التلغراف: طالبان ستغرق الغرب بالهيروين لدعم الاقتصاد الأفغاني

معركة منع تدفق الهيروين للشوارع الغربية بدأت... طالبان ستغرق أوروبا بالممنوعات

التلغراف: طالبان ستغرق الغرب بالهيروين لدعم الاقتصاد الأفغاني

ترجمات - السياق

«معركة منع تدفق الهيروين إلى الشوارع الغربية، بدأت»، هكذا وصفت صحيفة التلغراف البريطانية، التأثيرات السلبية لصعود حركة طالبان المسلحة، إلى السُّلطة في أفغانستان.

وقالت الصحيفة البريطانية -في تقرير- إنه مع إعادة مسلَّحي حركة طالبان تشكيل الحكومة، لأول مرة منذ عقدين، فإنهم يواجهون أيضًا أزمة اقتصادية وشيكة، وخطر التوقُّف المفاجئ في مدفوعات المساعدات، التي دعمت البلاد سنوات.

وأشار تقرير «التلغراف» إلى أنه يمكن أن تصبح حقول الأفيون، التي طالما كانت مصدرًا مهمًا للأموال بالنسبة لطالبان، بديلاً لتلك الأموال الدولية، إلا أنها ستشعل فتيل موجة جديدة من الهيروين في الغرب.

وذكر التقرير أنه في وقت مبكر من عام 2001، كان الحلفاء الغازون، على عِلم بوضع أفغانستان كدولة مخدرات قادمة، مشيراً إلى تصريحات توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق، بعد أسابيع فقط من الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر، قائلًا، إن «أكبر مخزون للمخدرات في العالم، في أفغانستان، وتسيطر عليه حركة طالبان، 90% من الهيروين في الشوارع البريطانية مصدره أفغانستان».

 

إجراءات صارمة

وقالت «التلغراف»، إن القضاء على نبات الخشخاش، كان على رأس جدول أعمال جنود التحالف الدولي، إلا أن من المفارقات، أن إنتاج الهيروين في البلد الآسيوي، وصل إلى أدنى مستوياته عام 2001، قبل الغزو، عندما شنَّت حركة طالبان حملة صارمة على المزارع، على أمل أن تمنحها نفوذاً على الحكومات الأجنبية.

وتظهر دراسات الأمم المتحدة، أن الأراضي الصالحة للزراعة، انخفضت بأكثر من 90%، من 82 ألف هكتار (202.600 فدان) عام 2000 إلى 8000 عام 2001، إلا أنها تعافت على الفور تقريبًا، رغم الجهود الغربية، ونمت إلى 224 ألف هكتار بحلول 2020، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف المساحة، التي غطتها عام 2000.

من جانبه، يقول جوناثان جودهاند، الأستاذ في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية، إن حُكم طالبان يمكن أن يعزِّز التجارة غير المشروعة، مشيرًا إلى أنه «إذا كان هناك مستوى معين من الاستقرار، فهناك فرصة للعودة إلى الوضع الذي رأيناه منتصف التسعينيات، عندما استولت طالبان على السُّلطة آخر مرة، حيث كانوا مدعومين من مافيا التجارة الأفغانية، التي كانت قلقة من كيفية تأثير أمراء الحرب في التجارة».

وأكد جودهاند، الذي كان عامل تنمية بالمنطقة في الثمانينيات والتسعينيات، أن مناطق زراعة الخشخاش أساسية لدعم طالبان، لأن الحصاد أكثر قيمة من المنتجات القانونية، وأسهل في النقل والإخفاء، مشيرًا إلى أن زراعة الخشخاش تتكيف مع البيئة شديدة الخطورة.

 

مصادر دخل

فاندا فيلباب براون، من معهد بروكينغز، أخبرت مجلس اللوردات البريطاني العام الماضي، أن ما بين 20% و40% من أموال طالبان من الأفيون، مشيرة إلى أنه بينما عادت الآن إلى السلطة، فإن على طالبان أن تسير على حبل مشدود، بين رضا مؤيديها من زراعة الخشخاش، ورضا المانحين الدوليين بأنهم سيقمعون الهيروين، بحسب "التلغراف".

وقالت براون: في المرة الأخيرة، التي تحدثت إلى كبار قادة طالبان قبل بضعة أشهر، أشاروا إلى أنهم يريدون حظر اقتصاد الأفيون، إلا أنني لست متأكدة مما إذا كان ذلك ممكنًا، لأن خشخاش الأفيون، سيكون مصدرًا مهمًا للدخل.

وأضافت براون: «أتوقَّع أن تشير هذه التصريحات، إلى أنهم يريدون تقديم أنفسهم، باعتبارهم ممثلًا حكوميًا مسؤولًا يريد اعترافًا دوليًا»، مشيرة إلى أن روسيا وإيران تطالبان باتخاذ إجراءات ضد المخدرات.

 

حظر الخشخاش

وأكدت أن حركة طالبان، إذا بدأت حظر الخشخاش، سيكون ذلك نكسة كبيرة لها، بما في ذلك مناطق رئيسة مثل هلمند وقندهار، لأن المفاوضات الدولية في هذا الشأن، ستكون مقيَّدة بردود الفِعل المحلية.

فمن الناحية المالية، تُعَدُّ المساعدات الدولية، أكثر أهمية من بذور الخشخاش، خاصة بعد أن تعهد تحالف من المانحين -العام الماضي- بتقديم 3.3 مليار مساعدة عسكرية وأمنية لأفغانستان.

وعن تلك الأموال، قالت «التلغراف»، إن حكومة المملكة المتحدة لم تشرح ما الذي ستفعله بهذه الأموال الآن، رغم قول وزير الخارجية دومينيك راب، إنه سيتم حجب الأموال في «الإصلاحات المقبلة».

 

أزمة اقتصادية

وحذَّرت براون، من أن الانخفاض الحاد في الدعم، قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية، بعد سنوات من المساعدة التي ساهمت في النمو، ليس أقلها أن مئات الآلاف من الجنود والشرطة، الذين يتقاضون رواتبهم من الغرب، أصبحوا عاطلين عن العمل.

وبحسب تقرير «التلغراف»، فإنه بين عامي 2003 و2012، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الأفغاني، بمتوسط ​​أكثر من 9% سنويًا ، وفقًا لصندوق النقد الدولي، لكنه انخفض إلى أقل من 2% سنويًا منذ ذلك الحين، بما في ذلك انخفاض بـ 5% العام الماضي، عندما تفشى الوباء.

 

اقتصاد ضعيف

وقال فونج سيو، كبير الاقتصاديين الآسيويين، في وحدة إيكونوميست إنتليجنس يونيت: «كان الاقتصاد ضعيفًا للغاية العام الماضي، لدرجة أن أي انتعاش هذا العام سيظهر تعافيًا».

وغرَّد أجمل أحمدي، محافظ بنك أفغانستان، على "تويتر" عن نقص الدولارات المتاحة، قائلًا: مع انهيار العملة ثم تعافيها، سادت حالة من عدم اليقين.

وقالت «التلغراف»، إن هناك بالفِعل دلائل على عودة قمع الماضي، الذي سيؤثِّر في المساعدات الغربية، فإحدى قصص النجاح -في العشرين سنة الماضية- كانت تحسين حقوق المرأة، خاصة العودة إلى التعليم، إلا أن ذلك أصبح مقوَّضًا الآن، بعد تقارير عن صدور أوامر للنساء، بترك الجامعات والوظائف المكتبية.