تويتر في عهد ماسك... لماذا هجره علماء المناخ؟

قرر أستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة تكساس، أندرو ديسلر، نقل معظم نشاطه التواصلي بشأن المناخ إلى منصة أخرى تسمى سابستاك.

تويتر في عهد ماسك... لماذا هجره علماء المناخ؟

السياق 

يهجر عدد من العلماء "تويتر"، بسبب ما يصفونها بالإهانات، التي تصل إلى حد التهديدات لهم، بعدما تصاعد حضور التوجهات الإنكارية للأزمة المناخية، منذ استحواذ إيلون ماسك على الشبكة الشهيرة.

وأعلن بيتر غليك، وهو خبير في المناخ والمياه، يتابعه ما يقرب من 99 ألف حساب على "تويتر"، في 21 مايو توقفه عن التغريد عبر المنصة، متهماً إياها بتضخيم العنصرية والتمييز على أساس الجنس.

ويقول الباحث إنه اعتاد "الهجمات العدوانية والشخصية"، التي تصل إلى حد "التهديدات المباشرة"، وأشار إلى أنه: "في الأشهر الأخيرة، منذ وصول المالك الجديد والتغييرات على (تويتر)، ارتفع حجم الهجمات وشدّتها بشكل كبير".

ومنذ شراء "تويتر" قبل ستة أشهر، خفف الملياردير إيلون ماسك القيود المرتبطة بقواعد الإشراف على المحتويات الإشكالية، وأعاد تفعيل حسابات محظورة لشخصيات بارزة مثل دونالد ترامب.

وحلل روبرت رودي، من جمعية بيركلي إيرث، نشاط مئات الحسابات لمتخصصين، يحظون بمتابعة واسعة يتحدثون عن علوم المناخ، قبل صفقة شراء إيلون ماسك لـ "تويتر" وبعدها.

وخلص رودي إلى أن هذه التغريدات لم يعد لها الصدى عينه، فقد انخفض عدد "الإعجابات" (لتأكيد الموافقة) عليها بنسبة 38%، وأعيد تغريدها بنسبة 40% أقل.

 

معلومات مضللة

لم يعلق "تويتر" -بشكل مباشر- على التغييرات التي طرأت على خوارزمياته، التي تؤدي إلى زيادة النشاط والرؤية على الشبكة ولدى محاولة التواصل معها، ردت الخدمة الصحفية في "تويتر" برسالة إلكترونية تلقائية، باتت معتمدة منها منذ استحواذ ماسك على الشبكة، وتتضمن رمزاً تعبيرياً على شكل كومة براز.

وفي تحليل آخر، درست عالمة المناخ الشهيرة كاثرين هايهو التفاعلات مع تغريدة واحدة نشرتها طواعية مرتين، قبل صفقة الاستحواذ على "تويتر" وبعدها.

وقالت إن ردود المتصيدين أو الحسابات الآلية التي تنشر معلومات مضللة بانتظام، زادت من 15 إلى 30 مرة مقارنة بالعامين الماضيين.

وأوضحت أنه حتى الاستحواذ على "تويتر" في أكتوبر "كان حسابي ينمو بشكل مطرد، مع ما لا يقل عن آلاف المتابعين الجدد كل شهر، لكن ذلك لم يتغير منذ ذلك الحين".

 

متصيدون محترفون

وقرر أستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة تكساس إيه آند إم، أندرو ديسلر، نقل معظم نشاطه التواصلي بشأن المناخ إلى منصة أخرى تسمى سابستاك.

ويقول: "التواصل المتعلق بالمناخ على (تويتر) بات أقل فائدة الآن، لأنني أرى أن مشاركاتي في المنصة تحصل على تفاعل أقل".

ويشير ديسلر إلى أنه "رداً على أي تغريدة تقريباً عن تغير المناخ، تغمرني ردود من حسابات موثقة، بادعاءات مضللة".

وقد تخلى آخرون ببساطة عن "تويتر"، وبحسب حسابات كاثرين هايهو، من أصل 3000 عالم مناخ شملهم تحليلها، اختفت حسابات مئة منهم، بعد أن اشترى ماسك الشبكة.

كان حساب عالمة الجليد روث موترام، يضم أكثر من 10 آلاف متابع على "تويتر"، لكنها اختارت ترك المنصة في فبراير للانضمام إلى منتدى العلماء في "ماستودون"، وهي شبكة اجتماعية لامركزية أنشئت عام 2016.

وتبدي موترام سعادتها، لأنها وجدت بيئة "أكثر هدوءاً" هناك. وتقول: "لم أواجه أي إهانة، أو حتى أي شخص يشكك في تغير المناخ".

ويرى عالم المناخ المشهور في جامعة بنسلفانيا، مايكل مان، الذي يتعرض لهجمات على الإنترنت بشكل منتظم، أن تزايد المعلومات المضللة "ينظم وينسق" من معارضي سياسات المناخ.