تونس تنتخب برلمانًا بلا إخوان... وقيس سعيد يوجه رسائل وتحذيرات

يقول مراقبون إن الانتخابات البرلمانية التونسية، ستكون شهادة الوفاة لحركة النهضة في تونس.

تونس تنتخب برلمانًا بلا إخوان... وقيس سعيد يوجه رسائل وتحذيرات

السياق

على طريق التخلص من إرث تنظيم الإخوان، الذي عاث في تونس فسادًا طوال «العشرية السوداء»، يخطو البلد الإفريقي –السبت- خطوة جديدة نحو لفظ حركة النهضة، التي تسببت سياساتها المتعاقبة، في إفلاس الخزينة التونسية وشح مواردها.

فتونس التي فتحت مراكز اقتراعها –السبت- لاستحقاق الانتخابات البرلمانية، تطمح لتشكيل برلمان جديد خالٍ من تنظيم الإخوان وقيادات حركة «النهضة» الإخوانية، الذين باتت رقابهم تحت مقصلة القضاء التونسي، في تهم غسل الأموال وتسفير الشباب لمناطق القتال في الخارج.

ويقول مراقبون إن الانتخابات البرلمانية التونسية، ستكون شهادة الوفاة لحركة النهضة في تونس، مشيرين إلى أنها ستفضي إلى برلمان جديد يُنهي الحقبة السوداء التي ملكت فيها «النهضة» زمام الأمور، ما تسبب في انسداد سياسي وشلل اقتصادي، كاد أن يودي بالبلاد إلى حالة الاحتراب.

انتخابات تونس

في الثامنة من صباح السبت بالتوقيت المحلي، فتحت مراكز الاقتراع في تونس أبوابها لاستقبال ناخبي الداخل، لاختيار ممثليهم بالبرلمان، بينما تتواصل عملية الاقتراع حتى السادسة مساءً بالتوقيت المحلي.

ومن المقرر اعتماد توقيت استثنائي إلى الثامنة مساءً، بالنسبة إلى مكاتب الاقتراع بجربة حومة السوق وميدون وجربة أجيم وجرجيس، لخصوصية المناطق التابعة لهذه الدوائر، إضافة إلى اعتماد توقيت استثنائي، من التاسعة صباحًا إلى الرابعة عصرًا بعدد من مكاتب الاقتراع في ولايات القصرين وجندوبة ومدنين وسيدي بوزيد والكاف وسليانة، حسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

أرقام رسمية

الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، قالت إن 9 ملايين و200 ألف ناخب، مدعوون للانتخابات التشريعية، ينقسمون إلى 50.8% من النساء و49.2% من الرجال.

بينما يتنافس ألف و58 مترشحًا على 161 مقعدًا بمجلس النواب، في 161 دائرة انتخابية، بينهم 120 امرأة فقط، بعد أن تقلص العدد الإجمالي لمقاعد البرلمان إلى 161 مقعدًا من 217، منها 151 بالداخل، و10 مقاعد للدوائر الانتخابية في الخارج، وفقًا للقانون الانتخابي الجديد.

وأعرب فاروق بو عسكر رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، عن أمله بأن يشارك أكثر من 2.8 مليون ناخب في الانتخابات التشريعية، وهي النسبة نفسها التي شاركت في الاستفتاء على الدستور، الذي جرى في 25 يوليو الماضي.

ماذا عن الأجواء؟

في تصريحات صحفية، خلال إدلائه بصوته في الانتخابات، قال بوعسكر إن أكثر من 4500 مركز اقتراع و11 ألفًا و300 مكتب فتحت أبوابها في الثامنة صباحًا، بسلاسة، مشيرًا إلى أن الهيئة وزعت نحو 5 آلاف اعتماد لملاحظين وصحفيين محليين وأجانب، إضافة إلى ممثلين لمرشحين.

وعن مشاركة مراقبين أجانب في الاستحقاق الدستوري، قال بوعسكر إنه جرى تسجيل مشاركة بعثة من روسيا في عملية الملاحظة لأول مرة في تونس، فضلًا عن مشاركة بعثات من المنظمات الإقليمية، على غرار الإتحاد الافريقي وجامعة دول العربية ومنظمة كارتر الأمريكية ومنظمة التعاون الإسلامي.

مخالفات انتخابية

في الساعات الأولى من الانتخابات التشريعية، سجلت لجان عدة بعض المخالفات، التي لم ترق إلى الجرائم الانتخابية، ما دفع هيئة الانتخابات إلى إنذار المخالفين وتنبيهم.

وتقول وسائل إعلام محلية، إن متابعة هيئة الانتخابات لمختلف الأنشطة سواء ميدانيًا أم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت عن تسجيل 16 مخالفة، لم ترتق إلى جرائم انتخابية، ما جعل الهيئة تكتفي إما بالتنبيه على المخالفين أو إنذارهم.

وأكد رئيس الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات بتطاوين محمد الناصر التايب، تسجيل 3 مخالفات انتخابيّة منذ انطلاق الحملة، بتعليق بيانات خارج الأماكن المخصصة لها وأنشطة من دون إعلام.

بينما أعلن رئيس الهيئة الفرعيّة للانتخابات نابل 1، العروسي بن عبدالله، في تصريحات صحفية، أن المخالفات المسجلة في الحملة الانتخابية التشريعية، بالدوائر الست بلغت 12 مخالفة انتخابية، توزعت بين الأنشطة غير المرخص لها وتعليق في غير الأماكن المرخص لها، ومخالفة تتعلّق بعدم حياد الإدارة العمومية، ومخالفة أحيلت إلى النيابة العمومية.

رسائل رئاسية

وفي رسائل سياسية لا تخطئها العين، تجول الرئيس التونسي قيس سعيد صباح السبت، في مركز الاقتراع بحي النصر في العاصمة التونسية، بعد أن أدلى وزوجته بصوتيهما في الانتخابات التشريعية.

وعلى هامش تلك الجولة، قال الرئيس التونسي، إن الانتخابات تمثل فرصة تاريخية لاسترداد الحقوق، مضيفًا: «فليعلم هؤلاء المرشحون أنهم سيبقون تحت رقابة ناخبيهم».

ووجَّه رسالة إلى المرشحين، قائلًا: «ليتذكر هؤلاء أنهم إن تنكروا ولم يعملوا صادقين لتحقيق ما وعدوا به ناخبيهم فوكالتهم بالإمكان سحبها».

وفي رسائل إلى التونسيين، قال الرئيس سعيد: «اصنعوا تاريخكم بأنفسكم أنتم يا أبناء الشعب التونسي أصحاب السيادة فلتكن السيادة للشعب لتحقيق الحرية والكرامة، لتركيز سيادة تونس حتى تصدر القوانين من المجلس النيابي المقبل».

سعيد أضاف: إنه يوم تاريخي لانتخاب أعضاء مجلس نواب الشعب، قبل انتخاب أعضاء مجلس الجهات والأقاليم، توكلوا على الله واعملوا من أجل أن نقطع مع هؤلاء الذين خربوا البلاد ونصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب التونسي بطريقة اقتراع بائدة كما أثبتت التجربة ذلك»، في إشارة إلى تنظيم الإخوان وحركة النهضة.

وأكد الرئيس التونسي، أن السلطات المحلية «احترمت المواعيد التي حددتها للاقتراع رغم العقبات، لا تحتكموا إلا إلى ضمائركم ولا يغرنكم خطاب المشككين، الذين وضعوا أقنعة على وجوههم واندسوا بين صفوفكم، انتبهوا إليهم وانتبهوا لمن يدفع الأموال لشراء الذمم لأنهم لا يعدون المواطن مواطنًا، بل ورقة توضع في صندوق الاقتراع».

وختم الرئيس التونسي رسائله، قائلًا: «سنصنع تاريخ تونس لكل التونسيين، ليجد كل منا حقه في التعليم والصحة والضمان الاجتماعي... تلك مطالبكم فلتحقق في المجلس المقبل قبل انتخاب المجلس الثاني المتعلق بمجلس الجهات والأقاليم».