فاينانشيال تايمز: محادثات تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل تشمل رحلات الحج المباشرة

يقول الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ديفيد ماكوفسكي: من الواضح أن البُعد السعودي الإسرائيلي جزء لا يتجزأ من رحلة بايدن، إذ أنها تمنح الرئيس الأمريكي مبرراً للقيام بهذه الرحلة

فاينانشيال تايمز: محادثات تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل تشمل رحلات الحج المباشرة

ترجمات-السياق

كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن هناك مناقشات جارية بشأن صفقة تسمح للفلسطينيين، الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، بالسفر مباشرة إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج والعمرة، وفقاً لما نقلته عن مطلعين على الأمر.

وقالت الصحيفة -في تقرير- إن هذه المبادرة واحدة من مبادرات عدة، تجرى مناقشتها قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل والمملكة العربية السعودية المقررة الشهر المقبل، بهدف المساعدة في المضي قدماً نحو تطبيع العلاقات.

وأضاف الذين تحدثوا إلى الصحيفة، التي لم تكشف هويتهم، أن هناك مناقشات أيضاً بين إسرائيل والسعودية، بمساعدة واشنطن، لتوسيع حقوق التحليق للطائرات القادمة من إسرائيل، وكذلك اتفاق يشهد نقل السيطرة على جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر من مصر إلى المملكة، وهي خطوة تتطلب موافقة إسرائيل، إذ أشارت مصادر الصحيفة إلى أن هاتين الاتفاقيتين أقرب من تلك الخاصة برحلات الطيران المباشرة للحجاج، التي رأوا أنها أقل احتمالاً.

ونقلت الصحيفة عن مجلس الأمن القومي الأمريكي قوله: "نحن بالطبع نؤيد توسيع وتعميق العلاقات العربية الإسرائيلية، لكن هذا ليس محور التركيز الأساسي في رحلة الرئيس، التي تتضمن أجندة واسعة من المشاركات مع أكثر من 10 نظراء من الشرق الأوسط".

من جانبه، امتنع مسؤول من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التعليق على المعلومات الواردة في التقرير، كما لم يرد المكتب الإعلامي للحكومة السعودية على طلب الصحيفة الحصول على تعليق.

وتابعت "فاينانشيال تايمز": "إضافة إلى الإجراءات الثنائية من جانب إسرائيل والسعودية، فإن الولايات المتحدة تناقش أيضاً دمج تل أبيب بشكل أكبر في الهيكل الأمني ​​الإقليمي تحت رعاية القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، إذ أطلع وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، المشرِّعين الإسرائيليين -الأسبوع الماضي- على جهود تقودها الولايات المتحدة لدمج الدفاعات الجوية للقوى الإقليمية للدفاع بشكل أفضل ضد أي هجمات من إيران".

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين ومطلعين على المحادثات قولهم إن الهدف من هذا الدمج تسهيل اتصال أنظمة الرادار الخاصة بالقوى المختلفة ببعضها.

تأتي هذه المناقشات قبل زيارة بايدن -المقررة الشهر المقبل- إلى إسرائيل والسعودية، مع التركيز على محطة الرياض التي تتضمن عقد قمة مع القادة العرب، كما سيعقد الرئيس الأمريكي هناك الاجتماع الذي طال انتظاره مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حسب الصحيفة.

ورأت الصحيفة أن الحرب الروسية في أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط أديا إلى تهيئة الظروف لرحلة بايدن، الذي يقول المحللون إنه غيَّـر نهجه تجاه المملكة، بعدما تعهد بجعلها دولة منبوذة.

من جانبه، يقول الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ديفيد ماكوفسكي: "من الواضح أن البُعد السعودي الإسرائيلي جزء لا يتجزأ من رحلة بايدن، إذ أنها تمنح الرئيس الأمريكي مبرراً للقيام بهذه الرحلة".

كانت إسرائيل قد طبعت العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب عام 2020 بموجب الاتفاقات الإبراهيمية بوساطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ورغم أنه لا توجد علاقات رسمية بين إسرائيل والسعودية، فإنهما تحافظان على علاقات أمنية واستخباراتية هادئة، حسب الصحيفة.

ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن تل أبيب تسعى إلى سماح السعودية للفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية بالسفر مباشرة إلى المملكة لأداء فريضة الحج، إذ أن قرابة 18% من سكان إسرائيل مسلمون، ويؤدي 6 آلاف فلسطيني منهم فريضة الحج كل عام، وفي السنوات الأخيرة، تمكن الفلسطينيون في تل أبيب من السفر جواً إلى السعودية لأداء فريضة الحج، لكن كان عليهم التوقف في عمّان، أما في السابق فكان الخيار الوحيد هو ركوب حافلة لمسافة 1000 ميل.

ورأت "فاينانشيال تايمز" أن الرحلات الجوية المباشرة للحجاج الفلسطينيين ستعمل على بناء جسر للتقارب، إذ كان ترامب قد صنع التاريخ عندما سافر كرئيس من المملكة إلى إسرائيل بشكل مباشر، وسيقوم بايدن بذلك مرة أخرى عندما تحلق طائرته الرئاسية في الاتجاه المعاكس.

وأضافت: "كما أن هناك محادثات للسماح لأي طائرة تغادر مطار تل أبيب، بالتحليق فوق المملكة العربية السعودية، إذ إنه في الوقت الحالي يمكن فقط لبعض الرحلات المتجهة إلى الإمارات والبحرين استخدام المجال الجوي السعودي، بينما يُحظر على الرحلات التجارية الأخرى المغادرة من إسرائيل ذلك، كما يُسمح لشركة طيران الهند باستخدام المجال الجوي السعودي في رحلتها من تل أبيب إلى نيودلهي".

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة تعمل أيضاً على وضع اللمسات الأخيرة على صفقة يتم بموجبها نقل السيطرة على جزيرتين استراتيجيتين على البحر الأحمر من مصر إلى الرياض، الأمر الذي يحتاج إلى موافقة إسرائيل بموجب معاهدة السلام مع القاهرة عام 1979.

ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقات بين إسرائيل والسعودية اقتربت بشكل أكبر في السنوات الأخيرة، إلى حد كبير بسبب المخاوف المشتركة بشأن إيران، قائلة إن الخطوة التالية تتمثل في جعل هذه العلاقات علنية بشكل أكبر، وهو ما قد يتطلب على الأقل بعض الإجراءات من جانب إسرائيل لمعالجة نزاعها طويل الأمد مع الفلسطينيين.

ويقول المستشار السابق لوزراء الخارجية الأمريكيين من الحزبين الديمقراطيين والجمهوريين، آرون ديفيد ميلر: "معظم العلاقات الإسرائيلية السعودية تحت الطاولة، لكن الأمر الآن يتعلق بكيفية نقل ما هو أسفل الطاولة إلى أعلاها".