إعدام 7 جنود والبرهان يزور الفشقة... ماذا يحدث على الحدود السودانية الإثيوبية؟
رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان يصل إلى الفشقة الحدودية مع إثيوبيا

السياق
توتر جديد في العلاقات بين السودان وإثيوبيا، كشفته الساعات القليلة الماضية، بعد خطوة من أديس أبابا، توعدت الخرطوم بالرد عليها.
ذلك التوتر دفع برئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان إلى زيارة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا صباح الاثنين، في خطوة عدَّها مراقبون تصعيدًا جديدًا بين البلدين.
فماذ حدث في 24 ساعة؟
القصة بدأت بإصدار القوات المسلحة السودانية، بيانًا، اطلعت «السياق» على نسخة منه، أعلنت فيه أن أديس أبابا، أعدمت مواطنًا وسبعة جنود سودانيين كانوا أسرى لديها، وعرضتهم على مواطنيهم، في تصرف، قالت إنه يتنافي مع كل قوانين وأعراف الحرب والقانون الدولي الإنساني.
وبينما تقدم الجيش السوداني بخالص التعازي لأسر الأسرى الثمانية، تعهد بأن هذا الموقف الذي وصفه بـ"الغادر" لن يمر بلا رد، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة السودانية "سترد على هذا التصرف الجبان بما يناسبه، فالدم السوداني غال دونه المهج".
وفي تطور جديد، كشفت وسائل إعلام محلية، أن رئيس المجلس السيادي في السودان الفريق عبدالفتاح البرهان، توجه -الاثنين- إلى منطقة الفشقة المحاذية للحدود مع إثيوبيا.
وبينما لم يكشف برنامج الزيارة أو الرد الذي يخطط له الجيش السوداني، إلا أن مراقبين أكدوا أن الزيارة لتقديم الدعم المعنوي للقوات المسلحة السودانية المرابطة على الحدود مع إثيوبيا.
استدعاء السفير
تصاعد التوترات
وبحسب وكالة رويترز، فإن التوترات بين السودان وإثيوبيا تصاعدت في الأشهر الأخيرة، بسبب تداعيات الصراع في منطقة تيجراي شمالي إثيوبيا، وبناء أديس أبابا سدًا عملاقًا للطاقة الكهرومائية على النيل الأزرق.
وأكدت الوكالة، أن عشرات الآلاف من اللاجئين فروا إلى شرقي السودان، بينما وقعت مناوشات عسكرية في منطقة من الأراضي الزراعية المتنازع عليها، على طول الحدود بين السودان وإثيوبيا.
تلك الأحداث دفعت نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإثيوبي دمقي مكونن، إلى وصف علاقات بلاده مع السودان بأنها "ليست بالجيدة".
وأكد المسؤول الإثيوبي، في تصريحات الشهر الماضي، أن علاقاته بلاده بالخرطوم ازدادت سوءًا بعد أن قال إن الأخير أصبح منطلقًا لجبهة تحرير تيغراي ضد بلاده، مشيرًا إلى أن ذلك إعلان حرب.
واتهم الدبلوماسي الإثيوبي، الخرطوم بأنها استغلت الوضع شمالي إثيوبيا وقامت بـ«غزو الحدود»، مشيرًا إلى أن بلاده أبلغت السودان بأن دعم وإيواء جبهة تحرير تيغراي لا يقل عن حرب ضد إثيوبيا من قِبل السودان.
ورغم أنه اتهم السودان –كذلك- بالعمل على تغيير ديمغرافي للمنطقة المتنازع عليها، من خلال بناء مشروعات بنية تحتية في منطقة لا تزال محل نزاع، إلا أنه قال إن علاقات شعبي السودان وإثيوبيا متجذرة ووطيدة.
يأتي ذلك، بينما تنفي الخرطوم تقديم أي دعم لجبهة تحرير تيغراي، بينما كشفت تقارير محلية عن تقدم 528 جنديًا إثيوبيًا من الجبهة بطلبات لجوء إلى السودان.
وفي محاولة من الخرطوم لتهدئة الأوضاع، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، في أبريل الماضي، «حرص» بلاده على إقامة علاقات طبيعية مع إثيوبيا تقوم على حسن الجوار وتبادل المصالح.
كانت العلاقات بين البلدين، شهدت في أغسطس الماضي، توترًا، تبادل إثره البلدان اتهامات، أدت إلى استدعاء الخرطوم سفيرها لدى أديس أبابا للتشاور.
أزمة دبلوماسية
كانت السكرتيرة الصحفية لمكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، بيلين سيوم، أكدت رفض بلادها توسط السودان في حل أزمة إقيلم تيغراي، لأنه طرف «ليس ذا مصداقية»، على حد قولها.
وقالت سيوم: «العلاقة بالسودان في هذه المرحلة شائكة بعض الشيء، لأن مستوى الثقة مع بعض القادة تآكل بالفعل، خاصة بعد دخول قوات الجيش السوداني أراضٍ إثيوبية في نوفمبر الماضي»، بحسب قولها.
وأشارت إلى أن "الثقة أساس أي مفاوضات وأي وساطة أيضًا، وهي غير متوافرة حاليًا وبحاجة إلى معالجة شاملة قبل أن يصبح السودان طرفًا ذا مصداقية في تسهيل أي وساطات بين الجبهة الإرهابية والحكومة الفيدرالية".
بدورها، ردت وزارة الخارجية السودانية، حينها، قائلة إنها رصدت تصريحات مسؤولين إثيوبيين كبار برفض مساعدة السودان في إنهاء النزاع الدموي المحتدم فى إقليم تيغري، بدواعي عدم حياده واحتلاله لأراضٍ إثيوبية.
تجاوز الحقائق
وأكدت «الخارجية السودانية»، أن الإيحاء بلعب السودان دورًا فى النزاع وادعاء الاحتلال، استمرار لما درجت عليه إثيوبيا من «تجاوز الحقائق» في علاقتها بالسودان، وترويج مزاعم لا تملك لها سندًا، ولا تقوم إلا على «أطماع» دوائر في الحكومة الإثيوبية لا "تتورع عن الفعل الضار لتحقيقها".
وقالت الوزارة، إن اهتمام السودان بحل نزاع إقليم تيغراي، جزء من التزامه بالسلام والاستقرار الإقليمي، وتعبير عن حرصه على استتباب الأوضاع في إثيوبيا، والتضامن في ما تواجهه من تحديات.