

وأعلن خفر السواحل الأمريكي في بيان أنه عثر على أشلاء "يرجح أنها بشرية" في حطام الغواصة السياحية "تيتان"، التي اختفت وعلى متنها خمسة أشخاص في شمال المحيط الأطلسي قرب حطام سفينة تايتانيك.

وقال الكابتن جايسن نوباور الذي يدير التحقيق بشأن الحادث في خفر السواحل الأمريكي إن هذه الأشلاء "جمعت بعناية في موقع الحادث"، وستخضع للتحليل مع حطام الغواصة ما قد يوفر "عناصر أساسية لفهم أسباب المأساة".

وكانت الغواصة "تيتان" الصغيرة البالغ طولها 6,5 أمتار تقريبا والتابعة لشركة خاصة، قد نزلت في 18 حزيران/يونيو في رحلة لاستكشاف حطام سفينة "تايتانيك" وكان ينبغي أن تعود إلى السطح بعد سبع ساعات، لكن الاتصال معها فقد بعد أقل من ساعتين على انطلاقها.

وبوشرت عملية إنقاذ واسعة في محاولة لإغاثة الركاب، لكن تبين لاحقا أن الغواصة تعرضت "لانفجار داخلي كارثي" بعيد بدء رحلتها ما أدى إلى مقتل الرجال الخمسة فيها على الفور.

وعثر على حطام الغواصة في قعر البحر على بعد حوالى 500 متر من "تايتانيك" على عمق حوالى أربعة آلاف متر. وانتشل من المياه الأربعاء ونقل إلى سانت جون في مقاطعة نيوفاوندلاند في شرق كندا.

وسينقل بعد ذلك في سفينة لخفر السواحل الأمريكي إلى مرفأ في الولايات المتحدة، ليتمكن المحققون من تحليلها. وبوشرت تحقيقات عدة في كندا والولايات المتحدة لتحديد ملابسات الحادث.

من كان على الغواصة؟

وكان على متن الغواصة الصغيرة رجل الأعمال البريطاني، مؤسس شركة الاستثمار "أكشن غروب" هاميش هاردينغ، وهو مغامر يحمل ثلاثة أرقام قياسية في موسوعة "غينيس" في الغوص والتحليق بالطائرة في الأماكن الخطرة.

وحملت الغواصة رجل الأعمال الباكستاني، شاهزاده داود، وهو نائب رئيس مجموعة "إنغرو"، مع نجله سليمان، بحسب بيان للعائلة.

وكان هناك ستوكتون راش، مؤسس شركة " أوشنغيت أكسبديشنز" المشغلة للغواصة المفقودة.

عملية بحث واسعة

استخدم الجيشان الأمريكي والكندي خصوصًا، وسائل عدة من مراقبة جوية بطائرات سي-130 أو بي-8 وسفن مجهزة بروبوتات غواصة في موقع سفينة بولار برينس، التي انطلقت منها الغواصة تايتن.

ووصلت صباح الخميس سفينة البحث الفرنسية "أتلانت" المجهزة بروبوت فيكتور 6000 القادر على الغوص حتى حطام تايتانيك، على عمق أربعة آلاف متر تقريبًا، كما ذكر معهد الأبحاث الفرنسي لاستكشاف البحار "أنفريمير" التابعة له.

ومثّل فيكتور 6000 "الأمل الرئيس" لعملية الإنقاذ تحت الماء، كما ذكر للصحفيين روب لارتر، الخبير في هيئة المسح البريطانية بأنتاركتيكا، وهي منظمة بحثية بريطانية مقرها كامبريدج.

وامتدت منطقة البحث على سطح المياه 20 ألف كيلومتر مربع.

وأوضح الكابتن في خفر السواحل الأمريكي جايمي فريدريك، أن "مكان عمليات البحث على بعد 1450 كيلومترًا شرقي كايب كود (على ساحل الولايات المتحدة الشمالي) و640 كيلومترًا جنوبي شرق سان جون في نيوفاوندلاند (كندا) يجعل حشد عدد كبير من التجهيزات صعبًا للغاية".

كان في الغواصة أمريكي وفرنسي وبريطاني وباكستانيان. وكانت الغواصة التي تتسع لخمسة أشخاص ويبلغ طولها 6.5 متر، قد باشرت رحلتها الأحد باتجاه الأعماق.

كان من المقرر أن تعود إلى سطح البحر بعد سبع ساعات، لكن الاتصال فُقد بها، بعد أقل من ساعتين على انطلاقها.

وحذّر خفر السواحل الأمريكي -ظهر الثلاثاء- من توافر "نحو 40 ساعة من الهواء الذي يسمح بالتنفس" فقط في الغواصة.

إهمال محتمل

منذ بدء عمليات البحث الأحد، كشفت تفاصيل تدين شركة أوشنغيت، مع اتهامات بالإهمال على صعيد سلامة الغواصة السياحية.

وظهرت شكوى رفعت عام 2018 واطلعت عليها وكالة فرانس برس، جاء فيها أن مديرًا سابقًا في الشركة المنظمة للرحلة ديفيد لوكريدج، صُرف من عمله لأنه شكك في سلامة الغواصة.

وقال المدير السابق للعمليات البحرية في الشركة، إن كوة الرؤية في مقدم الغواصة صُممت لتحمل الضغط على عمق 1300 متر وليس أربعة آلاف متر.

شارك في الرحلة صاحب شركة أوشنغيت الأمريكي ستوكتون راش.

وبين الموجودين في الغواصة رجل الأعمال البريطاني الثري هاميش هاردينغ (58 عامًا) الذي أعلن عبر "إنستغرام" مشاركته في الرحلة الخارجة عن المألوف.

وبين ركاب الغواصة أيضًا الغواص الفرنسي، الضابط السابق في البحرية الفرنسية بول-هنري نارجوليه (77 عامًا)، المتخصص بحطام تايتانيك، كما أفادت عائلته.

وفي الغواصة كذلك رجل الأعمال الباكستاني شاه زاده داود (48 عامًا) ونجله سليمان (19 عامًا) بحسب هذه العائلة الثرية.

ودفع كل واحد منهم 250 ألف دولار لمشاهدة حطام سفينة تايتانيك، التي غرقت بواحدة من أكبر الكوارث البحرية في القرن العشرين.

وغرقت سفينة تاتانيك برحلتها الأولى في أبريل 1912 بعدما اصطدمت بجبل جليد، أدى إلى غرق 1500 من ركابها وأفراد طاقمها. وعُثر على حطامها عام 1985 على بُعد 650 كيلومترًا من السواحل الكندية في المياه الدولية للمحيط الأطلسي. ويستقطب الحطام -منذ ذلك الحين- صائدي كنوز وسياحًا.